أكد أمير دولة الكويت سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على «ضرورة التنسیق والتضامن بین دول المنطقة في الظروف الاقلیمیة الراهنة واتخاذ الخطوات في مسار ارساء الاسلام والاستقرار»، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني كذلك من جهته إلى «ضرورة التنسیق والتضامن بین دول المنطقة وتجنب الخلافات، والوقوف جنباً الى جنب والتصدي للأفكار المثیرة للخلافات، وحل أي مشاكل بالحوار»، وذلك وفقاُ لصحيفة الراي الكويتية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن سمو الأمير وروحاني خلال لقائهما أمس الأول الأربعاء (15 فبراير/ شباط 2017) تشديدهما على «أهمیة الوحدة والتضامن بین الدول المسلمة والجارة، وضرورة تبادل الرأي والتعاون والتنسیق لإیجاد الأمن والاستقرار والتنمیة بین دول المنطقة».
وذكرت الوكالة ان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد اعتبر ان «الاوضاع الراهنة في المنطقة تتطلب من جمیع الدول ان تكون لها علاقات جیدة فيما بینها».
واشار سمو الأمير - وفقا لـ «ارنا» - الى العلاقات الطیبة والوثیقة بین البلدین، مؤكدا «استعداد الكویت لتوسیع وتعمیق العلاقات مع ایران في جمیع المجالات»، ومعرباً سموه عن شكره لمواقف ایران خلال احتلال الكویت من قبل نظام صدام، موضحا ان «ایران وقفت الى جانب الكویت ابان احتلال صدام، ومن هذا المنطلق فانها تعرب عن تقدیرها للشعب الایراني».
ومن جهته، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى المشتركات الثقافیة والتاریخیة والدینیة بین ایران والكویت والعلاقات الاخویة والودیة بین الشعبین على مر التاریخ وقال «هنالك الكثیر من الطاقات لتعمیق وترسیخ العلاقات بین ایران والكویت في مختلف الابعاد حیث یمكن تفعیلها كلها في مسار مصالح الشعبین وكذلك المنطقة».
ودعا الرئيس الإيراني إلى «تفعیل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي لاسیما لتعریف الناشطین الاقتصادیین في القطاع الخاص بالبلدین على الامكانات المتبادلة للتعاون»، معربا عن امله في «إقامة روابط متینة بین المستثمرین والقطاع الخاص في البلدین للاستفادة من الفرص المتاحة في إطار تطویر العلاقات الثنائیة».
واضاف ان «البلدین تربطهما علاقات وثیقة من الناحیة السیاسیة، ومن الضروري تنمیة وتوسیع ورفع العلاقات الاقتصادیة كذلك الى مستوى العلاقات السیاسیة، كما ان لإیران والكویت فرصا كبیرة للتعاون في مجال الترانزیت وممر الجنوب - شمال، حیث یمكن الاستفادة من الامكانات المتبادلة لتحقیق مصالح البلدین وشعوب المنطقة».
واعتبر روحاني ان «العلاقات بین ایران والكویت لیست مجرد علاقات اقتصادیة، وانما ثمة امكانات كثیرة للتعاون في المجالات الثقافیة والعلمیة والتقنیات الحدیثة»، مشيراً إلى ان «تطویر العلاقات المصرفیة یعتبر ركیزة اساسیة لتنشیط التعاون الاقتصادي بین البلدین»، ومبدياً استعداده التام «لتنمیة العلاقات مع الكویت على جمیع الاصعدة، ومن ضمنها الاستثمارات المشتركة في مختلف المشاریع».
وتطرق الى القضایا الإقليمية لاسیما خطر الارهاب، وقال ان «المشاكل الكبیرة في المنطقة مثل الارهاب تشكل خطرا عالمیا وشاملا، وان السبیل الوحید لمواجهته والقضاء علیه، هو وقوف جمیع دول المنطقة والجوار الى جانب بعضها بعضا، ومن الضروري ان تتحد في مواجهة الارهاب». واكد الرئیس الإيراني على «ضرورة التنسیق والتضامن بین دول المنطقة وتجنب الخلافات»، وقال: «على الجمیع الیوم بصفتهم اخوة في الدین والاسلام الوقوف جنبا الى جنب والتصدي للأفكار المثیرة للخلافات، ومن الضروري متابعة رسالة القرآن الكریم بقوة والتي تؤكد على الاخوة الاسلامیة»، مجدداً تأكيده على ان «جمیع الخلافات القائمة في المنطقة بالامكان تسویتها عبر الحوار»، وقال: «اننا نعتبر الحوار السبیل الوحید لحل المشاكل وسوء الفهم بین دول المنطقة».
الجارالله: زيارة روحاني ناجحة وبكل تأكيد ستسهم في الحوار
وصف نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني بأنها كانت ناجحة، متطلعا أن تسهم في ترسيخ أسس الحوار الخليجي - الإيراني، وفق ما تضمنته رسالة سمو الأمير إلى القيادة الإيرانية، والتي حملها النائب الأول لسمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وتضمنت أسس الحوار الذي يجب أن ينطلق بين دول التعاون وإيران.
وأضاف الجارالله على هامش حفل تخريج دفعة من الديبلوماسيين في المعهد الديبلوماسي أمس «اعتقد أن هذه الزيارة تصب في هذا الإطار وستسهم في بلورة رؤى مشتركة وتوافق مشترك بين الجانب الخليجي والإيراني فيما يتعلق بالحوار الذي نأمل به ونتطلع إليه، والذي يشكل أساسا لأمن واستقرار هذه المنطقة».
وعما إذا حملت زيارة روحاني ردا إيرانيا ايجابيا على رسالة سمو الأمير في شأن الحوار، قال إن «الزيارة ايجابية وناجحة وهي بكل تأكيد ستسهم في هذا الحوار»، مضيفا في شأن تطرق القيادتين خلال الزيارة إلى العلاقات الثنائية، أن «أساس الزيارة وهدفها هو الحوار وتمركزت الزيارة حول الحوار وأسسه».
السفير الإيراني: لا علاقة للتصريحات الأميركية بتوجهنا للحوار
أكد السفير الإيراني لدى الكويت الدكتور علي رضا عنايتي، أن تبادل الزيارات والرسائل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكويت، كان تأكيدا على الرغبة الصادقة بين الطرفين الإيراني والخليجي للتعاون، وإزالة كل ما يعكر صفو العلاقات، يعود عمرها إلى أكثر من سنة أي قبل إجراء الانتخابات الأميركية، ونجاح الإدارة الجديدة، ما يدحض ما يقال إن التوجه الإيراني للحوار جاء بسبب التصريحات الأميركية الأخيرة تجاه إيران.
وأضاف عنايتي في تصريح لـ«الراي»، أن«الرسائل بين إيران ودول المجلس كانت بهدف استمرار الحوار البناء بين دول المنطقة بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة الجارة الأقرب لإيران»، لافتا إلى أن«ما يجمع إيران بجاراتها أكثر مما يفرقهما لأنهما أمة إسلامية واحدة».
وتابع أن«علاقاتنا الإقليمية أكبر من تتأثر بمثل هذه الأمور، حيث إننا جيران منذ آلاف السنين».
الله يصلح الأمور لما فيه خير وصلاح المنطقة وشعوبها ويكفينا شرور أصحاب الفتن والأحقاد والتعصب.
شكرا لكم لتغليب لغة العقل و المصلحة العامة و السلام فالإسلام دين السلام و نهج نبي الرحمة