يساعد ارتفاع درجة حرارة الكون على حدوث سلسلة من المجاعات التي لم يسبق لها مثيل، والتي ستجعل العالم غير قادر على التعامل معها، بحسب الامم المتحدة.
وكان التحذير الاقوى الذي اصدرته الامم المتحدة يتعلق بكيفية تأثير تغير المناخ على تزويد العالم بالغذاء. وهو التهديد الثاني بقرب حدوث مجاعة كبرى في افريقيا.
واعلن الرئيس الجديد لبرنامج الامم المتحدة الغذائي جيمس موريس في لندن أن الجفاف في اثيوبيا والقرن الافريقي سيؤدي إلى حدوث نقص غذائي شديد بحجم النقص الغذائي الذي يصيب افريقيا الجنوبية الآن.
وفي هذه الاثناء تتوقع منظمة الغذاء والزراعة التابعة إلى الامم المتحدة ان يتراجع معدل الحصاد للسنة الخامسة على التوالي، بينما ستستمر الزيادة في الكثافة السكانية. وان مخزون الغذاء يتراجع تحت المستوى بطريقة كبيرة بينما ترتفع الاسعار.
وستضيف الازمة المتصاعدة حالا من الالحاح لجولة جديدة من المفاوضات الدولية حول ارتفاع درجة حرارة الكون إذ عقدت اواخر اكتوبر/ تشرين الاول الماضي جولة جديدة في نيودلهي ركزت على ما يجب القيام به بعد بروتوكول كويوتو المتوقع ان يتم خلال الشهور القليلة القادمة.
وقدم برنامج موريس تفاصيل عن كيفية عودة المجاعة إلى اثيوبيا والدول المحيطة بها، إذ يوجد في هذه الدولة التي اصبحت مضربا للمثل في المجاعات منذ ثمانينات القرن الماضي ما يقرب من ستة ملايين شخص، هم بحاجة الآن إلى مساعدات غذائية طارئة لمنع حدوث مجاعة. كما ان هناك مليون انسان في اريتريا وثلاثة ملايين في السودان يعانون من الوضع نفسه بعد جفاف الامطار هناك.
ويوجد ايضا نقص غذائي في كينيا والصومال، وهناك اعتقاد بوجود اربعة عشر مليون شخص يواجهون خطر المجاعة في المنطقة، وان مثل هذا العدد من الناس يبتلون بها في زامبيا ومالواي وموزمبيق ودول جنوب افريقيا الاخرى.
وتفاقمت الازمة بشكل كبير في بعض الدول مثل الصومال وموزمبيق بسبب الصراع وسياسات الحكومات. ولكن المجاعتين حدثتا اساسا نتيجة انتقال النماذج المناخية التي كانت تحدث في السنوات الاخيرة إلى جميع انحاء العالم.
واخبر متحدث رسمي آخر أن «ارتفاع حرارة الكون يعتبر مسهما رئيسيا في التغيير المناخي». واضاف «ان الارتفاع الحاد في المناخ يرتبط بالكوارث الطبيعية. وهذا امر خطير جدا». وقد توقع العلماء لفترة طويلة أن الجفاف والفيضانات ستزداد مع ارتفاع حرارة الكون. وطبقا لتقرير الكوارث في العالم الذي اصدره الصليب الاحمر فإن العامين الماضيين كانا الاسوأ، وانه منذ ذلك الحين حدثت اكثر من 360 كارثة طبيعية في الشهور التسعة الاولى من هذا العام. كما انتشر الجفاف من استراليا إلى منغوليا ومن فيتنام إلى سريلانكا ومن غرب افريقيا إلى تايلند. كما اثرت الفيضانات على اكثر من 100 مليون شخص في الصين، واكثر من 40 مليون في الهند واغرقت المانيا والنمسا وجمهورية التشيك.
ويحذر برنامج الأمم المتحدة الغذائي من ان تصبح الازمة اعتيادية بحيث يصبح العالم غير قادر على التعامل مع الموضوع. وعلى رغم ان المساعدات الغذائية الطارئة تصل تقريبا إلى ثلاثة اضعاف ما كانت عليه في التسعينات، فإنها لاتزال غير كافية لتسد الحاجات المتزايدة. في وقت مبكر من هذا العام يجب على البرنامج الغذائي وقف المساعدات لثلاثة ملايين امرأة وطفل وشخص مسن في كوريا الشمالية بسبب نضوب مواردها. يقول المتحدث الرسمي «ان نطام الطوارئ للاغاثة عليه الكثير من المهمات، ولا اتذكر المرة الاخيرة التي أصبحت فيها الامور بهذا السوء
العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