عقد قادة السعودية اليوم الثلثاء (14 فبراير/ شباط 2017) اجتماعات منفردة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان جرى خلالها بحث التعاون في مجال "محاربة الإرهاب"، في زيارة تأتي عشية انطلاق جولة جديدة من محادثات السلام السورية.
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة في الرياض اردوغان، وعقد معه جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها "استعراض العلاقات الثنائية (...) وتطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الانباء السعودية الرسمية.
والتقى اردوغان ايضاً الامير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث جرى مناقشة "الجهود المبذولة من البلدين لتحقيق الامن والاستقرار في المنطقة وعلى رأسها محاربة الارهاب"، وفقا للوكالة.
وكان اردوغان الآتي من البحرين عقد مساء الاثنين لدى وصوله الى المملكة اجتماعاً مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، بحثا خلاله "اوجه التعاون بين البلدين في عدد من المجالات خاصة المجال الأمني منها وما يتعلق بمحاربة الارهاب وتجفيف منابعه".
وتربط السعودية وتركيا القوتان الاقليميتان السنيتان، علاقات وطيدة تعززت في العام الماضي خصوصا في ظل دعمها للمعارضة في النزاع السوري.
وبينما كان اردوغان يجري لقاءات مع المسئولين السعوديين، اكد رئيس وزرائه بن علي يلديريم ان مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من الجيش التركي باتوا يسيطرون على مناطق "واسعة" من مدينة الباب السورية.
وتدخلت القوات التركية في سورية في أغسطس/ آب الماضي حيث تشن عملية واسعة تمكنت من خلالها من طرد الجهاديين والمقاتلين الاكراد من العديد من المناطق الحدودية، وصولا الى مدينة الباب في معارك تخوضها مع فصائل معارضة.
وكان اردوغان اعلن في البحرين الاثنين ان تركيا تسعى الى اقامة "منطقة آمنة" خالية من "الارهابيين" في شمال سورية لتمكين النازحين بسبب النزاع السوري من الاقامة فيها.
وتدعم تركيا التي ترعى مع روسيا وايران، اتفاقا لتثبيت وقف اطلاق النار في سوريا، بحماس اقامة مثل هذه المنطقة التي يمكن ان تستوعب نحو 2,7 مليون سوري لجأوا الى تركيا.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اشار بدوره الشهر الماضي الى مشروع اقامة "مناطق امنة" في سورية دون تفصيل.
ونظمت روسيا وايران وتركيا الشهر الفائت في عاصمة كازاخستان لقاء جمع للمرة الاولى منذ بدء النزاع السوري ممثلين للنظام والفصائل المعارضة. ومن المقرر ان تعقد غدا الاربعاء وبعد غد الخميس جولة مفاوضات جديدة مرتقبة في استانا.
وتتزامن هذه الجولة مع جولة دعت اليها الامم المتحدة في جنيف في 23 فبراير، سيغلب عليها الارجح موضوع البحث عن تسوية سياسية.