شارك آلاف العراقيين، معظمهم من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، في احتجاجٍ صامتٍ في وسط بغداد أمس الجمعة (17 فبراير/ شباط 2017)، بعد أسبوع من مقتل 7 أشخاص في صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن.
وتجمع المحتجون في ساحة التحرير حيث وقعت مواجهات الأسبوع الماضي اطلقت خلالها قوات الأمن العيارات المطاطية والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين من أنصار الصدر كانوا يحاولون التوجه إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم المؤسسات الرسمية الرئيسية.
ولم تسجل أي أعمال عنف في تظاهرة أمس، وطلب منظموها من المحتجين عدم إطلاق اي شعارات. والتزم المحتجون الصمت لأكثر من ساعة ولوحوا بالأعلام العراقية، ولصق عدد منهم أفواههم.
ووضعت قوات الأمن في حالة تأهب قصوى عقب أعمال العنف الأسبوع الماضي، وغداة مقتل أكثر من 50 شخصاً في تفجير سيارة مفخخة في هجوم هو الأسوأ الذي تشهده العاصمة العراقية منذ بداية العام.
ويطالب المحتجون بتغيير القانون الانتخابي واستبدال اللجنة الانتخابية قبل اقتراع مجالس المحافظات المقرر في سبتمبر/ أيلول، مؤكدين أن القانون وأعضاء اللجنة يحابون الأحزاب المهيمنة التي يتهمونها بالفساد والمحسوبية.
خشية من تجدد العنف
إلى ذلك، تستعد القوات العراقية التي استعادت الجانب الشرقي من الموصل الشهر الماضي لشن هجوم قريب على معاقل المتطرفين في القسم الآخر من المدينة ما خلف فراغاً أمنياً أدى إلى وقوع هجمات متكررة ودفع بالسكان لانتقاد ذلك.
ورغم إعلان قيادة العمليات المشتركة التي تقود معارك ضد تنظيم «داعش» الذي سيطر على ثلث مساحة العراق عام 2014، تحرير كامل الجانب الشرقي من الموصل في 24 يناير/ كانون الأول الماضي، لاتزال الأوضاع متوترة في شرق المدينة.
وقال عمر (25 عاماً) عضو تجمع مدني يعمل على إعادة الحياة إلى ثاني مدن العراق، «يبدو أن كل شيء عاد الى طبيعته، لكن الناس يعيشون في خوف مستمر لأنهم يعلمون ان نزيف الدماء قد يعود» من جديد.
بدورها، تقول ام سمير وهي احدى سكان اهالي حي الزهور «عادت انفجارات السيارات الانتحارية، هذا يذكرنا بداعش».
وعلى الرغم من كون مناطقهم محررة وبشكل رسمي، مازال بعض سكان شرقي الموصل يغادرونها. فقد نزحت نورية بشير وهي في الستينات من العمر من منزلها مع أبنائها وأحفادها هذا الاسبوع.
وقالت متحدثةً من داخل خيمتها في مخيم «حسن شام» الواقع الى الشرق من الموصل، «زوج ابنتي قتل بانفجار قنبلة يدوية ألقتها طائرة مسيرة كان «داعش» يعرفون مكانه في تلك الليلة، (لأن) هناك خلايا نائمة في كل مكان».
من جانبها، توجهت قوات مكافحة الارهاب، ابرز القوات المشاركة في عملية استعادة الموصل، للتحضير لمعركة استعادة الجانب الغربي من المدينة.
وقال الفريق عبدالوهاب الساعدي احد ابرز قادة هذه القوات، لفرانس برس: «سلمنا هذا الجانب من المدينة الى الجيش».
وفي اشارة لاعترافه بعدم استقرار الاوضاع الامنية في شرقي الموصل، قال الساعدي: ان «المتطرفين في الجانب الغربي يستمرون بإطلاق قذائف هاون».
العدد 5278 - الجمعة 17 فبراير 2017م الموافق 20 جمادى الأولى 1438هـ