انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعاملة "غير العادلة" التي تلقاها مايكل فلين، مستشاره للأمن القومي، بعد يومين على إقالته، على خلفية ما وصفه البيت الأبيض بأنه "تآكل" في ثقة الرئيس في الجنرال المتقاعد بالجيش الأميركي.
كان فلين قد استقال الاثنين، بعد اعترافه بأنه أدلى بتصريحات مضللة حول اتصالاته مع روسيا خلال حملة ترامب الرئاسية.
وقال ترامب الأربعاء (15 فبراير/ شباط 2017)، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن "الجنرال فلين رجل رائع. أعتقد أنه عومل بصورة غير عادلة بالمرة من قبل وسائل الإعلام، التي أسميها وسائل الإعلام المزيفة في كثير من الحالات. وأعتقد أنه شيء محزن حقا أنه تلقى معاملة سيئة للغاية."
وقبل ساعات، أطلق الرئيس ترامب، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سيلا من الانتقادات لوكالات الاستخبارات الأميركية ووسائل إعلامية كبرى بالإضافة إلى الرئيس السابق باراك أوباما، في أعقاب نشر صحيفة نيويورك تايمز لتقارير حول وجود اتصال بين القائمين على حملته للانتخابات الرئاسة ومسؤولين بالاستخبارات الروسية خلال الحملة .
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ذكرت أن أعضاء بالحملة الانتخابية لترامب، ومن بينهم بول مانافورت، قد أجروا "اتصالات متكررة" مع مسؤولين بارزين في الاستخبارات الروسية في العام السابق لانتخاب ترامب.
واستشهد التقرير بأقوال مسؤولين حاليين وسابقين في الولايات المتحدة وتسجيلات هاتفية ومكالمات تم اعتراضها، والتي قالت الصحيفة إنها جزء من تحقيق مكتب التحقيقات الاتحادي بشأن علاقة مساعدي ترامب بالحكومة الروسية.
وقال المسؤولون إنهم لم يروا أي دليل حتى الآن على أن حملة ترامب قد تعاونت مع الروس في قرصنة للبريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، بما تسبب في إفشاء معلومات أحرجت المرشحة الرئاسية المنافسة هيلاري كلينتون، حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
وكتب ترامب في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: "إن الهراء حول الاتصال بالروس ما هو إلا محاولة للتستر على أخطاء عديدة في حملة هيلاري كلينتون الخاسرة".
وكتب في تغريدة أخرى: "إن الفضيحة الفعلية هنا، أن (الاستخبارات) توزع المعلومات السرية مثل الحلوى. وهذا يناقض النهج الأميركي".
وأضاف ترامب: "يتم تسريب الأوراق من الاستخبارات، الأمور تتسرب، وهذا عمل إجرامي".
وكان تردد أن فلين بحث رفع العقوبات عن موسكو مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك أواخر كانون أول /ديسمبر الماضي.
وقال فلين، الذي كان من أوائل المؤيدين لترشح ترامب للانتخابات الرئاسية صراحة إنه أدلى لنائب الرئيس المنتخب آنذاك مايك بنس "دون قصد" وغيره من المسؤولين "معلومات غير كاملة" حول تلك المحادثات التي أجراها مع السفير الروسي.
وعين ترامب الجنرال المتقاعد جوزيف كيث كيلوج في منصب مستشار الأمن القومي بشكل مؤقت.
وتجاهل ترامب الأسئلة التي وجهها الصحفيون خلال مؤتمر صحفي عقد الأربعاء حول القضايا الروسية.
وحاول ترامب مواجهة الاتهامات بأنه متعاطف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإشارة إلى أن شبه جزيرة القرم الأوكرانية تم الاستيلاء عليها عندما كان أوباما في البيت الأبيض. وسأل: "هل كان أوباما متساهلا للغاية مع روسيا؟".
وأعربت كل من وكالة الاستخبارات الأميركية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن القومي عن "ثقة كبيرة" في أن بوتين قد سعى للتأثير على الانتخابات الأميركية.