هل تستطيع استثمار 10 دنانير وتربح 100 دينار؟ نعم الكل يستطيع والأفكار موجودة للجميع، ولكن ربما هناك مخاوف وعدم إدراك بعض الأمور مما يجعل الفرد يتردد من الإقدام على استثمار في المشروعات الصغيرة المتناهية في الصغر.

فعلى سبيل المثال، الاستثمار في المحاشي وورق العنب، يمكن شراء الأدوات اللازمة من الأرز والخضراوات والبهارات، بمبلغ العشرة دنانير، ومن ثم عمل المحاشي وطبخها، ومن ثم بيعها، وسيكون ربح هذه العملية بين 10 إلى 15 ديناراً. ومن ثم تكرار هذه العملية مرات عدة إلى أن تصل إلى المبلغ المستهدف 100 دينار.

هناك سؤال مهم، لماذا الأسر المنتجة في القرى التي تستثمر في المحاشي ربحها بسيط جداً إلى الدرجة التي يعزف الكثير عن فكرة الاستثمار في المحاشي؟

هناك أسباب عدة، منها ضعف المعرفة بأسواق الجملة والتجزئة، مثلاً أن الأسرة تشتري علبة ورق العنب بسعر دينارين من السوبر ماركت الذي يبيع بالتجزئة، بينما كان بإمكانها التوجه لسوق الجملة لشراء كارتون أو (سلة) من ورق العنب بسعر دينار، والكمية في الكارتون تعادل تقريباً 10 علب من العلب التي نشتريها من السوبر ماركت، وبالتالي يمكن توفير 90 في المئة.

وكذلك بالنسبة للمحاشي التي تستخدم الفلفل الأحمر والكوسة، فقبل أسبوع كنت في سوق المنامة المركزي، فوجدت في سوق الجملة تباع فلينة الكوسة بسعر 500 فلس، بينما بسعر التجزئة بدينار، وكارتون الفلفل الأحمر زنة 5 كيلوغرامات في الجملة بسعر دينارين ونصف، كان يباع في سوق التجزئة بسعر 5 دنانير، وبالتالي فإن الفارق بين السوقين تصل إلى النصف، وهي أسعار متغيرة بحسب أوضاع السوق ونوعية الخضراوات.

ومن الأسباب عدم إدراك تأثير المواسم ووصول الكميات، فعندما كنت في سوق المنامة المركزي، وجدت سعر كيس فلفل أخضر زنة 20 كيلوغراماً بسعر دينار ونصف، ولكن لو كان في وقت آخر، والإنتاج فيه قليل، فربما تجد سعر الكيلو الواحد ديناراً ونصف الدينار.

ومن بين الأسباب في ضعف ربحية الأسر، عدم قدرتها على التسويق السريع، فإذا استثمرت 10 دنانير في المحاشي، وربحت 100 دينار خلال أسبوع فأنت أنسان ناجح، وأما ربح 100 دينار خلال 3 أشهر فأنت خاسر، فعامل الزمن مهم، ولهذا الأسر التي تعمل في المشاريع المتناهية في الصغر بحاجة إلى برامج تسويقية أكثر من برامج تمويلية.