بدأت اليوم الإثنين (20 فبراير/ شباط 2017) محاكمة أكثر من 40 جندياً تركياً متهمين بمحاولة اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان خلال محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي حيث تشير لائحة الاتهام التي حصلت عليها رويترز إلى أن ممثلي الادعاء يطالبون بالسجن المؤبد.
ونقل المتهمون وسط حراسة مشددة في حافلات إلى محكمة في مدينة موجلا التي تقع بجنوب غرب تركيا ولا تبعد كثيرا عن المنتجع الفاخر الذي فر منه أردوغان وأسرته بشق الأنفس من الجنود في طائرة هليكوبتر قبل أن يتعرض الفندق الذي كانوا يقيمون فيه للهجوم.
وقتل أكثر من 240 شخصاً خلال محاولة الانقلاب في 15 يوليو/ تموز عندما قادت مجموعة من الجنود دبابات وطائرات حربية وهليكوبتر وهاجموا البرلمان وحاولوا الإطاحة بالحكومة.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن ممثلي الادعاء في موجلا وجهوا اتهامات عدة اليوم الاثنين إلى 47 مشتبها بهم- وجميعهم تقريبا جنود- منها محاولة اغتيال الرئيس وانتهاك الدستور والانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح.
وتقول تركيا إن محاولة الانقلاب من تدبير رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن. وينفي كولن الذي يعيش في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ 1999 هذه الاتهامات وأدان الانقلاب.
ومنذ الانقلاب الفاشل ألقي القبض على أكثر من 40 ألف شخص وأقيل ما يربو على 100 ألف أو أوقفوا عن العمل في الجيش والخدمة المدنية والقطاع الخاص.
وبدأت تركيا في ديسمبر كانون الأول أولى محاكماتها الجنائية المتعلقة بمحاولة الانقلاب ومن المتوقع أن يليها المزيد من المحاكمات.
ولم يتضح على الفور كيف سيرد المشتبه بهم في القضية. وقال أحد المحامين إن من المقرر أن يبدأوا شهادتهم في وقت لاحق اليوم.
قناصة وقوات خاصة
كان المشتبه بهم ومن بينهم معاون شخصي سابق لأردوغان يرتدون سترات عندما نقلوا من السجن إلى المحكمة. ووجدوا في استقبالهم حشدا من نحو 200 شخص يلوحون بالأعلام ويطالبون بإعدامهم.
وقال محتج يدعى زوهال أيهان (61 عاما) في إشارة لأردوغان "نريد عقوبة الإعدام. لنكسر اليد التي حاولت الإضرار برئيسنا. أفديه بحياتي".
وألغت تركيا رسميا عقوبة الإعدام في إطار محادثاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 2002. وكررت حشود منذ محاولة الانقلاب الدعوة إلى إعادة العمل بها في تحرك سيمثل على الأرجح نهاية لمحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد.
وطوقت المنطقة المحيطة بالمحكمة ونظمت فيها دوريات من قبل عشرات من قوات الأمن بما في ذلك رجال الشرطة والقوات الخاصة. واعتلى القناصة الأسطح القريبة.
والمحكمة في موجلا صغيرة بدرجة يتعذر معها محاكمة ذلك العدد الكبير من المتهمين. وقالت السلطات إن المحاكمة يجري سماعها في قاعة المؤتمرات بغرفة التجارة المجاورة.
وجاء في لائحة الاتهام أن نحو 37 جندياً متهمون بأن لهم دور مباشر في اقتحام فندق جراند يازيجي كلوب تيربان الفاخر وأن الآخرين قدموا العون للعملية.
وهبط الجنود من طائرات هليكوبتر على الفندق في مرمريس باستخدام حبال وأطلقوا النار بعد مغادرة أردوغان مباشرة.
وقال أردوغان في مقابلة مع "رويترز" بعد محاولة الانقلاب إن إيمانه بالإسلام ساعده وأسرته على الفرار سالمين.