ضوء يدحرج أطرافه كي نمرَّ إلى البيت
يسبقنا لهونا في انطفاء الممرات
أو فكرةٍ مقبلةْ...
حفظنا النهايات
لكننا لم نزل في البدايات
نقترف النوم في صحوة الآخرين...
نبني السماء التي قد تليق بأعبائنا
ونكسر سلَّمها الصاعدَ الآن
في فكرة البعث من موتنا...
سلام على الخيل بعد الهدوء الأخير
سلام على طائر لا يرى غير أغلاله بيننا...
كأن المرايا على مدخل الغيب
تُشعرنا بالمكان وأطرافه
الماءِ والأرخبيل...
وحتى الرصيف الذي قام منتصباً...
كل تلك التلال المريضة بالربو
حتى الحفرْ...
وحتى الذي لم يكن شاهداً
على عرس أوقاتنا
وحتى الضجرْ...
كأن الخطى للرواق المؤدي إلى الطيش
أغنيةٌ في مهب البكاءْ...
سنعبر نهراً من السكّر العذب...
قهوتنا من مصب الضيوف
على بعد ترنيمة أو عناق...
لماذا تسمي الشمال ... شمائل أمي؟
عرفتُك ريشاً يضمد جرح الهواء
ويفرد برنُسَه كي نمرَّ
إلى وردة الليل أحلى من الليل
أبوابنا سيرة للدخول
على عاهل الماء
أو عاهل النار...
أما زلت ناراً على هودج طالع
من ثقوب الفضاء؟
أما زلت تسكبنا هجرة
كي تدور رحى النفي
حتى الأذان الأخير؟
ونسأل عن بلد
فيه ملْحٌ لأجدادنا الطيبين
لنصعد أعلى من الملحْ
وسقف البيوت القديمة
أعلى من اللوز في شرفة الدار
أعلى ... وأعلى من الفضة الآهلةْ...
ليأس الذين مضوا
في المراثي القديمة
لعرش تنطّع للنعش حتى استحال غباراً
على الشرفة المائلةْ...
سلام على فتية الغار...
كل الدروب رصاصيةٌ في مساء الصعود
إلى النجمة المُتعبةْ...
وكل الدروب إذا ما انتهت مرعبه ...
فكونوا قريبين من «الحتف»
حتى نرى «الفتحَ» منتصباً
كاللغات التي لم تزل
تقرأ الدهرَ من طينة الماء
حتى الهزيع الأخير من القبرْ...
سنبحث عن لغة لا تقول الحنين
الذي في المرايا...
سنبحث عن فلك... في عروق الشظايا...
نحبك قبل اقتراف الهبوط
إلى جنة الأرض...
وها نصرُخ الآن:
غرناطة في مهب الخيول المريضة بالعرش
تعرّش في الحجر الصعب
تبني السماءَ التي قد تليق
بأحفادها العائدين على هودج الماء...
كوني من القلب أقربَ منا
لنعرف أن السماء التي فوقنا
تناهت إليك ... إلى رملك الرحب
في تيهنا والغياب...
سنهبط كالمطر الذابل الآن
فوق قفار من الملح والغاز والزنزلختْ...
سيصقل كلَ الرخام المؤدي إليك
وكلَ البيوت التي لم تزل شاحبه...
وإثمَ الجهات التي لم تزل تائبةْ...
دعينا نصلي معاً
في الرواق الأخير من العمر...
بتنا طويلاً... وقشتالة
لا ترى الموت مختبئاً في الصليب
هناك على عرش روما...
يغنّون للشعب:
«كن طيباً... كي تكون جديراً برب تراه
ورب يراك...
وكن هادئاً كي تمر الخيول
على ما تبقى من النهب فيك
من الذهب الرحب ...
يأسِ انتظار الخروج من الهاويةْ...
مللتَ ... كما ملتِ الريح شبّاكنا...
غير أن الوصول إلى السور أجدى من السور...
أجدى من الناي في العزلة الغاويةْ...
ستمضي... ونمضي كما شاءتِ الريحُ
وردا تعرّى لكي يخلعَ السورُ أردانَه
فماذا ترى غير هذا الذهولْ؟
في مساء الخيول؟
لك الأزرق المنتشي بالنعاس
وريشٌ وثيرٌ لأحلامك الفائتةْ...
ثلاثون عاماً من العَرَق... النهر
تمر إلى البحر عاصفة من زبَدْ...
وتسكن أوصالَه للأبدْ...
ثلاثون عاما وتبزغ شمس الحديد
التي ما انطفتْ في الجنوب...
جنوبِ الشظايا وروحك...
وهذي القصيدةُ عجفاءُ
وما زلت يا سيدي في الرؤى غارقاً
«بالذي تأكل الطيرُ من رأسه»
وذاك «الذي راح يُجْبي إلى ربّه الخمرَ» ...
سيكتمل المشهد «الغزنوي»
فكيف الوصول إلى قرطبةْ؟
وتقفز من بلد يدّعي
انه البأس فيك
إلى بلد يدّعي
انه اليأس منك
نباح خفيف يجئ من الليل
يوقظها من سبات شفيف
إلى جهة الريح كان الدخول إلى النوم
إلى جهة الريح كان الدخول إلى «قرطبةْ»
وما عاقنا غيرُ هذا الوصول...
كلام كثير على الروح
بعد انهمار الضحايا
وبرج الإذاعة أعلى من المستحيل
وأعلى قليلاً من الوقت
في حيّز لا يعيد لنا ظلنا...
* مقطع من مطوَّلة «أغنيةٌ في مهبِّ البكاء»
قصيدة راقية ومُحاكية لملح الأرض
جميله الكلمات بس يبي ليها شرح مثلي ماافهم ليها كانها لغز