تنتخب الاكوادور اليوم الأحد (19 فبراير/ شباط 2017) رئيسا في استحقاق قد يشهد انتقالا لإحدى ركائز اليسار في أميركا اللاتينية إلى اليمين، ما سيترك علامات استفهام بشأن الإرث الذي خلفه الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته رافايل كوريا.
وقال كوريا (53 عاما)، وهو ايضا خبير اقتصادي يساري شهدت البلاد الغنية بالنفط ازدهارا اقتصاديا في عهده الذي استمر نحو عقد، إن الانتخابات "تضع على المحك رؤيتين (مختلفتين) بشأن المجتمع والتنمية والدولة".
ويتعين على الشعب الاكوادوري الاختيار بين الاستمرار في الاجندة الاشتراكية التي اتبعها كوريا الذي لم يترشح مجددا، وذلك عبر انتخاب لينين مورينو، أو التحول إلى حكومة محافظة على غرار الارجنتين والبرازيل والبيرو.
ويعد مورينو، وهو الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، باستكمال سياسات سلفه الاشتراكية بشأن الضرائب والمساعدات الاجتماعية.
وقال المرشح البالغ 63 عاما خلال تجمع انتخابي ضمن حملته لوكالة فرانس برس الاربعاء إن "الشعب الاكوادوري يكن (لنا) المحبة وهو عازم على استكمال" هذه السياسات.
ولكن في سباق لا يمكن توقع نتائجه، يواجه مورينو المصرفي السابق غييرمو لاسو، أبرز زعماء اليمين والذي يحل خلفه مباشرة في الاستطلاعات.
وأطلق لاسو خلال حملته وعودا بخفض الإنفاق والضرائب، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتوفير نحو مليون فرصة عمل، كما انتقد حلفاء كوريا لصلاتهم المفترضة بفضيحة فساد.
ودعا لاسو خلال مسيرة الاربعاء إلى التصويت "لصالح التغيير لمحاربة الفساد".
أما النائبة اليمينية السابقة سينتيا فيتيري (51 عاما)، فتحتل المرتبة الثالثة في استطلاعات الرأي.
وشهد الاقتصاد الاكوادوري العام الماضي انكماشا بنسبة 1,7 بالمئة، تحت وطأة التراجع الكبير في أسعار النفط.
ويتهم كوريا بالفشل في توفير عائدات النفط للأيام السوداء وبعرقلة قطاع الأعمال عبر الضرائب والرسوم الباهظة.
واوضح الخبير الاقتصادي في مجموعة "سبوريير" للخدمات الاستشارية ألبيرتو أكوستا-بورنيو أن "كوريا وعد بتنويع النموذج الانتاجي عند تسلمه السلطة (...) إلا أنه يترك خلفه بلدا غير قادر على الانتاج".
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم فرص مورينو بالفوز في الدورة الأولى الأحد.
ولكن اذا لم يتقدم بفارق كبير، فسيخوض دورة ثانية في 2 ابريل ضد خصم محافظ، يرجح أن يكون لاسو. وتظهر الاستطلاعات ان نسبة كبيرة من الناخبين لم يحسموا قرارهم بعد.
ويرى خبير العلوم السياسية في جامعة سان فرانسيسكو في كيتو، باولو مونكاغاتا، أنه "بإمكان أي فريق الفوز على الحزب الحاكم في الدورة الثانية لأن هناك مقاومة ورفضا كبيرين للحكومة" من جانب الناخبين.
إلا أن مايكل شيفتر من مركز أبحاث الحوار الأميركي الداخلي في واشنطن اعتبر أن "من الخطأ الاقلال من شأن الدعم لمعسكر كوريا".
وينتخب الاكوادوريون كذلك الاحد برلمانا جديدا للبلد الذي يبلغ عدد سكانه 16 مليون نسمة.
وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة 12,00 ت غ على ان تستمر عملية التصويت حتى 22,00 ت غ. ويتوقع إعلان النتائج بدءا من الساعة 01,00 ت غ الاثنين.
مصير اسانج بيد الناخبين
يرتبط كذلك مصير مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، اللاجئ في سفارة الاكوادور في لندن منذ عام 2012، بنتائج الانتخابات المقبلة.
وفي حين يفضل مورينو الاستمرار في منح الاسترالي حق اللجوء في السفارة الذي سمح به كوريا، أكد كل من لاسو وفيتيري أنهما سيسحبانه.
وتصدرت الاكوادور عناوين الصحف حول العالم عندما تحدت الولايات المتحدة بمنحها اللجوء لأسانج الذي يواجه تهما بالاعتداء الجنسي في السويد.
وبذلك، وفر الرئيس المنتهية ولايته حماية له من احتمال ترحيله إلى الولايات المتحدة حيث يتهم بتسريب برقيات دبلوماسية وغيرها من الوثائق السرية عبر موقعه الالكتروني.
وذكر موقع ويكيليكس اخيرا أن اسانج مستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لمواجهة التهم الموجهة اليه شرط "ضمان" حقوقه.
من جهة اخرى، يعتبر كوريا أن أميركا اللاتينية بحاجة إلى حركة يسارية قوية قادرة على مواجهة النهج المتشدد الذي تبناه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حيال الهجرة والتجارة.
إلا أن لاسو وفيتيري أظهرا رغبة في التعاون مع واشنطن منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض.