ينفق البريطانيون 126 مليون جنيه استرليني سنويا على الأدوية العشبية ولكن الكثير منهم يعرضون صحتهم للخطر بسبب تناولهم أدوية غير مناسبة، هذا ما يقوله أطباء الأعشاب. ويضيف المعهد القومي لأطباء المعالجة بالأعشاب، وهو أقدم هيئة في العالم لممارسة المعالجة بالأعشاب، أن الناس يقومون بشراء منتجات من دون وصفة طبية مما قد يسبب لهم أذى أكثر من الفائدة. ويقول رئيس المعهد ترودي نوريس، إن بعض الناس لم يأخذوا النصيحة بالنسبة للأودية التي تناسبهم كما أن البعض الآخر قد خاطر بحدوث تأثيرات جانبية بسبب تناوله خليطا من الأعشاب مع عقاقير تقليدية.
وقد قام بعض المستهلكين بشراء منتجات رديئة تفتقر إلى التوازن الصحيح في العناصر المكونة للدواء أو تحتوي على عصارة كيماوية أكثر مما هو موجود في النباتات الطبيعية.
أما الأدوية الأخرى وخصوصا الصينية منها فقد كانت ملوّثة بالاستيرويد والفلزات الثقيلة.
وقد جاء التحذير من قبل المعهد - الذي أسس العام 1864 والذي يمثل 550 طبيب أعشاب مؤهلين - عقب سلسلة من التحذيرات بشأن سلامة الأدوية العشبية.
ويقول نوريس إن هناك بعض القيود الواضحة على شراء الأدوية من دون وصفة طبية لأن الأعشاب قد تسبب أحيانا ضررا أكثر من الفائدة إذا استخدمت بشكل غير صحيح، مثلها في ذلك مثل الأدوية الأخرى. ومع أننا لسنا ضد الأدوية العشبية التجارية التي تشترى للمعالجة الذاتية، إلا أننا نحث الناس على التأكد قدر الإمكان من نوع الدواء قبل استخدامه. إن هذا مهم خصوصا إذا كنتِ حاملا أو إذا كان الشخص يتناول أي دواء آخر أو أدوية أخرى من دون وصفة طبية لأمراض أخرى غير الأمراض البسيطة. فمن الأفضل استشارة طبيب أعشاب مؤهل.
إن 50 من الأدوية العشبية التي تباع في بريطانيا غير مرخص بها لأن الصناعة - التي شهدت انتعاشا في السنوات الأخيرة - غير منظمة. وقد أعلنت وكالة مراقبة الأدوية العام الماضي أنها لا تستطيع اعطاء التأكيدات بخصوص سلامة كثير من الأدوية الصينية بعد اكتشاف أن كثيرا من المنتجات تحتوي على عناصر خطيرة وغير مصرّح بها. لقد تم اكتشاف الزئبق والزرنيخ في بعض الأدوية بينما وجد أن الكريمات الخاصة بالأكزيما تحتوي على الاستيرويد. وقد اشارت وكالة مراقبة الأدوية (حء) لحادثة في بلجيكا تعرضت فيها العشرات من النساء لفشل كلوي بعد تناولهن أدوية لتخسيس الوزن تحتوي على اريستولوكيا وهو عشب محظور في بريطانيا، ولكنه ما زال يوجد في عشرات الأدوية. وقد تم سحب العقار الشعبي، فلفل كاوه المعالج للقلق بصورة طوعية من المملكة المتحدة في ديسمبر/ كانون الاول الماضي بعد تقارير ألمانية عن تسببه في تلف الكبد وحدوث حالة وفاة. ويقول العلماء إن فلفل كاوه والورت ودونج كويا والجنكة يمكن أن تدخل من الناحية النظرية في صناعة العقاقير المستخدمة في علاج حالات القلب وداء الربو والاكتئاب وفيروس نقص المناعة لدى الانسان (بة).
وقد أظهرت دراسة اجرتها كلية الصيدلة أن 60 من الناس الذين يشترون العقاقير العشبية قد أخذوها مع الأدوية التقليدية. ويقول نوريس إن امرأة تم وصف عقار وورفارين المانع للتخثر لها وكانت تتناول خمسة أنواع من الأعشاب بوصفة ذاتية بما في ذلك فلفل كاوه والجنكة. وكان يجب عدم أخذ هذين النوعين من الأدوية العشبية مع عقار الوورفارين.
وقد قام المعهد بعمل اسبوع للتوعية بخصوص استخدام الأدوية العشبية لتشجيع المستهلكين على اللجوء إلى النصيحة الطبية ولجعل المصنعين وتجار التجزئة أكثر إحساسا بالمسئولية.
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 61 - الثلثاء 05 نوفمبر 2002م الموافق 29 شعبان 1423هـ