قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس (16 فبراير/ شباط 2017) انه طلب من وزارة العدل التحقيق في تسريب المعلومات الاستخباراتية التي ادت إلى الاطاحة بمستشاره للامن القومي.
واضاف انها «تسريبات اجرامية» قام بها «اشخاص في الوكالات».
وتابع «نحن ننظر في ذلك بشكل جدي. لقد توجهت الى كل المسئولين في مختلف الوكالات، وطلبت فعلا من وزارة العدل التحقيق في التسريبات».
ونفى ترامب خلال مؤتمر صحافي اتهام فريق حملته الانتخابية بالاتصال بشكل متكرر مع المسئولين الروس، ووصف ذلك بأنه «اخبار كاذبة».
واضاف «إنهم لا يعرفون شيئا عن ذلك. لم يكونوا في روسيا، ولم يجروا أي مكالمة هاتفية مع روسيا. كما انهم لم يتلقوا أي مكالمة هاتفية. انها كلها أخبار كاذبة».
كما دافع ترامب عن مايكل فلين، قائلا انه لم يرتكب اي خطأ في إجراء محادثات مع السفير الروسي قبل التنصيب مضيفا «كان يقوم بعمله فقط».
هذا، وعرضت الولايات المتحدة أمس على روسيا التعاون، ولكن شرط أن يصب ذلك في صالح البلدين، مطالبة إياها باحترام اتفاقات مينسك للسلام في أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بعد لقائه للمرة الأولى منذ تسلمه منصبه نظيره الروسي سيرغي لافروف: إن «الولايات المتحدة تعتزم التعاون مع روسيا حين يمكننا إيجاد مجالات تعاون عملي تخدم مصلحة الشعب الأميركي».
وأضاف تيلرسون على هامش قمة لنظرائه في مجموعة العشرين في مدينة بون الالمانية «حين نختلف، فإن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها وقيمها ومصالح وقيم حلفائها».
وتيلرسون الذي لم يسبق أن أدلى بتصريحات منذ توليه الخارجية الأميركية، طالب موسكو أيضاً بـ»احترام اتفاقات مينسك والمساهمة في نزع فتيل العنف في أوكرانيا».
ودعت اتفاقات مينسك التي وقعت العام 2015 خصوصاً الى «وقف فوري وشامل لإطلاق النار» وسحب سريع للأسلحة الثقيلة من جانبي خط الجبهة.
من جهته، اكتفى لافروف أمس بالقول إن على البلدين «أن يمضيا قدماً» حين تتقاطع مصالحهما، موضحاً أنه لم يبحث مع تيلرسون موضوع العقوبات التي فرضتها واشنطن العام 2014 على موسكو، رغم أنه ملف حيوي بالنسبة الى موسكو.
إشارات متناقضة
وتمثل مشاركة تيلرسون في قمة مجموعة العشرين أول تحركاته الدبلوماسية في الخارج، واتجهت الأنظار إلى التصريحات التي سيدلي بها بعد سلسلة إشارات متناقضة صدرت من إدارة ترامب.
من جهته، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «إعادة الحوار» بين الاستخبارات الروسية والأميركية من أجل مكافحة الإرهاب.
ولكن في موازاة ذلك، حذر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من بروكسل أن واشنطن لا تعتزم «راهناً» التعاون مع موسكو على الصعيد العسكري مع تأكيده أن بلاده تسعى الى مساحات «تفاهم» مع روسيا.
ورداً على سؤالٍ بشأن مدى إمكان الوثوق بروسيا وسط توتر حاد في علاقاتها مع الحلف الاطلسي، قال ماتيس: إن «الاشكالية مع روسيا هي وجوب احترامها للقانون الدولي كما نتوقع من كل دولة في الكرة الارضية ان تفعل ذلك».
وسرعان ما نبه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن روسيا والولايات المتحدة «تضيعان الوقت» بدل تطبيع علاقاتهما.
بدوره، صعد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لهجته عبر تحذيره من فشل اي محاولة حوار أميركية مع روسيا تنطلق من «موقع قوة».
وكان يرد على تصريحات أدلى بها نظيره الأميركي أمس الأول، معتبراً أن على الولايات المتحدة والحلف الاطلسي أن يتفاوضا مع موسكو «من موقع قوة».
اتفاق على «تعزيز الاتصالات»
إلى ذلك، أعلن البنتاغون أن رئيس الأركان الأميركي ونظيره الروسي توافقا على «تعزيز الاتصالات» بين الجيشين، إثر اجتماع أمس الخميس في باكو عاصمة اذربيجان.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية في بيانٍ إن الجنرال جو دانفورد والجنرال فاليري غيراسيموف «توافقا على تعزيز الاتصالات بين الجيشين حول اجراءات للاستقرار.
ويعود آخر لقاء بين المسئولين العسكريين الأميركي والروسي إلى يناير/ كانون الثاني 2014، وتم يومها بين الجنرال مارتن دمبسي الذي خلفه دانفورد وغيراسيموف.
وأورد بيان البنتاغون أن دانفورد وغيراسيموف «تبادلا الآراء حول وضع العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة وروسيا والأمن الدولي في أوروبا والشرق الاوسط ومناطق حيوية اخرى».
العدد 5277 - الخميس 16 فبراير 2017م الموافق 19 جمادى الأولى 1438هـ