قال السيناتور روي بلانت، وهو جمهوري من ولاية ميسوري لمحطة إذاعية في ولايته إنه يتعين على لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ -التي هو أحد أعضائها - أن توسع تحقيقها بشأن الروابط بين حملة ترامب وروسيا، لتشمل شهادة مستشار الأمن القومي الأميركي المستقيل مايكل فلين.
وقال بلانت: "أعتقد أنه يتعين علينا التحدث مع الجنرال فلين في أقرب وقت، وأنه ينبغي عليه أن يجيب على الكثير من التساؤلات".
وكانت الإدارة الأميركية الجديدة، قد بدأت في العمل على احتواء الضرر الذي لحق بها الثلثاء (14 فبراير/ شباط 2017) في ظل التساؤلات القائمة حول الاطاحة بفلين بعد 25 يوما فقط من تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.
وأعرب أعضاء بالكونجرس الأميركي الثلثاء عن تأييدهم لإقالة فلين، الذي استقال من منصبه بعد أن اعترف بأنه أدلى بتصريحات مضللة عن اتصالات مع روسيا.
وتردد أن فلين ناقش رفع العقوبات المفروضة على موسكو مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك يوم 29 كانون الأول/ ديسمبر وهو نفس اليوم الذي أعلن فيه الرئيس السابق باراك أوباما عن التدابير ردا على القرصنة المرتبطة بروسيا ضد الحزب الديمقراطي.
وقال فلين، وهو جنرال متقاعد بالجيش الأميركي، إنه "دون قصد" أعطى نائب الرئيس المنتخب مايك بنس وآخرين "معلومات غير كاملة" حول تلك المحادثات.
وعين ترامب الجنرال المتقاعد جوزيف كيث كيلوج قائما بأعمال مستشار الأمن القومي.
وقالت كيليان كونواي مستشارة ترامب لشبكة "ان بي سي نيوز" إن فلين، الذي كان من المؤيدين بشدة لترامب خلال حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية، "أدرك أنه سيصبح الشخص الذي يتلقى اللوم عند حدوث أي خطأ، وقد اتخذ هذا القرار" بالاستقالة.
وقالت إنها تحدثت في وقت مبكر الثلثاء مع ترامب، وقالت إن "الرئيس يمضي قدما" بعد الاستقالة، ولديه ثلاثة مرشحين "أقوياء للغاية" ليحل أحدهم محل فلين بشكل دائم.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وزارة العدل نبهت البيت الابيض بالفعل الشهر الماضي إلى أن فلين ربما يكون قد أساء وصف مضمون محادثاته مع كيسلياك.
وردا على سؤال على شبكة "ان بي سي" عما إذا كان فلين يتحدث نيابة عن الرئيس عند مناقشة تخفيف العقوبات مع السفير الروسي، حتى قبل تولي ترامب المسؤولية، أجابت كونواي: "لا، سيكون من الخطأ أن نستنتج هذا. تذكر، في نهاية المطاف، كان تضليل نائب الرئيس هو الذي جعل الوضع غير مقبول".
وحاول ترامب نفسه على ما يبدو تغيير الموضوع الثلثاء على موقع تويتر، حيث ألقى باللائمة على التقارير الإعلامية التي كشفت تفاصيل أنشطة فلين، بما في ذلك تحذير وزارة العدل من أن الجنرال قد يكون عرضة للابتزاز الروسي.
وقال ترامب على حسابه على موقع تويتر، بعد استقالة فلين "القصة الحقيقية هنا هي لماذا يوجد هذا العدد الكبير من التسريبات غير المشروعة التي تصدر من واشنطن؟ وهل ستحدث هذه التسريبات وأنا أتعامل مع كوريا الشمالية وما إلى ذلك؟
وفي موسكو، وصف الساسة الروس الاستقالة بأنها تضر العلاقة التي لا تزال حساسة مع واشنطن، على الرغم من وعود ترامب السابقة بنزع فتيل التوتر مع موسكو.
وكتب قسطنطين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الشيوخ الروسي، على صفحته على موقع فيسبوك "اضطرار مستشار الأمن القومي إلى الاستقالة بسبب اتصالاته مع السفير الروسي ليس فقط جنون ارتياب، ولكن ما هو أسوأ من ذلك بكثير".
وتابع "بالنسبة للصقور في واشنطن، حتى الاستعداد لإجراء حوار مع الروس ينظر إليه على أنه /جريمة فكر/ على حد تعبير /الروائي/ الخالد جورج أورويل".
من جانبه، قال أليكسي بوشكوف، نظير كوساتشيف في مجلس النواب على موقع تويتر إن "الهدف لم يكن فلين، ولكن، العلاقات مع روسيا".
واعتبر السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة خدمات القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي، أن الإطاحة بمستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب "مؤشر مقلق على الخلل في جهاز الأمن القومي الحالي".
وقال ماكين، وهو جمهوري من ولاية أريزونا ويعرف بأنه شديد الانتقاد لترامب، إن استقالة الجنرال المتقاعد مايكل فلين، بسبب التسريبات التي كشفت عن أنه ناقش العقوبات المفروضة على روسيا في كانون أول/ديسمبر الماضي مع السفير الروسي سيرجي كيسلياك، تثير "المزيد من الأسئلة حول نوايا إدارة ترامب تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين".
وأكد ماكين أن الولايات المتحدة يجب أن "تبقي على عقوبات على روسيا طالما أنها لا تزال تنتهك سيادة وسلامة أراضي أوكرانيا".