شكّك السفير الأميركي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان اليوم (الخميس) أمام مجلس الشيوخ في حل الدولتين لتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، على غرار الرئيس دونالد ترامب.
وقال فريدمان أمام «لجنة الشؤون الخارجية» في المجلس التي يعود إليها تأكيد تعيينه في منصبه «أعربت عن شكوكي إزاء حل الدولتين لمجرد أنني شعرت برفض (الفلسطينيين) التخلي عن الإرهاب وعدم قبول إسرائيل بوصفها دولة يهودية».
وأضاف فريدمان، وهو محام أميركي - يهودي يثير الجدل بسبب تصريحاته المؤيدة للاستيطان والمناهضة للفلسطينيين في شكل واضح، «إذا كان الإسرائيليون والفلسطينيون قادرين، عبر مفاوضات مباشرة، على التوصل إلى حل الدولتين (...) فسأكون سعيداً جداً بذلك».
وتابع «سأكون مسروراً إذا تم التوصل إلى حل الدولتين. بدأ (الحل) يأخذ شكلاً في العام 1993 مع اتفاقات أوسلو (...) لكن الإرهاب ازداد أربعة أضعاف منذ المرحلة التي سبقت أوسلو»، وفق تقرير لصحيفة "الحياة" السعودية اليوم الخميس (16 فبراير/ شباط 2017).
في المقابل، أعلنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي اليوم أن واشنطن تدعم «بكل تأكيد» حل الدولتين في النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل لكنها تفكر في «بدائل» لإحراز تقدم من أجل تحقيق السلام.
وقالت للصحافيين في ختام اجتماع لمجلس الأمن حول هذا النزاع «ندعم بكل تأكيد حل الدولتين لكننا نفكر في بدائل أخرى».
من جهته، أكد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الأمن اليوم أن حل الدولتين يبقى «السبيل الوحيد» لتحقيق السلام.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أن موقف الولايات المتحدة من النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين «ملتبس جداً ويثير القلق»، وذلك عقب لقائه اليوم نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في بون. وصرح إرولت «حرصت على التذكير بأن لا خيار سوى حل الدولتين بالنسبة إلى فرنسا. الخيار الآخر الذي تطرق إليه تيلرسون ليس واقعياً».
وكانت «جامعة الدول العربية» ومصر أكدتا في وقت سابق اليوم، أن تسوية القضية الفلسطينية تقوم على حل الدولتين في تأكيد ينأى بهما عن موقف الرئيس الأميركي الذي يرى أن حل الدولتين ليس الأساس الوحيد الممكن لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى مدى عشرات السنين تركزت جهود السلام في الشرق الأوسط على فكرة قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
ونقلت وكالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية اليوم عن الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد قوله، إن القاهرة تشدد على دعمها لحل الدولتين لتسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ونقلت الوكالة عن أبو الغيط أيضاً تأييده لهذا الموقف وقوله إن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس المحتلة سيفجر الوضع في الشرق الأوسط.
ونقلت عن ناطق باسم أبو الغيط قوله إن الأمين العام للجامعة العربية شدد خلال محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في القاهرة على محورية القضية الفلسطينية «الأمر الذي يحتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لها تتأسس على حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي أمس إنه «لا بديل» عن حل الدولتين. وفي إسرائيل أشاد الحلفاء السياسيون لنتانياهو في اليمين المتطرف اليوم بالتحول في الموقف الأميركي عن دعم قيام دولة فلسطينية وتجاهلوا دعوة الرئيس ترامب إلى الحد من البناء الاستيطاني على الأرض المحتلة.