العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ

مشروع فرز النفايات في المدارس

ضمن احتفالات جمعية «أصدقاء البيئة» بيوم البيئة العربي (14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) دشنت الجمعية بالتعاون مع ستاندرد تشارترد بنك مشروع فرز النفايات في مدرستين ابتدائيتين في محافظة المحرق، الأولى هي مدرسة الخوارزمي الابتدائية للبنين والأخرى مدرسة الدير الابتدائية للبنات، وعن أسباب اختيار هاتين المدرستين يقول نائب رئيس مجلس الإدارة بجمعية «أصدقاء البيئة» محمد كاظم محسن: تم اختيار هاتين المدرستين حتى تكونان موضع دراسة من قبل الجمعية. فالمدرسة الأولى مدرسة أولاد نموذجية والقائمات على المشروع مدرسات مؤهلات إلا انهن لسن من أعضاء الجمعية، في حين ان المدرسة الثانية مدرسة بنات وستقوم إحدى عضوات الجمعية، عضوة مجلس الإدارة رئيسة لجنة إعادة التصنيع نورة بوحجي بالإشراف على المشروع. هذا التنوع سيعطينا الكثير من المداخلات والتصورات عن المشروع وإمكان تعميمه على بقية مدارس البحرين بحيث يكون إشراف الجمعية في نطاق ضيق بينما تقوم المدارس بإدارة المشروع بشكل كامل.

وبدأت الجمعية المشروع بإلقاء محاضرات توعوية في المدرستين تبين بشكل مبسط وسهل أهمية فرز النفايات. إذ ألقى الأمين المالي بالجمعية محمد العامرالمحاضرة الأولى في مدرسة الخوارزمي بينما قامت نورة بوحجي بإلقاء المحاضرة الثانية في مدرسة الدير الابتدائية للبنات. تناولت المحاضرتان أهداف الجمعية إذ ان الهدف العام هو حماية البيئة، أما الأهداف المتفرعة فمنها نشر الوعي البيئي بين جميع شرائح المجتمع، على اختلاف أعمارها وثقافتها ، عبر تعريف الناس ببيئتهم، جمالها، همومها، ودورهم في الحفاظ عليها. والإسهام في كل ما من شأنه زيادة الوعي البيئي والتعاون مع الجميع لتحقيق ذلك. بعد ذلك تم تقديم تعريف مبسط عن البيئة وأهمية الحفاظ عليها (البيئة هي كل ما يحيط بنا من كائنات وهواء وجماد والحفاظ على البيئة سليمة يجعلنا نعيش أصحاء وسعداء لذلك نحن نحب البيئة ونحافظ عليها).

البحرين مملكة صغيرة مساحتها حوالي 700 كيلومتر مربع يتجاوز سكانها الـ 500,000 نسمة، أي يعيش حوالي 714 شخصا في كل كيلومتر مربع ما يجعلها من أكثر دول العالم كثافة بالسكان. إذا افترضنا أن الشخص ينتج نصف كيلوجرام من النفايات يوميا (الواقع أكثر من ذلك بكثير خصوصا إذا أضفنا النفايات السائلة) يعني ثلاثة كيلوجرامات ونصف في الأسبوع، 15 كيلوجراما في الشهر، 180 كيلوجراما في السنة ، ما يعني أن 500,000 نسمة ينتجون نفايات وزنها 90 مليون كيلوجرام سنويا وذلك يقودنا إلى سؤال: أين تذهب هذه النفايات؟ هل تحرق، تلقى في البحر، أم تدفن؟

وفي أسلوب يتناسب مع سن الحضور أثبت كل من محمد العامر ونورة بوحجي الأضرار البيئية لكل هذه الطرق. فحرق النفايات يلوث الجو وهذا يؤدي إلى مرض الإنسان والكائنات الحية الأخرى، بل ان التلوث يؤثر على المباني أيضا. كما يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري فترتفع درجة حرارة الأرض، وبذلك تموت بعض الكائنات، ويذوب الجليد في القطبين فيرتفع منسوب مياه البحر الذي يؤدي بدوره إلى غرق بعض الجزر. والبحرين جزيرة قد تغرق هي أيضا. وبذلك استنتج التلاميذ أن حرق النفايات سلوك غير صديق للبيئة.

بعدها تم التطرق إلى إلقاء النفايات في البحر، فالبحر يشكل مصدرا مهما للحياة، فبالإضافة إلى ما يعيش فيه من أسماك وقشريات وكائنات أخرى مهمة جدا في التنوع الحيوي والسلالة الغذائية والتي تنتهي بشكل أو بآخر بالإنسان، وفي ظل تدهور الوضع المائي في البحرين وتدني جودة المياه الجوفية، أصبح البحر يشكل مصدرا مهما للمياه. فتلويث البحر يؤثر على الحياة فيه فإذا لم يفنها بقيت تركيزات من المواد الملوثة في جسم الأسماك والكائنات البحرية الأخرى ما يهدد الإنسان أيضا بصفته جزءا من هذه السلسلة الغذائية. كما يؤثر ذلك على جودة المياه المنتجة من محطات تحلية المياه، والتي نعتمد عليها بشكل رئيس. ومرة أخرى استنتج التلاميذ أن إلقاء النفايات في البحر سلوك غير صديق للبيئة.

تستغرق النفايات عددا من السنين بعد دفنها في الأرض كي تتحلل (عملية التحلل الحيوي) وهي تفكك وتحلل المواد إلى عناصرها الطبيعية الأولية بالحرارة والرطوبة وأشعة الشمس أو بالطرق الحيوية، أي بفضل البكتيريا والكائنات الأخرى. وبعض المواد تحتاج إلى دقائق مثل الفضلات السائلة للحيوانات التي يغسلها المطر بسرعة. وبعض المواد تحتاج إلى ساعات لتتحلل مثل استهلاك النمل لقطعة من الخبز، قطعة الخبز أيضا يمكن أن يأكلها خروف في ثوان أو يسقط عليها المطر فتتفتت. وقد يستغرق التحلل عدة أيام مثل جثث الحيوانات الصغيرة التي تستهلكها الطيور الجارحة، وهناك أشياء تحتاج إلى عدة أشهر لتتحلل مثل الجثث الكبيرة التي تحللها الطيور الجارحة والنمل والبكتيريا وغيرها، أما عندما نلقي أوراقا فانها تستغرق من سنة إلى ثلاث سنوات حتى تتحلل، أما البلاستيك فإنه يستغرق أكثر من 500 سنة للتحلل، الألمنيوم يستغرق حوالي 325 سنة، في حين أن الفترة الزمنية التي يستغرقها الزجاج للتحلل غير معروفة. فإذا كانت البحرين مملكة صغيرة مساحتها حوالي 700 كيلومتر مربع، ودفنا فيها 90 مليون كيلوجرام من النفايات سنويا فأين يذهب الناس؟! وبعد الحيرة التي بدت على وجوه التلاميذ حيال مشكلة النفايات تم طرح سؤال: ماذا أفعل حتى أكون صديقا للبيئة؟!

يكون ذلك بالامتناع عن شراء المواد التي تضر البيئة، فالامتناع يجبر التجار والمصنع على التحول إلى المواد صديقة البيئة. وأن نقلل من كل شيء، استهلاك الكهرباء، استهلاك الماء، استخدام الأوراق، الحفاظ على أدواتنا حتى لا نضطر إلى شراء غيرها. وإعادة استعمال المواد، إعادة تصنيع المواد عن طريق إيصالها إلى المصانع التي تقوم بإعادة تدويرها

العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً