رحل الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف السعد، وبرحيله «فقدت مملكة البحرين، أحد رموز مدرسة الاعتدال والانفتاح والوسطية».
تلك خلاصة ما ردده المشيعون لجثمان الفقيد، لحظة تشييعه في مقبرة المنامة، أمس الإثنين (13 فبراير/ شباط 2017).
وفي توثيق لسيرة الفقيد، تحدث الشهود والقريبون إلى «الوسط»، ليصفوا الشيخ إبراهيم السعد، رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية، ومستشار المجلس الأعلى للقضاء، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بـ «رجل العلم الزاهد، المنفتح على الجميع، عبر علاقاته وزياراته، وعبر مجلسه اليومي الذي يتردد عليه الناس من مختلف الأطياف والمذاهب والجنسيات، وعبر منبر جامع الفاضل، وخطب الجمعة فيه».
المنامة - محمد العلوي
رحل الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف السعد، وبرحيله «فقدت مملكة البحرين، أحد رموز مدرسة الاعتدال والانفتاح والوسطية».
تلك خلاصة ما ردده المشيعون لجثمان الفقيد، لحظة تشييعه في مقبرة المنامة، أمس الإثنين (13 فبراير/ شباط2017).
وفي توثيق سيرة الفقيد، تحدث الشهود والقريبون لـ «الوسط»، ليصفوا الشيخ إبراهيم السعد، رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية، ومستشار المجلس الأعلى للقضاء، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بـ «رجل العلم الزاهد، المنفتح على الجميع، عبر علاقاته وزياراته، وعبر مجلسه اليومي الذي يتردد عليه الناس من مختلف الأطياف والمذاهب والجنسيات، وعبر منبر جامع الفاضل، وخطب الجمعة فيه».
المفتاح: السعد شقيق العصفور
البداية كانت مع وكيل الشئون الإسلامية بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف فريد المفتاح، والذي تحدث لـ «الوسط»، فقال «الفقيد الشيخ إبراهيم السعد من العلماء المشهورين ومن أسرة عرفت بالعلم الشرعي الديني هو ووالده الشيخ عبداللطيف، وأخوته بدءاً بالشيخ محمد والشيخ خليفة والشيخ عبدالرحمن، والبقية الباقية من آل السعد هو الشيخ إبراهيم الذي برحيله تفقد البحرين ويفقد الخليج والأمة العربية والإسلامية أحد علمائها الأجلاء، كما فقدت في السابق غيرهم، وأنا أذكر هنا رحيل العلامة الشيخ احمد بن خلف العصفور، أنموذج عالم الدين الذي يحب أن يجمع بين الناس وينشر الدين بصورة متسامحة ويجمع الأمة على كلمة سواء وينصح بالخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ودائما ما كانوا يعملون للجميع، ليس لفئة أو لطائفة».
وأضاف «فالشيخ إبراهيم ومن قبله المشايخ وآخرهم الشيخ احمد خلف العصفور، هما الصنوان وكانا دائماً مع بعضهما، هذا يمثل محكمة الاستئناف السنية الشرعية، وهذا يمثل محكمة الاستئناف الجعفرية الشرعية، وكانا يتكاملان فيما بينهما، في فكرهما وفي طرحهما، وفي عرضهما الدين بصورة سهلة ويسيرة ومتسامحة».
وتابع «في الحقيقة فقد تعلمنا من هذين العلمين الجليلين الكثير، وتعلمنا منهما الأخلاق والآداب والعلم الشرعي وتعلمنا منهما الخبرة القضائية، فأنا مارست القضاء لمدة 3 سنوات في المحكمة الكبرى الاستئنافية، فتعلمت منهما ومن غيرهما، لذا نعزي البحرين والامة الاسلامية قيادة وشعبا بفقدها هذا العالم الجليل، ونسأل الله تبارك وتعالى، الغفران والرحمة والصبر والسلوان للعائلة الكريمة».
وعن سيرة الشيخ إبراهيم في القضاء، قال المفتاح: «تعود أصول الشيخ إبراهيم للإحساء وتعلم فيها، وكما تعلم في الازهر أيضاً، وتعلم من علماء البحرين كذلك، وبدورنا نحن تعلمنا منه الكثير. وجدت عنده خبرة قضائية واسعة وعميقة عندما مارسنا القضاء معه وجالسناه وتداولنا القضايا الشرعية وخاصة منها الشائكة ومتعددة الأطراف، فوجدنا الخبرة القضائية الواسعة التي صقلتها السنين والخبرة الشرعية التي حاز عليها الشيخ إبراهيم، وأفدنا منه الكثير بل كنا حتى في القضايا التي فيها نوع من الصعوبة كانت تأتي في الاستئناف فيفتحها الشيخ إبراهيم ويسهلها ويتوصل فيها الى حكم غالباً ما يكون مرضيا للأطراف المتخاصمة».
