تحيي دول العالم يوم غدٍ الأربعاء (15 فبراير/ شباط 2017) اليوم العالمي لسرطان الأطفال، وهو اليوم الذي يدعو لحماية الأطفال من الإصابة بالأمراض السرطانية، وقرره الاتحاد الدولي لمنظمات سرطان الطفولة في عام 2001.
ويأتي شعار هذا العام تحت عنوان "معاً من أجل الأطفال المصابين بالسرطان.. لنعمل أكثر.. ونهتم أكثر" (gether for kids with cancer.. Do more – Care more)، والهدف الرئيسي لهذا اليوم العالمي هو رفع مستوى الوعي حول سرطان الطفولة، والتعبير عن دعم الأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان والناجين وأسرهم، ولزيادة تقدير وفهم أعمق للقضايا والتحديات ذات الصلة بسرطان الطفولة، كذلك لتحسين إمكانية الحصول على علاج السرطان والرعاية الطبية، إلى جانب رفع كفاءة أطباء الأطفال ومختلف المؤسسات الطبية والاجتماعية ونشر المعلومات اللازمة والضرورية بين الناس عن مختلف الأمراض السرطانية بهدف التوعية.
وتبين الدراسات العالمية أن أورام الأطفال يمكن الشفاء منها في 75 - 80 % من الحالات بشكل عام، أي أن 20 الى 25 % من الحالات لا يكتب لها الشفاء ويتوفى المريض، غير أن نسبة الشفاء تختلف من ورم لآخر، فقد تقل إلى ما دون 30 % لبعض الأورام أو تصل إلى 90% لأنواع أخرى.
وسابقاً كان معظم المرضى الأطفال بالسرطان يتوفون نتيجة انتشار المرض، أما الآن فإن الأمور تحسنت بشكل كبير جداً، وذلك لعدة أسباب منها تطور بروتوكولات العلاج من خلال إجراء دراسات عالمية ومنظمة في مختلف بقاع الأرض، وتحسين في المعالجات الداعمة للمرضى مثل التحسن في الوقاية من الالتهابات وعلاجها وغيرها، وزيادة الوعي بهذه الأمراض بين عامة الناس، ودور الأطباء في تشخيص هذه الحالات بسرعة وفي مراحل أولية.
وتقدم الخدمات بوزارة الصحة للمرضى، من خلال وحدة عبدالله كانو بمجمع السلمانية الطبي (وحدة 202)، والتي افتتحت منذ يونيو 2006 وهي الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات علاجية وتشخيصية للأطفال المصابين بالسرطان في البحرين وذلك بالتعاون مع تخصصات أخرى في المستشفى مثل قسم الجراحة، المختبر، الأشعة، قسم العلاج الإشعاعي، الصيدلية وكل تخصصات الأطفال الأخرى، حيث أن علاج هذه الحالات يتطلب فريق عمل متكامل بالإضافة إلى الممرضات المتخصصات في سرطان الأطفال وهن عنصر مهم في الفريق، وأخصائيي العلاج النفسي والدعم الاجتماعي.
ويشمل علاج هذه الأمراض العلاج الدوائي (الكيميائي) والجراحي والإشعاعي والمناعي وزراعة الخلايا الجذعية بأنواعها. وبعض الحالات تحتاج لأكثر من علاج من أجل الوصول إلى الشفاء. وكثير من هذه العلاجات تتوافر في السلمانية وفي حالة عدم توفرها، إما يتم طلبها مثل بعض الأدوية أو بإرسال المريض للعلاج في مراكز علاجية في الخارج في حالة بعض الجراحات الدقيقة أو زراعة الخلايا الجذعية أو العلاج البروتوني الخاص بالذات لأورام المخ. ويتم إرسال المريض للخارج بمساعدة لجنة ومكتب العلاج بالخارج. كما يقوم الفريق المعالج بالاتصال بالأخصائيين والخبراء في المراكز العلاجية في الخارج لمناقشة كثير من الحالات الصعبة والنادرة.
وتدعو وزارة الصحة في هذا اليوم الهيئات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني وأفراد المجتمع، للتعاون في رفع مستوى الوعي والمعرفة في مجتمعاتنا بسرطان الأطفال وفي رفع مستوى الشفاء ليصل إلى مستويات عالية وتحقيق حياة أفضل لهؤلاء الأطفال المصابين بالسرطان، والناجين منه وأسرهم، والعمل لتحقيق الرسائل التي يدعو لها هذا اليوم لجعل أصوات الأطفال المصابين بالسرطان مسموعة من أجل حصولهم على الرعاية الطبية الآمنة، ولجعل سرطان الأطفال موضع الاهتمام في المجتمع وفي النظام الصحي والعمل على رفع مستوى الوعي به، وتطوير رعاية وعلاج الأطفال المصابين بالسرطان، وهذا استثمار ذكي في العقود الآجلة المشتركة، ولمساعدة أسر الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السرطان، وكذلك تقديم الدعم للناجين من سرطان الأطفال والوقوف ضد أي شكل من أشكال التمييز ضدهم.