حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أمس الجمعة (17 فبراير/ شباط 2017) الولايات المتحدة من المساس بتماسك الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي أو السعي إلى التقارب مع روسيا بشكل أحادي، مشددةً على أن اللحمة الأوروبية هي لصالح واشنطن.
وأثارت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أثنى على قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتقد الحلف الأطلسي وتبنى خطاً متساهلاً حيال روسيا، قلق الأوروبيين.
وقالت أورسولا فون دير ليان خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن «أصدقاءنا الأميركيين يعرفون أن نبرتهم حيال أوروبا والحلف الأطلسي لها تأثير مباشر على تماسك قارتنا».
وأكدت أن «اتحاداً أوروبياً مستقراً هو لصالح الولايات المتحدة، وكذلك حلفاً أطلسياً قوياً وموحداً».
كما حذرت الولايات المتحدة من المساواة في تعاملها بين حلفائها الغربيين وروسيا.
وقالت بهذا الصدد: «لا يمكن الوقوف على مسافة واحدة من الحلفاء، ومن أولئك الذين يشككون صراحة بقيمنا وحدودنا والقانون الدولي».
وتابعت أنه في حين تسعى الدول الحليفة ككل إلى إقامة علاقة وثيقة مع روسيا، عليها ألا «تتجاوز الشركاء في مفاوضات ثنائية».
وإن كان ترامب أعلن بعد دخوله البيت الأبيض دعمه التام للحلف الأطلسي، إلا أنه وجه خلال الحملة الانتخابية انتقادات شديدة للحلف معتبراً أنه «عفا عليه الزمن».
وأثنى بشكل متواصل على بوتين ودعا إلى تعاون أكبر مع روسيا، بما في ذلك في التصدي لتنظيم «داعش» في سورية.
وانتقدت وزيرة الدفاع الألمانية أيضاً المرسوم الذي أصدره ترامب وحظر فيه الهجرة والسفر مؤقتاً من 7 بلدان ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، قبل أن يعلق القضاء مفاعيله في الوقت الحاضر.
وقالت فون دير ليان: «يجب أن نتفادى تحويل مكافحة (الارهاب) إلى جبهة (مشتركة) ضد الإسلام والمسلمين، وإلا فإننا نواجه خطر تعميق الهوة التي تشكل تربة خصبة للعنف والإرهاب».
وحذرت بأنه في هذه الحالة «سنواجه خطر الغوص في مستنقع أعمق مع تزايد العنف والرعب. من المناسب عوض ذلك البحث عن شراكة مع دول مسلمة وعربية تفكر مثلنا».
ميركل تشدد على أهمية الناتو
وفي سياقٍ ذي صلة، شددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس على أهمية الحلف الأطلسي للأوروبيين وللولايات المتحدة على السواء، في وقت يهيمن الغموض المحيط بمستقبل العلاقة بين ضفتي الأطلسي على مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن الذي بدأ أمس.
وقالت المستشارة خلال مؤتمر صحافي عقدته مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في برلين: «أعتقد أن علينا جميعا أن نعي الأهمية المتبادلة للحلف الأطلسي».
وتابعت «هذا صحيح بالنسبة لنا في المانيا ولأعضاء الحلف الأطلسي الأوروبيين، لكن أعتقد كذلك أن الولايات المتحدة تمكنت من تطوير قوتها من خلال الحلف الأطلسي، وهو منظمة مهمة أيضاً للولايات المتحدة الأميركية».
قوس من عدم الاستقرار
من جانبه، حذر وزير الدفاع الأميركي من «قوس من عدم الاستقرار» في محيط أوروبا وأبلغ حلفاء واشنطن القلقين أن الولايات المتحدة ستقف مع شركائها في حلف شمال الأطلسي للتصدي للتهديدات المشتركة.
وفي تعليقات صيغت بحذر قال ماتيس إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لديهم إدراك مشترك للتحديات الماثلة أمامهم.
وقال «كلنا نرى مجموعة دولنا تحت تهديد على عدة جبهات مع ظهور قوس من عدم الاستقرار في محيط حلف الأطلسي وما وراءه».
وأبلغ ماتيس حشدا ضم رؤساء دول وأكثر من 70 وزيرا للدفاع أن ترامب يساند حلف الأطلسي لكنه يرى أيضا الحاجة إلى تغيير.
وأعلن ماتيس أمس أن العلاقة بين ضفتي الأطلسي هي «الحصن المنيع» بوجه زعزعة الاستقرار، محاولاً طمأنة الحلفاء القلقين من الغموض في مواقف الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
وقال ماتيس إن «العلاقة بين ضفتي الأطلسي تبقى حصننا المنيع ضد انعدام الاستقرار والعنف».
واضاف «إنني على ثقة بأننا سنعزز شراكاتنا ونواجه أولئك الذين يعمدون إلى مهاجمة أبرياء أو آلياتنا الديمقراطية وحرياتنا».
العدد 5278 - الجمعة 17 فبراير 2017م الموافق 20 جمادى الأولى 1438هـ