وأردف «ما وجدنا منه إلا الخير، فإذا كنا في البحرين نعتز بوجود علماء وقضاة، فهو من أولهم وآخرهم. الشيخ إبراهيم السعد ومن قبله المشايخ الكرام، ما تعلمنا منهم الا الحب والتسامح وجمع الكلمة وحب الجميع وحب الوطن وحب الاسلام وعرضه بصورة وسطية وبخطاب معتدل الذي عرفت به البحرين منذ القديم، وقد وضع هذا العالم الجليل منهجية واضحة للدين الاسلامي ينبغي للأجيال القادمة أن تتعلم منهم الكثير ومن علماء البحرين».
وتعليقاً على عبارة «فراغ الرحيل»، قال المفتاح: «بلا شك، فكما هو معروف اذا مات عالم من علماء المسلمين، حدثت في الدين ثلمة، كما جاء في معنى الحديث الشريف».
وفيما إذا كانت البحرين قادرة على تعويض هذه الثلمة، قال: «البحرين عرفت وتميزت بان فيها خيرا كثيرا، وهي ولادة في جميع التخصصات ومن أولها العلوم الشرعية، وعلينا الا ننسى أن البحرين معروفة منذ القديم بوصفها مرجعية دينية، حيث كان أبناء الخليج يقصدونها للتعلم كونها في ذلك الوقت متقدمة وفيها موارد حياتية ومعيشية أكثر من غيرها فكان يفد اليها الكثير ممن يتعلم فيها وكان فيها حوزات علمية سنية وجعفرية ضاربة في التاريخ».
عطفاً على ذلك، ذهب المفتاح للقول «البحرين ولادة وهناك طلبة علم الآن تعتز بهم البحرين، وإن شاء الله الخير باق ولا ينقطع. البحرين بخير والعلم الشرعي والخطاب الديني الوسطي المتسامح الذي يرتقي بالفكر الإسلامي موجود في الاجيال القادمة، وهذه من ثمار هؤلاء العلماء، الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد الذين وضعوا النقاط على الحروف فيها، وهي باقية شجرة فيها الخير والثمار اليانعة».
العصفور: علاقة ممتدة
أما الشيخ عبدالحسين العصفور، القريب جداً من الشيخ إبراهيم السعد، والذي زامله في مؤسسات عدة من بينها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، فتحدث عن الفقيد بالقول «علاقتي ومعرفتي به تمتد لأيام الدراسة في المرحلة الابتدائية، ولايزال يردد كلمة زميلي عندما يلتقي مع أقرانه. الصداقة موجودة منذ ذلك، ثم تواصلت في عضوية البنوك الاسلامية حيث التقينا لسنوات عدة وكان نعم الصديق ونعم المؤمن، وما وجدنا منه في يوم من الايام كلمة تغيظ، في أخلاقه وفي تواضعه وفي انسانيته».
وأضاف «كنا دائماً نتبادل الزيارات سنوياً، ونحن أعضاء أيضاً في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهذا يوضح حجم العلاقة التي امتدت لكل مجال»، وتابع «بدون مبالغة، الفقيد الشيخ إبراهيم السعد صديق ووفي في نفس الوقت، على الدوام أتحدث أنا عن أخلاقه في غيابه، وهو كذلك، فكانت العلاقة متينة وقوية مبنية على الحب والاخاء، هذا ما وجدته منه خلال هذه السنوات».
وفيما يختص بعضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ودور الفقيد فيه والأثر، قال: «كلنا أعضاء نجتمع في الجلسات وهناك موضوعات تقدم من المجلس النيابي لنناقشها، وكانت الثقة حاضرة مع بعضنا بعضا، وخلال المدة التي كنت فيها معه، تقدم لنا الموضوعات من قبل المجلس النيابي لمناقشتها. كنا كمن يعيش في مجال واحد، ولا وجود لحساسية بيننا».
وأضاف «تولى القضاء وفي نفس الوقت كان يصلي الجمعة، ومن بعد إجرائه العملية الجراحية في رجله، توقف عن إمامة صلاة الجمعة وأناب أحدا بدلاً عنه».
