ثؤثر الثقافة إلى حد بعيد على طريقة اجتياز المارة للشوارع، بحسب دراسة نشرت أمس الأربعاء أظهرت أن الفرنسيين لا يتوانون عن قطع الشارع عندما تكون الإشارة حمراء في حين أن اليابانيين هم أقل ميلا بكثير إلى القيام بهذه الخطوة.
فقد قام فريق فرنسي من العلماء بتحليل سلوك مشاة في ستراسبورغ (في ثلاثة مواقع مختلفة) وفي ناغويا (في أربعة مواقع مختلفة) وشملت دراستهم 5445 محاولة لاجتياز الطريق.
وتبين لهم أن 41,9 % من الفرنسيين اجتازوا الطريق عندما كانت إشارة المرور حمراء للمشاة بحضور مارة آخرين، في مقابل 2,1 % من اليابانيين.
وقال سيدريك سويور عالم الأحياء في جامعة ستراسبورغ وأحد القيمين الرئيسيين على هذه الدراسة "هو اختلاف مرده فعلا الى الثقافة والضغط الاجتماعي. وليست المسألة متعلقة بمخالفة السير التي يخشى اليابانيون تكبدها أكثر من الفرنسيين، بل الأمر يتعلق بالخوف من ردة فعل الآخرين".
وفي العام 2013، أجرى فريق الباحثين هذا تحت إشراف ماري بيليه المتخصصة في أنماط السلوك البشرية والحيوانية دراسة حول طريقة اجتياز الفرنسيين واليابانيين الشوارع لكن عندما يكونون وحيدين.
وكانت المخالفات بعد أكثر في الدراسة الأولى مع 67 % من الفرنسيين يقطعون الطريق خلافا للقانون و6,9 % من اليابانيين.
ولفت سيدريك سويور أنه "بحضور أشخاص آخرين، يزداد الضغط الاجتماعي في البلدين لكنه أكبر بكثير في اليابان مما هو في فرنسا". فالمخالفات تنخفض بنسبة 70 % عند اليابانيين، في مقابل 37 % عند الفرنسيين.
وأوضح الباحث أن "الفرنسيين أقل تقيدا بالقوانين ... وهم لا يبالون كثيرا بنظرة المجتمع".
وفي البلدين، يرتكب الرجال عددا أكبر من المخالفات من النساء "الأكثر حذرا وتقيدا بالقواعد"، بحسب العالم.
وأشارت الدراسة إلى أن عدد حوادث السير التي تطال المشاة "لا يختلف كثيرا" بين اليابان وفرنسا، "ما يثير الحيرة".
وهي خلصت إلى أنه من شأن مراعاة أنماط السلوك الاجتماعية والثقافية المختلفة أن تساعد على تعزيز الأمن المروري، مع اقتراح وضع منبهات صوتية للتذكير بأن الإشارة لا تزال حمراء عند اجتياز الطريق بشكل غير قانوني.