أكدت رئيسة مجلس علماء الإمارات، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ وقائد الفريق العلمي في المشروع، رئيس قسم علوم الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، سارة الأميري أن أكثر ما يميز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ هو أنه أول بعثة دولية، هدفها توفير الدراسة الشاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي.
وأوضحت الأميري أن البيانات التي سيوفرها المسبار "مسبار الأمل" ستمكن العلماء من رسم صورة واضحة للتغير المناخي على كوكب المريخ بكل مكوناته، مشيرة إلى أن فرصة إطلاق أي مهمة إلى المريخ تنحصر بمرة كل عامين، وبناءً على ذلك يجب إطلاق المشروع في العام 2020، حتى يتم الوصول في العام 2021، تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وعليه لا يمكن تفويت الموعد لأن مدار المريخ يقترب من مدار الأرض مرة كل عامين فقط، مشيرة إلى أن استثمارات الإمارات الحالية المتعلقة بصناعة الفضاء بلغت 20 مليار درهم.
وأضافت الأميري أن جهود الإمارات في إنجاز المهمة ضمن (مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ)، ليست وليدة لحظة ولم تأت من فراغ، فهي نتاج 10 سنوات من العمل الدؤوب والجهود الحثيثة خلف الكواليس، وتابعت "تمكنا من تطوير قمرين اصطناعيين (دبي سات-1)، (دبي سات-2) في مبنى صغير بمنطقة الخوانيج، بإيمان كبير بالقدرة على الإنجاز وبعزيمةٍ وإصرار على النجاح، وحالياً يكمل فريق إماراتي 100 في المئة العمل على تطوير المشروع الثالث (خليفة سات)، الذي بدأ في العام 2013.
وأكدت أن المشروع يركز على تأهيل وتدريب الكوادر المواطنة بحيث يرتفع العدد الحالي من بينهم 30 في المئة من الإناث منهم المهندسون والعلماء، وقالت رئيسة الفريق العلمي لمسبار الأمل، إن الفريق الإماراتي يدرس حالة المريخ على مدار الساعة بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة وكبار العلماء لتكوين صورة واضحة عن الكوكب ومعرفة تغيراته ومناخه وفصوله والطقس الذي يسود فيه.
وأضافت نسعى لأن نكون في صدارة التطور التكنولوجي في المنطقة، ونحن بحاجة لتبادل الخبرات والمعرفة ولذلك، ولنا تعاون علمي وبحثي وشراكات استراتيجية مع ثلاثة مراكز بحثية متخصصة عالمياً في مجال الفضاء، لكن بعض الأشياء لا يتم مشاركتنا بها.
وتستغرق رحلة المسبار إلى المريخ من سبعة إلى تسعة شهور، وعند الاقتراب من المريخ تبدأ عملية توجيه المسبار لإدخاله في مداره، وعندما يستقر المسبار يبدأ بتشغيل الأجهزة وجمع المعلومات والبيانات، ما سيساعد العلماء بعد تحليلها في الإجابة عن أسئلة لم يكونوا ليجيبوا عنها قبل هذه المهمة، الأمر الذي سيساعد على فهم أعمق للتغيرات التي من الممكن أن تطرأ على كوكب الأرض على المدى البعيد، إلى جانب مساعدة العلماء على تقييم بيئات الكواكب الأخرى، التي يمكن أن تتوافر فيها الحياة بناء على غلافها الجوي ومكوناته، في مساهمة علمية مهمة تقدمها دولة الإمارات إلى المعرفة البشرية.