وفي سبيل الحفاظ على إرث المدارس المعتدلة، قدم العصفور رؤيته فقال: «بالنسبة لنا، نحن عشناها منذ زمن الطفولة ونشأنا معها في البيت العلمي، علاقتنا بكل الطوائف جيدة، وعلى هذا النحو هو بيت السعد، فهنالك تشابه في هذا المسلك بيننا وبينهم، وهذا الأمر ممتد بالنسبة لنا منذ أيام الوالد الشيخ خلف، فالبيوت قائمة على الألفة وعلى المحبة مع كل الناس. عشنا هنا في المنامة مع كل الطوائف، الهندوس واليهود والمسيحيين، وزرناهم حتى في كنائسهم، لينشأ كل ذلك معنا منذ زمن الطفولة».
وفيما إذا كان الخوف يراوده فيما يختص بمصير مدارس الاعتدال في البحرين، قال: «اذا كانت علاقة الأبناء بالأباء جيدة أيضاً تكون هذه ممتدة، واذا انفصلت واتجه الأبناء اتجاهات متعددة، فبالطبع ستضعف»، أما السبيل للحفاظ على هذه المدراس وضمان استمرار الفائدة منها، فعقب عليه العصفور بالقول «اذا كان الآباء قدوة للأبناء وقدوة للعائلة فهذه المدارس ستبقى، حتى مع عدم ضمان استمرار سير الابناء على ذات الخط أو الرأي الواحد، فما دامت شخصية الاب تنعكس على الأبناء، فستبقى هذه المدرسة».
يعقوبي: عراقة لـ 200 سنة
بدوره، قدم الشيخ نظام يعقوبي، تعازيه برحيل الشيخ إبراهيم السعد، وقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. معرفتي بالشيخ إبراهيم منذ أكثر من 40 سنة ولا أعرفه الا عالماً صالحاً ورجلاً ورعاً من أهل العلم والفضل ومحباً لشعائر الله وإقامة الصلوات، وكان رحمه الله لا يترك أي مجال للخطابة ما دام مستطيعا الى أن أعجزته ساقه ولم يستطع أن يخطب، ومع ذلك كان حريصاً على التواجد في الصف الأول يوم الجمعة».
وأضاف «تشرفت بمعرفة والده من قبل (الشيخ عبداللطيف رحمه الله)، وكنت صغيراً في ذلك الوقت ولم أتمكن من أخذ العلم عنهم، ولكني أخذت العلم عن جميع مشايخ آل السعد، الشيخ عبدالرحمن رحمه الله ثم الشيخ محمد ثم الشيخ خليفة ثم الشيخ إبراهيم، فكلهم في طبقة شيوخي وأساتذتي ولا أعلم عنهم ألا خيراً، وهم محط رحل ويجمعون بين الناس ويصلحون ومحط أنكحة الناس وطلاقهم وأسرارهم وحل مشاكلهم ومجلسهم مجمع للفضائل ولجميع أطياف المجتمع بأديانه ومذاهبه، والجميع يجمعون على هذه الأسرة الكريمة الفاضلة».
وتابع «عائلة السعد من الأسر العلمية العريقة في البحرين، وكما نعلم فإن العلماء كثر ولكن الأسر العلمية التي تحافظ على العلم في أسرها قليلة، وهذه الأسرة منذ نحو 200 سنة، منذ جدهم الأكبر وهم أئمة وخطباء جامع الفاضل، وقد تناوبوا على الخطابة والإمامة في هذا المسجد ومنهم من درس في الاحساء ومنهم من درس في الازهر، حتى جمعوا بين علم الإحساء وعلم الأزهر، فجمعوا بين المدرستين القديمة والحديثة»، وأردف «كان لهم في هذا الفضل، وهم من أئمة المذهب المالكي في البحرين، فرحمهم الله جميعاً وإننا نرجو أن يخرج الله عز وجل من أولادهم أو أحفادهم من يكمل هذه المسيرة العلمية لأن المحافظة على الأسر العلمية أمر صعب، وليس بالسهل».
وفي سبيل الحفاظ على إرث هذه الأسر العلمية، قال يعقوبي: «اولا يجب أن يكون ذلك من خلال الأسرة نفسها، وذلك من خلال ترشيحهم اما واحدا أو اثنين بحيث يقوم بالاستمرارية في هذا العمل، ثم أيضاً بتشجيعهم من قبل المجتمع سواء كانت الحكومة أو اهل البلد أو غيرهم، ثم المحافظة على كتبهم وتراثهم ومخطوطاتهم ومؤلفاتهم وخطبهم لكي تبقى»، وأضاف «العلم يبقى، والرسول (ص) يقول (اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث...)، وأحد هؤلاء الثلاث كما ذكر علم ينتفع به وهذا العلم يبقى الى يوم القيامة، سواء من ورث تلاميذ أو مؤلفات أو تدريس وعلمه».
