لم يستطع أصحاب المنازل الواقعة بمجمع 514 في قرية جد الحاج النوم مساء الخميس (16 فبراير/ شباط 2017). فلقد كان ليلهم طويلا ومعاناتهم كبيرة، وهم يشاهدون كل الأشياء الخفيفة في منازلهم تسبح وتتحرك بفعل مياه الأمطار التي اقتحمت وغمرت منازلهم بصحبة مياه المجاري.

فالمياه تدخل لهم من أبواب منازلهم ومن أرضياتها بعد امتلاء الشارع الذي يطلون عليه بالماء، ويعد ذلك هينا أمام المشكلة الأكبر وهي خروج الماء من الحمامات لداخل المنازل، فلم يكن لديهم حيلة لمواجهة هذا الأمر إلا كما يقول شاكر حسن الذي يسكن أحد هذه المنازل «لم نستطع في البداية فعل شيء. فالمطر كان قويا والماء يدخل لمنازلنا من كل صوب في وقت قياسي. كان خيارنا الأول طلب المساعدة من الدفاع المدني ومن وزارة الأشغال والكهرباء والبلدية، ولكن لم نتلقَ أية مساعدة من أية جهة من هذه الجهات، فبدأنا بعد ذلك بالاعتماد على أنفسنا واستأجرنا في الصباح مضخات».

كل منزل استأجر مضختين، واحدة لإخراج الماء من المنزل، والأخرى لوضعها في فتحات الحمامات كي يضخوا المياه التي تخرج منها لخارج منزلهم، ليبدأ العمل الشاق رغم أن الأجساد متعبة من السهر كما يقول حسن. ويضيف «لم ينم أحد في هذه المنازل لأنه لا يوجد مكان تستلقي فيه. لقد عانينا كثيراً في هذا اليوم. وفي الليل استطعت أن أسد الباب بالأخشاب وأكياس الرمال والطابوق، لكن مياه المجاري التي تخرج من الحمامات لم استطع وقفها، وكذلك الحال بالنسبة لجميع جيراني».

من جهته، قال عطية اسماعيل الذي يملك المنزل المجاور «المشكلة أن أي سيارة تمر على هذا الشارع يعني أن كمية مياه جديدة ستدخل منازلنا. وعليه كنا نطلب من السيارات عدم المرور. وأما بالنسبة لصهاريج وزارة الأشغال فلم تأت لنا رغم كثرة اتصالاتنا لهم».

وأضاف «لم تنتهِ معاناتنا بعد، حتى لو أخرجنا كل المياه. فسنحتاج لوقت طويل حتى نتخلص من الروائح. كما ان أساسات منازلنا بالتأكيد تضررت، بالاضافة للخسائر المادية المرتبطة بما أتلف من أثاث وفرش وأجهزة كهربائية».