العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ

حظر السجائر في شوارع طوكيو

تحاول طوكيو التخلي عن سمعة اليابان بأنها فردوس مدمني النيكوتين بواسطة حظر التدخين في بعض الشوارع الرئيسة.

وقد أعطي مدمنو التبغ مهلة شهر واحد للتكيف مع ترك عاداتهم هذه قبل فرض مبلغ 20000 ين ياباني (165 مليون دولار أميركي) حدا أقصى للغرامة في حال التدخين بالقرب من المحطات ومناطق التجمعات الأخرى.

وفي حي سيودا ـ مقاطعة الحكومة والأعمال إذ يكون للحظر تأثير فعال ـ اعتاد المتنقلون على منحهم علب من السجائر مجانا بواسطة بنات صغار يعملن في حملات ترويجية لصالح شركات التبغ.

وقد تمت مواجهة الكثيرين أخيرا بواسطة ورديات تتكون من نحو 50 ضابطا يرتدون زيا نظاميا ويحملون منفضات رماد السجائر إذ كتب عليها توجيه للمدخنين بإطفاء سجائرهم.

يقول المتحدث باسم حي شيودا، ريوسكي نوماتا، كانت هذه الخطوة الراديكالية ضرورية لأن مرتادي هذه الأماكن وخصوصا الأطفال الذين يأتون في مجموعات كبيرة يكونون عرضة لمخاطر الحريق بواسطة السجائر.

إنه توجه مثير في اليابان، إذ أن وزارة المالية ـ 67 في المئة من حاملي الأسهم فيها يمتلكها ثالث أكبر مصنعي السجائر في العالم وهي شركة تبغ اليابان ـ يسمح لها قانونيا بالترويج للتدخين. وتفرض اليابان ضرائب سجائر منخفضة وقيودا قليلة على الدعاية والمبيعات إلى الدول الصغيرة من الدول الكبيرة مثل بريطانيا.

يدخن ربع طلاب المدارس الثانوية العليا في اليابان. وعلى رغم أنه غير مصرح للأطفال أن يقوموا بشراء سجائر، لكنهم يستطيعون تناول علبة تحتوي على 20 سيجارة بثمن يقدر بنحو 1,85 دولار أميركي من دون أية أسئلة عبر مئات الآلاف من ماكينات بيع السجائر المتوافرة في شوارع المدينة. وبحسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية فإن واحدة من كل تسع حالات وفاة في اليابان نتيجة أمراض تتعلق بالتدخين. ومع ذلك، فإن التحذير الوحيد على علب السجائر هي ملاحظة مطبوعة بخط صغير: «حاول ألا تدخن كثيرا جدا، إذ أن هناك مخاطر ربما تضر بصحتك. وتأكد من طاعتك (آداب المعاشرة) الخاصة بالمدخنين».

وعلى رغم أن عدد المدخنين قد انخفض وأن هناك بعض القيود قد وضعت، يشعر المدخنون اليابانيون بأنهم أحرار في التساهل مع عادتهم هذه، إذ يوجد إعلان تجاري تلفزيوني لمطهر هواء حديثا يظهر حشدا من المدخنين الأجانب البائسين يجدفون في زورق بحثا عن ملاذ لهم في اليابان.

كان التفاعل مع هذا الحظر متباينا، ولكن يدل العدد الكبير من الأشخاص الذين قاموا بإشعال سجائرهم بعد مغادرة دورية حظر السجائر المنطقة في المساء على أن اللوائح الجديدة تحتاج إلى وقت حتى يتعود عليها المدخنون. ويقول أحد العمال، وهو اتسويا جوتو: «أعتقد أنهم أصبحوا متشددين جدا، فإذا كنت أستطيع أن أدخن من دون إيذاء أحد، لا أرى أن هناك مشكلة»

العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً