انطلقت مناورات "كوبرا جولد" العسكرية السنوية التي تستضيفها الولايات المتحدة وتايلاند بشكل مشترك اليوم الثلثاء (14 فبراير / شباط 2017) في ظل تراجع التواجد الأمريكي في أعقاب انقلاب بانكوك عام 2014 .
وهناك أكثر من 20 دولة تشارك حاليا في مناورات "كوبرا جولد" التي انطلقت للمرة الأولى في عام .1982 وهذه هي أكبر مناورات عسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتجرى سنويا في تايلاند، أقدم حليف للولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا.
وتم إرسال نحو 3600 جندي أمريكي للمشاركة في هذا الحدث الذي يستمر 11 يوما، وهو نفس العدد الذي تم إرساله العام الماضي لكنه يقل عن 4300 جندي تم إرسالهم قبل الانقلاب، بحسب السفارة الأمريكية.
وخفضت الولايات المتحدة مشاركتها بعد انقلاب أيار/مايو 2014 العسكري في تايلاند، قائلة إنها تأمل في استعادة العلاقات الثنائية بشكل كامل فور عودة البلاد إلى الديمقراطية.
لكن المجلس العسكري في تايلاند رحب بقرار واشنطن إيفاد الأدميرال هاري بي هاريس، قائد القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، وهو أرفع ضابط أمريكي يشارك في المناورات العسكرية منذ الانقلاب.
وقال المجلس العسكري إن ذلك يبعث رسالة مفادها أن القوة العظمى مازالت منخرطة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بالرغم من أن سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه المنطقة مازالت غامضة.
وقال ويراشون سوكوندهاباتيباك، المتحدث باسم الحكومة التايلندية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "العلاقات (بين تايلاند والولايات المتحدة) لم تتغير. زيارة هاريس تعني أن تايلاند لازالت تلعب دورا مهما في أمن المنطقة ".
يذكر أن المجلس العسكري الحاكم في تايلاند أعلن أن الانتخابات العامة ستجرى في أوائل عام 2018، على الرغم من وعود سابقة بإجرائها في العام الجاري.
وتأتي مناورات "كوبرا جولد" وسط تحول تايلاند نحو علاقات أكثر قربا مع الصين. ففي أواخر كانون ثان/يناير، قام الجيش التايلاندي بتوفير 5ر13 مليار باهت (385 مليون دولار) لشراء غواصات من الصين، بانتظار موافقة مجلس الوزراء، بحسب صحيفة "بانكوك بوست".
وقال نايجل جولد ديفيس، محاضر العلوم السياسية في جامعة ماهيدول يونيفرستي إنترناشيونال كوليدج: "منذ انقلاب أيار/مايو 2014وخفض مستوى العلاقات من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، سعت تايلاند لإظهار أنها تملك خيارات أخرى عبر تعميق العلاقات مع الصين".