قال الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العُماني يوسف بن علوي بن عبدالله إنه «لم يعد هناك أحد يتذكر شيئاً اسمه الربيع العربي»، وأن «الشعوب العربية تلقت درساً ينبغي لها أن تُبعِد نفسها عن مثل هذه الدروس وتعود لنفسها أولاً».
وقال بن علوي، خلال برنامج «بلا قيود» على شاشة «بي بي سي عربي» مع الإعلامية رشا قنديل، بُثّ أمس الأول الأحد (12 فبراير/ شباط 2017)، إن المنطقة تعيش «مرحلة مخاض»، مشيراً إلى عدد من القضايا المهمّة وموقف السلطنة منها.
فبشأن الخلاف بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال بن علوي: إن «السعودية ليست بالضرورة أن تكون على خلاف دائم مع إيران ولا إيران بالضرورة أن يكون لها خلاف دائم مع السعودية، هناك خلافات وتباينات في الآراء سَبَقَ أن ظهرت واختفت، وكانت علاقات إيران بالمملكة العربية السعودية علاقات طيبة في زمن (الرئيسيْن) محمد خاتمي والمرحوم رفسنجاني، وكان هناك تعاون».
وفي موضوع التحالف الإسلامي وقضايا الإرهاب ووجهة نظر عُمان لذلك التكتل قال بن علوي إن العديد من الدول قد اشتركت في ذلك التحالف «وكل أحد له رأي، بقدر قربه وبُعده عن هذا المشكل أو ذاك المشكل، وسياسة السلطنة هي أن نُبعِد أنفسنا عن الدخول في صراعات، لكننا مستعدون لأن نساهم في إيجاد حلول لهذه المشكلات»، مجيباً بشأن دواعي انضمام عُمان إلى التحالف الإسلامي مؤخراً بأن السلطنة رأت أن «المسائل التي تُقلِق الناس بدأت في الانحسار».
وعما يقوله بعض الصحافيين المقربين من دوائر صنع القرار كما يُوصَف من أن انضمام عُمان إلى التحالف الإسلامي هو «صفعة لإيران» قال بن علوي: «إن هؤلاء يقولون لأنفسهم هكذا. هذا الأمر ليس صحيحاً وليست له (صلة) بالعلاقات مع إيران» التي وصف علاقة عُمان بها حتى الساعة وحتى غدٍ «من أقوى العلاقات، (فـ) نحن متفقون منذ انتصار الثورة على أن علاقاتنا كجيران ستكون علاقة صداقة ومحبة وتعاون، لكن في نفس الوقت هناك من القضايا ما نختلف فيها، هم لهم رأي ونحن لنا رأي».
وبشأن قيام عُمان بالتوسط في الملف النووي الإيراني واختيارها لما أسماه بالاتصالات «غير المعلنة»، قال بن علوي: إن «الطرفين (الإيراني والأميركي) لم يسبق لهما أن التقيا لسنين طويلة وبينهما أيضاً مشكلات مُعقدة وخلافات عميقة، (وبالتالي) فهذه ليست كَمَن نشأ بينه وبين جاره خلاف (بسيط) يمكن التقاؤهم في اجتماع ويَحلُّونه. ليس هذا هو الأمر بالنسبة لأزمة الملف النووي وما حواها، وما كان قبلها وما كان بعدها».
وعما إذا كان ذلك يتعارض مع سياسة النأي بالنفس قال بن علوي إن عُمان ترى سياسة «النأي عن النفس هو أن تكون سلبيّاً وأن يكون حيادك سلبيّاً، لكن نحن لنا مصلحة أساسية وجوهرية في أن نحفظ لهذه المنطقة، التي نحن جزءاً منها، الأمن والاستقرار، وكفى مزيداً من الحروب».
وبشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد رَفَعَت يدها عن الخليج العربي بعد الاتفاق النووي مع إيران على المدَيَيْن المتوسط والبعيد قال بن علوي: إن «العلاقات الثنائية والجماعية مع الولايات المتحدة الأميركية قوية جدّاً وربما أقوى من علاقة الولايات المتحدة مع حلف الناتو»، مشيراً إلى أنه «وفي مرحلة من المراحل، الولايات المتحدة تحتفظ بـ 40 ألف مارينز موجودين في هذه المنطقة لمساعدة دول الخليج على تحقيق الاستقرار».
وعن اتهام عُمان بأنها غضّت الطرف عن تهريب السلاح الذي اتُهِمَت إيران بأنها مرّرته للحوثيين قال بن علوي: «هذا ليس صحيحاً من الأصل. وفي اجتماعات دول مجلس التعاون لم يُطرَح شيء من هذا القبيل، لكننا تحدثنا مع أشقائنا في المملكة، وكذلك مع أصدقائنا الأميركان والبريطانيين الذين لهم دور في هذه المسألة، ووجدنا أن هذا ليس صحيحاً»، مستدركاً القول إن «هناك منتفعين، وهناك مَنْ يكتب تقارير تُقدَّم لمن يُراد أن يؤخذ فيها بأنها صحيحة»، متسائلاً كيف يمكن لـ «صاروخ يُحمّل على شاحنة، ويقطع ألف كيلومتر في عُمان وألفَيْ كيلومتر في اليمن ولا أحد يرصده؟».
العدد 5274 - الإثنين 13 فبراير 2017م الموافق 16 جمادى الأولى 1438هـ