اختتمت في العاصمة السودانية الخرطوم جائزة الأديب السوداني الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في نسختها السابعة بمشاركة 593 كاتباً من 28 دولة في مجالات الأدب والقصة القصيرة والتراث الأفريقي. وفقاً لموقع قناة "الجزيرة".
وزاد من رونق المناسبة مشاركة الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي الذي حاضر في العاصمة السودانية عن ثورات الربيع العربي ومستقبل الشباب العرب في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية.
وخطف معرض مؤلفات الطيب صالح (1929-2009) أنظار المشاركين بما حمله من ثراء فكري وأدبي، بينما طغى الحضور على جلسات الندوات الفكرية والشعرية من بداية الاحتفالات لنهايتها قبل أن يتم تسليم الجائزة الموسومة هذا العام بشعار "حضارتنا كلها قائمة على فكرة التسامح".
وحازت الكاتبة المصرية سناء عبد العزيز متولي على الجائزة الأولى عن روايتها "فيد باك"، بينما فاز المغربي لحسن باكور بجائزة فئة القصيرة عن قصته بعنوان الزرافة تظهر في غابة الإسمنت، أما جائزة الدراسات الأفريقية فأحرزها السوداني عمر محمد سنوسي عن كتابه "المنجز الروائي في شرق أفريقيا.. الرواية الكينية نموذجا".
وعبر رئيس الجائزة على شمو عن الأمل أن تساهم الجائزة في المضي برسالة الطيب صالح إلى غاياتها في بناء جسور التواصل بين السودان ومحيطه الإقليمي والدولي وإحلال لغة الحوار بين الحضارات الإنسانية كبديل للعنف والصراع والصدام.
وعكست أجواء ونقاشات الحفلة إجماعا على أن الطيب صالح علامة كبيرة في تاريخ الأدب العالمي الحديث.
وقال رئيس معهد عبد الله الطيب للغة العربية في الخرطوم وأستاذ الأدب بجامعة الخرطوم الصديق عمر الصديق إن الطيب صالح من الرموز السودانية التي قدمت نفسها في مضمار الفنون والإبداع الكتابي "وهو بالنسبة للسودانيين ثروة عظيمة، وبالتالي فإن الجائزة دخلت عبر هذا الباب لتخلد ذكرى الأديب الراحل بدراسات عميقة وجوائز توزع كل عام مواصلة لرسالته".
ودعا الصديق لاستلهام سيرة الطيب صالح بتقدير المبدعين الذين يأتون على هذا الطريق والتعهد برعايتهم "حتى يكون لنا ألف من صالح".
وعن الجائزة يقول الكاتب والقاص الروائي الفائر بجائزة الطيب صالح في دورتها الأولى أحمد أبو حازم إن الجائزة فتحت الأبواب بين الأعمال السودانية والعربية من خلال مشاركات الكتاب العرب في كل موسم.
وقال إن فعاليات الجائزة ستضيف للمكتبة السودانية بإظهار أسماء جديدة ترفد الحركة الإبداعية والرواية والقصة بمزيد من العناوين، وهذا ما حدث طوال الأعوام الستة الماضية.
وتوقع أبو حازم أن تضيف الجائزة طرائق جديدة للكتابة في السودان بعد انفتاحها على المحيطين الإقليمي والدولي، إلى جانب صداها الداخلي باعتبارها موسما ثقافيا للكتاب السودانيين وغيرهم.
أما ممثل أندية اليونسكو في السودان الأمين جاد الله إسماعيل فيقول إن تحولا كبيرا حدث بالجائزة في هذه الدورة متمثلا في تثبيت صرح إقامتها بالسودان "بما يضمن برأيه للجزيرة نت استمراريتها حتى مع حدوث تغيير في مجلس إدارة الشركة الراعية".