العدد 5279 - السبت 18 فبراير 2017م الموافق 21 جمادى الأولى 1438هـ

في ذكرى الشاعر حبيب منصور

حبيب منصور
حبيب منصور

مهدي عبدالله - قاص ومترجم بحريني 

تحديث: 12 مايو 2017

تمر هذه الأيام الذكرى العشرون لرحيل الشاعر المبدع صاحب القلب المرهف حبيب منصور الذي انتقل إلى جوار ربـه تعالى بتاريخ 18 فبراير/ شباط 1997 إثر صراع مرير مع المرض أدّى إلى توقف نبض قلبه بعد أن تكالبت عليه الآلام.

وقد فُجعت الأوساط الثقافية في البحرين بالرحيل المبكّر لهذا الشاعر وهو في أوجّ عطائـه ومرحلة نضجه لما امتلكه من موهبة شعرية واضحة وحسّ شعري قوي وعاطفة جيّاشة تجاه قضايا الوطن والأمة والحب والنفس. وفي رأيي إنه لو كتب لهذ الشاعر ليعيش سنوات أطول لسطر اسمه بين أبرز الشعراء الشعبيين في وطننا.

ولد حبيب في العام 1945 بقرية السنابس. درس في مدرسة الخميس الابتدائية ولم يكمل دراسته بسبب الظروف المعيشية الصعبة آنذاك.

التحق في مطلع الستينيات وهو في سن مبكّر للعمل بوزارة الصحة وتدرّج في الوظائف حتى أصبح فنّي أشعة وحضر دورة دراسية في الأشعة بالجامعة الأميركية في بيروت في العام 1975 استمرت قرابة ستة أشهر.

استمر في العمل في وزارة الصحة حتى نهاية السبعينيات ثم استقال والتحق بشـركة (أسـري) كفنّي أشعة بالمركز الطبي التابع إلى الشركة وظل في هذا العمل حتى رحيله عن عمر يناهز الثانية والخمسين عامـاً.

اهتم بالأدب وكتابة الشعر الشعبي والشعر الفصيح منذ صغره وشارك في العديد من المناسبات الثقافية والدينية وأحيا عدداً من الأمسيات الشعرية بنادي جدحفص ونادي الدير ونادي توبلي والملتقى الثقافي الأهلي.

رأس اللجنة الثقافية بنادي جدحفص في مطلع التسعينيات وساهم مساهمة كبيرة في إحياء الأنشطة الثقافية بالنادي وإقامة الندوات والأمسيات الأدبية فيه.

تفاعل دائماً مع الأحداث الوطنية والعربية والإسلامية وكتب العديد من القصائد حول الانتفاضة الفلسطينية وأطفال الحجارة وشهداء البوسنة والهرسك ومذبحة قانا وغير ذلك من المحن التي مرّت بها الأمة الإسلامية. ومن المواويل التي كتبها في آخر حياته تضامناً مع الشعب الفلسطيني هذا الموال:

أقسم بطه وأقسم بالحشر مع هود

هيهات يحصل وفا يا صاحبي بيهود

قدس العرب للعرب لكن بغوها تهود

صهيون ماله عهد أبداً ولا ذمّة

غدر الأفاعي طبع يجري ترى بدمه

لا تلوم من عاشره وتالي بعد ذمه

نكث العهد طبعهم، لن الأساس يهود

كان عضواً بالملتقى الثقافي الأهلي وشارك فيه دائماً بإلقاء القصائد والمواويل الشعبية.

صدر له ديوان بعنوان «المراثي الحسينية» في العام 1989 وكان يستعد لطباعة ديوانه المشترك «نبضات قروية» مع الشاعر إسماعيل عبدعلي الذي يشتمل على مساجلات بالأبوذية والموال بين الشاعرين اللذين تربطهما علاقة حميمة، إلا ان الموت داهمه قبل صدور الديوان.

وقد صدر هذا الديوان بعد وفاته بعدّة أشهر.

تغنى الشاعر حبيب بالوطن وعبّر عن عشقه له في الكثير من قصائده ومنها هذه القصيدة: موطني البحرين، التي يقول فيها:

موطني البحرين اسمـه

بالقلب منقوش رسمــه

خضــرته ومايــه وأهلــه

يا هــلا فيهــم وسهــلـه

بهــم أفدي العمر كلـــه

ودايــما ألهــج ابإسمـه

عيني نخلتنا ورطبهـــــا

لو عـذاري بـس اطبهـــا

حبي وأشواقي أحبهـــا

يا حــلات الوطن داسمـه

ريحــــة ابلادي احبهــــا

مثــل أم تحــب ولدهــــا

ياهنــا روحي وسعدهـا

من اشمها تشع بسمـه

موطني البحرين عمري

لو أســـافر عنـه تــدري

دمعة عيوني أبتجـــري

لو سمعت أهناك اسمه

بالسمــا مـرفوع عالي

أســـم بحــرين دغـالـي

أفتــدي بحلّي وحلالي

تربتـــه واللـــه يســلمه

ومن القصائد الجميلة والمعبّرة التي كتبها بعد اشتداد آلامه ومعاناته مع مرض القلب قصيدة «رقصة المذبوح» التي يقول فيها:

وارقص رقصة المذبوح بالسكين من نحره

على دهر رماني بوسطة الغمرة

أنا والليل

وعيوني بقت سهرة

أجرّ الآه فوق الآه

والآهات في وسط الحلق مرة

ألف حسرة

على عمر مضى مني ألف حسرة

أشوف الشيب

ماخذني إلى الحفرة

ويعصرني الندم جمرة

أنا شسوّيت؟؟

أنا شسوّيت؟!

ذي ذنوبي غدت كثرة

وصندوق العمل قبري

وقبري يشبه القفرة

ألف وسفة !

تصيح بداخلي وتلهب

ألف حسرة

ياربي عفوك الباقي

إلى عبد مضى عمره

مضى عمره !





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 5:32 ص

      رحمك الله .. سيماهم في وجوههم
      هذه الارض الطيبة لا تنجب الا المخلصين الاوفياء ومسحة تراب الوطن بادية وبارزة في محياك يا حبيب

    • زائر 5 | 3:57 ص

      الله يرحمك يا لجار برحمته الواسعة ابو محمد

    • زائر 4 | 9:01 ص

      الله يرحمك خالي الغالي ويجعل مثواك الجنه

    • زائر 3 | 12:18 ص

      الله يرحمك يا حاجي حبيب
      فقدت عين الدار شاعر من شعراء اهل البيت اللهم حشره مع الحسين واهل البيت

    • زائر 2 | 11:13 م

      الله يرحمه نعم كان شاعرا عظيما ذو قلب طيب وهو مدرسة للشعر .... الى جنان الخلد

    • زائر 1 | 11:13 م

      الله يرحمة برحمتة.

اقرأ ايضاً