أكد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن الارتباط التاريخي بين مملكة البحرين والمملكة العربية مثَّل محوراً مهمّاً ارتكزت عليه طبيعة علاقات البلدين التي أضحت نموذجاً متميزاً للعلاقات العربية – العربية، تتجدد خلالها رغبات التطوير وآفاقه المختلفة بثوابت وأسس راسخة يتجلى فيها الانعكاس الحقيقي للتقارب بين المملكتين الشقيقتين قيادة وشعباً، في ظل ما تلقاه هذه العلاقات من رعاية واهتمام من عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وخادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
جاء ذلك لدى لقاء سموه بولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، بقصر الملك سعود أمس الأربعاء (15 فبراير/ شباط 2017).
وأعرب سموه عن تقدير البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً للقيادة السعودية على ما تحظى به مملكة البحرين من دعم ومساندة متميزة، ولمواقفها الثابتة والمشرّفة تجاه مملكة البحرين.
وأشار إلى أن التواصل المستمر بين البلدين هو جانب نحرص على تأكيده في إطار العلاقات المميزة والمتينة لكل ما يعزز التعاون الاستراتيجي للعلاقات البحرينية السعودية، وما يسهم به من فرص واعدة، وما يرتبط بها من تحديات على مختلف المستويات.
وأبدى اعتزازه بالدور الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في دعم منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقيادة العمل المشترك الذي أسهم في درء المخاطر بجهودها، إلى جانب الدول، في حفظ أمن واستقرار المنطقة واسهامها الفاعل في الجهود الدولية المتصلة بمكافحة الارهاب وتجفيف منابعه، متمنياً للعلاقات بين البلدين اطراد التقدم والنماء نحو كل ما يسهم في تعزيز عرى التعاون الثنائي والانطلاق الى آفاق أرحب بما يعود بالنفع على كلا البلدين والشعبين.
وحضر ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مأدبة الغداء التي أقامها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود بقصر الملك سعود تكريماً لسموه والوفد المرافق.
وكان ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة وصل إلى المملكة العربية السعودية برّاً ظهر أمس (الأربعاء) في زيارة رسمية يلتقي سموه خلالها القيادة السعودية ويجري مباحثات تتناول العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، ودعم أطر التعاون الثنائي في شتى المجالات إضافة إلى استعراض مجمل التطورات الإقليمية والدولية والقضايا موضع اهتمام البلدين.
ولدى وصول سموه الى مدينة الرياض كان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في مقدمة مستقبلي سموه.
ويرافق صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وفدٌ يضم ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين.
وقد أدلى ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لدى وصول سموه إلى الرياض في مستهل زيارته الرسمية بالتصريح الآتي:
يسرني اليوم أن أقوم بزيارة بلدي المملكة العربية السعودية الشقيقة التي لها في نفوسنا جميعاً مكانة كبيرة ومحبة، ولما تحظى به مملكة البحرين من دعم ومساندة أكدت الصلات التاريخية التي عمل على ترسيخها الآباء والأجداد، ومقدرين في الوقت ذاته مواقف المملكة الشقيقة المشرفة تجاه مختلف قضايا أمتنا العربية والإسلامية.
إن هذه الزيارة للشقيقة المملكة العربية السعودية هي استمرار لما عملنا جميعاً على إنجازه في إطار التعاون الثنائي المتميز خلال الفترة الماضية والذي تبلور في مكتسبات هامة وحيوية للبلدين والشعبين الشقيقين ساهمت بشكل بارز في تحقيق النتائج التي نسعى إليها.
ويسرني مواصلة العمل والتنسيق المشترك مع أخي ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وأخي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مرحلة أخرى هامة بمسيرة التعاون البحريني السعودي، يستلهم زخم التوجيهات السديدة والسامية لملك مملكة البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله نحو تعزيز مسيرة البناء والتكامل وفقا لرؤى واستراتيجيات واضحة المعالم.
إن إحداث انطلاقة فاعلة لاقتصاداتنا هي متحققة اليوم، في ضوء الرؤى الاقتصادية لكلا البلدين، والتي بدأت تأخذ زخماً وأهمية متنامية وثقة متزايدة في مختلف البرامج التنموية، لما تستند إليه من أسس ومبادئ واستراتيجيات تشكل ضرورة مهمة، نحو زيادة وتيرة النمو الاقتصادي وتنوعه واستدامته لصالح المواطنين.
إن الخطوات الجادة التي يتخذها كلا البلدين نحو تأكيد دور التنمية المستدامة، وتنويع مصادر الدخل ووضع التشريعات والنظم المحفزة للاستثمار تمثل رؤى مشتركة يجب الاستفادة منها نحو تحقيق المزيد من النتائج الايجابية في رفع مؤشرات التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وخاصة أن البلدين الشقيقين يملكان العديد من أوجه التكامل والترابط، وأن هذه المسيرة المباركة من التعاون المثمر والبنّاء تمثل أنموذجاً يحتذى به للتكامل الذي نتطلع إليه في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واطلاق مشاريع مشتركة تصب في مصلحة التكامل والترابط بين دول المجلس في كافة القطاعات.
ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أشيد بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة العربية السعودية الشقيقة في ظل حكمة قيادتها في دعم مسيرة عمل مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم منظومته الجامعة ودورها المحوري في مكافحة الإرهاب، ودعم مسيرة التعاون الأمني على المستويين الخليجي والعربي لمواجهة الفكر الإرهابي المتطرف، وذلك من خلال قيادتها للتحالف العربي والذي عكس قدرتنا على مواجهة التحديات لحفظ مكتسباتنا الوطنية والدفاع عن أمتنا وهويتنا العربية الإسلامية الجامعة.
إن هذه الزيارة ستسهم بلا شك في توثيق عرى الأخوة وتعزيز مجالات التعاون والعمل المشترك بين بلدينا الشقيقين، انطلاقاً من العلاقات القوية الراسخة التي تجمعهما، داعياً الله عز وجل أن يديم على المملكتين وشعبيهما الشقيقين نعمة الأمن والرخاء.
العدد 5276 - الأربعاء 15 فبراير 2017م الموافق 18 جمادى الأولى 1438هـ