وتعليقاً على التركة العلمية لآل السعد، قال: «هي ماشاء الله، فمعظم علماء البحرين وشبابها الآن من تلاميذهم، فهذا تركة علمية كبيرة، وممن يشهد دروسهم وخطبهم ومجالسهم فلا شك من هذا المجال فإن الأجر مستمر لهم إن شاء الله الى يوم القيامة».
القطان: حبيب الطائفتين
أما الشيخ عدنان القطان، فقال: «الشيخ إبراهيم السعد، أب وأخ عزيز على الجميع، ومنذ ان دخلنا في المحاكم تعلمنا على يديه الكثير واستفدنا منه الكثير وخصوصا حين كنت معه في المحكمة الكبرى الشرعية. كان بمثابة الاستاذ والمعلم في كيفية كتابة الاحكام الشرعية واستفدنا كثيرا من علمه».
وأضاف «كنت معه كذلك في المجلس الاعلى للشئون الاسلامية، وكانت له آراء طيبة ومباركة في الدفع بمسيرة العمل الخيري والعمل الاصلاحي في المجتمع وكان حبيباً من الكل ومن قبل الطائفتين الكريمتين في البحرين، اذ كان يصل الناس السنة والشيعة، وكان حمامة سلام، عاف كاف لا يتكلم في الناس، ودائماً يتكلم بالكلام الطيب».
واعتبر القطان، رحيل الشيخ إبراهيم السعد «خسارة كبيرة»، وعقب «غلب على خطبه الوعظ والإرشاد والخطب الاجتماعية والاخلاقية، وكان صاحب حس وطني ومحبا للجميع، لا يحب أن يغتاب أو أن يتكلم على أحد بسوء، وما وجدنا منه الا الكلام الطيب والكلام الذي يؤلف بين القلوب».
وفي القضاء، بين القطان، ان الشيخ إبراهيم «امتاز بجمعه بين الحزم والمرونة، فكان وقافا عند الحق، يحب ان يعدل بين الطرفين، وإذا دخل عليه الخصمان فتجده ينصف الجميع والكل يخرج راضيا من مجلسه».
منفتح... وينأى عن الفتن
تحدثت «الوسط» مع محمد البصري، الموصوف بجليس العلماء، والقريب جداً من الفقيد الشيخ إبراهيم السعد.
تحدث البصري، فأسهب، وقال: «الشيخ إبراهيم هو من بيت علم، أبوه من علماء البحرين وهو الشيخ عبداللطيف السعد، وأخوته كذلك. مر الشيخ إبراهيم بمراحل، توجه لمصر ودرس في الازهر لمدة 11 سنة تقريباً، وينقل أنه كان مدرسا في عقود سابقة لجلالة الملك (مادة الدين)».
وأضاف «أعرفه منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، أتردد دائماً على مجلسه وسافرت معه للكثير من الأماكن. حين عاد للبحرين قادماً من الأزهر، ونقلاً عن أحد القضاة في البحرين، رفض في بادئ الأمر تعيينه كقاض، ودافعه لذلك هو الزهد، قبل ان يقبل بالتعيين في ظل محاولات لإقناعه. دخل سلك القضاء وترقى الى أن وصل لمحكمة الاستئناف السنية واستمر على ذلك الى آخر أيام حياته».
وتابع «انتقل للسكن في مدينة عيسى، لكن ظل ملتزماً وحريصاً على الصلاة في جامع الفاضل وليستقبل الناس في المجلس من بعد العشاء، وهناك كانت تأتيه المشايخ وطلبة العلم والناس».
ووفقاً لحديث البصري، فإن «الشيخ إبراهيم السعد، هو صاحب مشورة إضافة فئة الأرامل لمشروع جلالة الملك لرعاية الأيتام. حدث ذلك حين ألقى الشيخ إبراهيم كلمة على مسامع جلالة الملك وليوجه جلالته فوراً بإضافة الأرامل. كان حكيماً، وإذا طلب شيئا يحرص على ما فيه فائدة للمجتمع».
وأضاف «كان متابعا للأحداث، ومطلعا على تفاصيل الشأن العام، رغم عدم حبه السياسة وابتعاده عنها. هو رجل علم ومن الصالحين، متصوف وزاهد، عاش البساطة وغادر الرسميات وجالس الجميع، امتلك شخصية منفتحة على الجميع، ولم يكن ليظهر العصبيات مع التيارات المقابلة، ورغم تصوفه فقد جمعته علاقة ممتازة مع السلفية وغيرهم، ولم يكن ليدخل في نقاشات متوترة مع المختلفين، بادلهم الزيارات فتواجد في المآتم ونأى بنفسه عن الفتن».
العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