خفضت الأمم المتحدة والأطراف الأخرى المشاركة في جهود السلام السورية من توقعاتها بشأن حدوث انفراجة كبيرة في محادثات جنيف المقررة خلال أيام في ظل ارتباك السياسة الأميركية بشأن الأزمة السورية وعدم وضوح علاقتها مع روسيا.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا في كلمة بمؤتمر ميونيخ الأمني، أمس الأحد (19 فبراير/ شباط 2017)، إن عدم وضوح الموقف الأميركي جعل حل القضايا الشائكة في الصراع الممتد منذ ستة أعوام أكثر صعوبة من جهود الوساطة التي أجراها بشأن العراق وأفغانستان في السابق.
وأوضح «لا يمكنني أن أقول لكم (إن كانت ستنجح) ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلاً إن لم يكن هناك (حل) سياسي»، في إشارة إلى وقف إطلاق النار الهش الذي أعلن بوساطة روسيا وتركيا في أستانا عاصمة كازاخستان.
وزادت التساؤلات بشأن نهج واشنطن لإنهاء الحرب. ولم يتضح بعد هل سيفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوعد بناء علاقات أقوى مع روسيا.
وقال دي ميستورا للمندوبين: «شيء واحد أبحث عنه في هذه اللحظة... (وهو) استراتيجية أميركية واضحة. أين الولايات المتحدة (من الحل السياسي)؟ ليس عندي رد لأنني لا أعرف».
وتستأنف المحادثات السورية في جنيف يوم الخميس المقبل بعد تسعة أشهر تقريباً من إعلان دي ميستورا وقفها عقب سلسلة جولات أفضت في النهاية إلى تصعيد للعنف.
وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أنس العبدة إنه من غير الواضح هل سيتم إلزام الأسد بالرحيل.
من جانبه، قال المبعوث الأميركي بريت مكجورك إن الإدارة الأميركية تجري مراجعة شاملة لسياستها بشأن سورية يتوقع استكمالها في الأسابيع المقبلة، لكنه حذر من رفع سقف التوقعات.
وقال المبعوث الأميركي إن واشنطن تركز بشدة على تحرير الرقة من تنظيم «داعش» وتتبنى مفهوم «أميركا أولاً» الذي أعلنه ترامب.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس أن مفاوضات السلام السورية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف هي المكان الوحيد لبحث الحل السياسي وانتقال السلطة. وقال للمشاركين في مؤتمر ميونيخ الأمني: «أستانا لم تكن أبداً بديلاً لجنيف».
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المؤتمر إن استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية لا يمكن التغاضي عنه، مشيراً بأصابع الاتهام إلى جماعات متطرفة تقاتل حلفاء إيران في دمشق.
وقال ظريف: «للأسف فإن الجماعتين الإرهابيتين (جبهة) النصرة وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) مازالتا تملكان أسلحة كيماوية».
من جانب آخر، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 13 آخرون في تفجير انتحاري استهدف أمس مقراً للمجلس العسكري في مدينة نوى جنوب سورية.
وقالت مصادر إعلامية في المعارضة السورية بمحافظة درعا إن من بين المصابين، أطفال وحالة ثلاثة منهم حرجة جراء انفجار دراجة مفخخة يقودها انتحاري أمس استهدفت المكتب الأمني التابع للمجلس العسكري بالجبهة الجنوبية في مدينة نوى غرب محافظة درعا.
واتهمت المصادر «جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتنفيذ العملية».
كما لقي أربعة مدنيين حتفهم وهم من عائلة واحدة وأصيب آخرون بجروح أمس في غارات شنتها طائرات للنظام على بلدة في ريف درعا.
إلى ذلك، سيطرت القوات الحكومية السورية مدعومة بمجموعات مسلحة موالية لها أمس على تلة جديدة في إطار زحفها باتجاه مدينة تدمر.
العدد 5280 - الأحد 19 فبراير 2017م الموافق 22 جمادى الأولى 1438هـ