داهمت الشرطة الألمانية اليوم الأربعاء (15 فبراير/ شباط 2017) منازل أربعة أئمة يشتبه بتجسسهم لصالح حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحسب ما ذكر مسئولون.
والأئمة الأربعة متهمون بالتجسس على أتباع الداعية الاسلامي فتح الله غولن الذي يحمله اردوغان مسئولية انقلاب يوليو/ تموز الفاشل ضده.
وقال المدعون العامون بعد عمليات الدهم ان الأئمة نقلوا معلومات عن أتباع غولن الأتراك من خلال القنصلية التركية في مدينة كولونيا الى مديرية الشئون الدينية التركية.
واضافوا أن "هدف عمليات التفتيش اليوم هو البحث عن مزيد من الأدلة حول النشاطات التي تؤخذ على المتهمين" في مقاطعتين في غرب المانيا.
وذكر موقع "شبيغل" الاخباري الالكتروني أن الائمة ينتمون الى "ديتيب"، وهي منظمة تسيطر عليها أنقرة وتدير شؤون حوالى 900 مسجد او جماعة دينية في ألمانيا.
واتخذت حكومة أردوغان اجراءات شديدة ضد أنصار غولن الذي ينفي انه كان وراء محاولة الانقلاب.
وتم إلقاء القبض على أكثر من 41000 شخص بشبهة العلاقة مع حركة غولن، اضافة الى طرد أو تعليق مهام مئة الف آخرين أغلبهم من المدرسين ورجال الشرطة والقضاة والصحافيين.
وتقول الحكومة التركية ان حملات التطهير ضرورية لتنظيف الدولة من "فيروس" حركة غولن التي تشجع المنتمين اليها على العمل في وظائف الخدمة العامة.
وانتقدت مؤسسات حقوق الانسان بشدة حجم عمليات التطهير، معتبرة انها ذهبت ابعد من مطاردة المخططين للانقلاب.
ومنذ ذلك الوقت، تقدم الآلاف من المواطنين الأتراك في ألمانيا بطلب اللجوء السياسي، وذكرت تقارير أن بينهم جنودا أتراكا يخدمون في حلف شمال الأطلسي.
ويعيش في ألمانيا حوالى ثلاثة ملايين شخص من أصول تركية، وهي الجالية التركية الأكبر في العالم خارج تركيا.
وانتقدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الحكومة التركية مرارا بسبب حجم الاجراءات ضد أنصار غولن، كما حثت أردوغان على ضمان الحريات المدنية.
وأثار تخلُّف ألمانيا عن تسليم مئات المشتبه بهم المرتبطين بالانقلاب وبحزب العمال الكردستاني واليسار المتشدد، غضب اردوغان.
وترغب ميركل في أن تواصل تركيا تنفيذ اتفاق وقعته مع الاتحاد الاوروبي للحد من تدفق المهاجرين الى أوروبا، بالرغم من تهديدات أردوغان بالانسحاب من هذا الاتفاق بسبب عدم موافقة الاوروبيين على السماح للأتراك بالسفر الى دولهم من دون تأشيرة دخول.
وأغضبت حكومة أردوغان برلين أيضا بسبب حملات انتخابية تتوجه الى الناخبين الأتراك في ألمانيا.
ويلقي رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم خطابا السبت المقبل في أوبرهاوزن في شمال الرين-وستفاليا، لحث الأتراك هناك على التصويت "بنعم" في استفتاء 16 أبريل/ نيسان الذي يعزز صلاحيات أردوغان عبر استحداث رئاسة تنفيذية.
وقال مفوض الاندماج في المانيا أيدان أوزوغوز لصحيفة "بيلد" أن أنقرة، من خلال مثل هذه التحركات، "تعمق الانقسامات" بين الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا.