كان عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقدمة مستقبلي رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان لدى وصوله إلى البلاد مساء أمس الأحد (12 فبراير/ شباط 2017) في زيارة لمملكة البحرين بدعوة رسمية من جلالة الملك.
كما كان في الاستقبال رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وبعد استراحة قصيرة بقاعة التشريفات الكبرى بقاعدة الصخير الجوية، توجه موكب جلالة الملك وضيف البلاد، ترافقه كوكبة من خيالة الشرطة إلى قصر الصخير، حيث جرت للرئيس التركي مراسم استقبال رسمية، وعزفت الفرقة الموسيقية السلامين الجمهوري التركي والملكي البحريني.
ثم تفقد جلالة الملك والرئيس رجب طيب أردوغان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.
وعقد حضرة صاحب الجلالة الملك ورئيس جمهورية تركيا اجتماعاً، بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووفدي البلدين حيث تم استعراض أوجه العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقد القى جلالة الملك كلمة قال فيها:
نرحب بكم فخامة الرئيس ضيفًا وأخًا عزيزًا في بلدكم مملكة البحرين التي يكن لكم شعبها كل التقدير و المحبة ، مستذكرين بكل الاعتزاز زياراتنا الثلاث إلى بلدكم الشقيق (2008و 2011و2016)، وزيارتكم لمملكة البحرين (نوفمبر/تشرين الثاني 2005)، والتي شكلت فرصًا ثمينةً و طيبةً للالتقاء بكم والتشاور معكم ودفعت بالعلاقات بين بلدينا و شعبينا إلى آفاق متقدمة و رحبة، ونؤكد في هذه المناسبة العزيزة علينا، أن نجدد دعمنا التام لكم و لحكومتكم الرشيدة في كل خطوات التنمية و التقدم و اجراءات تعزيز الأمن والاستقرار في الجمهورية التركية .
كما تأتي زيارتكم الكريمة في سياق ما تشهده مسارات تعاوننا الثنائي من نشاط طيب ومتين في قطاعات تنموية حيوية ، وبشكل يؤسس لشراكة استراتيجية نموذجية تضع نصب عينيها عمق علاقاتنا التاريخية، والاعتزاز بما يجمعنا ويوحدنا من أواصر أخوة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الجاد.
مقدرين لكم، أخي الرئيس، مواقفكم الداعمة لمملكة البحرين وخصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة، من ارهاب ممنهج وهجمات مغرضة تستهدف بنائنا الحضاري، والتي لن تجد من جانبنا، بعون الله، إلا صلابة الموقف والاصرار والعزم الدائم على حماية قيمنا الانسانية المتحضرة والداعية للسلام والأمن والعدالة والبناء.
وفي مجال التعاون الاقتصادي، نود التشاور في خطوات الاتفاق على بناء جسر الملك حمد بتمويل من القطاع الخاص، وذلك بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية، مؤكدين على التعاون في المجالات التجارية والاستثمارية عن طريق المؤسسات المالية الإسلامية وغيرها، وكذلك بحث إقامة معرض استثماري شامل لرجال الأعمال من الجانبين في مملكة البحرين بمشاركة جميع القطاعات، يروج للفرص الاستثمارية في البلدين.
إن بلدنا يتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري مع بلدكم الشقيق في مختلف المجالات كبرامج التدريب ومشتريات السلاح . هذه بعض الأمور بين بلدينا الشقيقين، وتعلمون أن هناك أمور كثيرة ومجالات واسعة بين بلدينا، شاكرين ومقدرين مرةً أخرى لفخامتكم القيام بهذه الزيارة ، متمنين لكم طيب الإقامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وقد ألقى فخامة الرئيس رجب طيب اردوغان كلمة قال فيها: أخي العزيز أبو سلمان السادة المحترمين أعضاء الوفدين احييكم بكل محبة و احترام و أريد ان اسجل سروري العميق بزيارة مملكة البحرين. و قال إن هذه الزيارة ستفتح آفاقا كبيرة للتعاون القائم بين بلدينا مملكة البحرين و الجمهورية التركية .
وقال انني زرت البحرين عام 2005م عندما كنت رئيسا لمجلس الوزراء، واستضفنا جلالتكم خلال شهر أغسطس/آب الماضي حيث عقدنا عدة اتفاقيات واليوم وخلال هذه الزيارة سنوقع على اتفاقيات جديدة هدفها تطوير العلاقات والتعاون بين البلدين، وانا اعطي اهمية كبيرة للتعاون الثنائي بين البلدين بما تم الاتفاق عليه.
بعد ذلك، عقد جلالة الملك والرئيس رجب طيب أردوغان مباحثات رسمية حيث ألقى حضرة صاحب الجلالة الملك كلمة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ رئيس الجمهورية التركية الشقيقة،
أصحاب السمو،
ضيوفنا الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إنه لمن دواعي سرورنا واعتزازنا أن نلتقي بكم مجدداً في ضيافة بلدكم الثاني، مملكة البحرين، الذي يرحب بكم على الدوام ويسعد بمقدمكم، لما تحمله زيارتكم الميمونة من معانٍ جليّة تؤكد على صلابة علاقاتنا الأخوية، وثبات توجهاتنا، وتنامي مصالحنا المشتركة، بما يعود بالنفع والخير على بلدينا وشعبينا العزيزين.
فخامة الرئيس،
إن جهودكم الحثيثة ومبادراتكم الرائدة في بناء نموذج الدولة التركية الساعية للسلام والتقدم والتسامح والاعتدال، لهي محل تقدير وإعجاب بالنظر إلى ما يشكله ذلك من أهمية كبرى بالنسبة لنا، ولانسجامه مع ما نسعى له على الدوام ونجده سبباً في حفظ استقرار مملكة البحرين ووضوح وثبات علاقاتها ومواقفها، كما هو الحال في تركيا الشقيقة.
ويسرنا بهذه المناسبة الطيبة، وتعبيراً عن مشاعر الامتنان والعرفان التي تكنها لكم مملكة البحرين وأهلها، أن نقلدكم وسام صاحب العظمة عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وهو أرفع وسام يمنح في مملكة البحرين، تقديراً واعتزازاً بجهودكم الجليلة ومواقفكم النبيلة في خدمة ورفعة أمتنا الإسلامية وحماية مكتسباتنا الإنسانية. ولكم منا، في الختام، كل شكر وامتنان لتلبية دعوتنا، فأهلاً وسهلاً بكم وبجميع من رافقكم ضيوفاً أعزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ثم قلد حضرة صاحب الجلالة الرئيس رجب طيب أردوغان وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديراً لدوره في تعزيز العلاقات البحرينية التركية.
بعد ذلك، ألقى الرئيس التركي كلمة مماثلة، هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أبو سلمان
إخوتي الأعزاء
أحييكم بمشاعري القلبية وبكامل المحبة والاحترام خلال الزيارة الرسمية التي قمتم بها إلى بلادنا في شهر أغسطس/ آب الماضي لقد وقفتم إلى جانبنا في أصعب أيامنا وشغلتم مكاناً عزيزاً في قلوبنا.
وها أنا أزور اليوم هذه الأرض الصديقة مع وفد يرافقني وأنتم تشرفوننا بوسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حيث هي أسمى الأوسمة في البحرين.
إني استلم هذا الوسام كرمز للأخوة بين دولتي تركيا والبحرين وأخوة الشعبين التركي والبحريني.
وأتضرع إلى الله عز وجل أن يجعل من إخوتنا وصداقتنا أخوة باقية ومن تعاوننا دائماً.
إني أشعر بسعادة كبيرة جراء رؤية نفس الإرادة والعزيمة لديكم أيضاً ومثلما أفاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث النبوي الشريف فإن المسلمين إخوة كالبنيان المرصوص.
إن شاء الله ستتواصل الأخوة التركية البحرينية وستعزز لتغطي جذورها كافة المجالات الأخرى أيضاً.
إن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب البحرين في السراء والضراء.
إنني أؤمن بأننا سنعمل معاً من أجل استقرار منطقتنا وأمنها ومستقبلها.
بهذه المشاعر الطيبة أتقدم إليكم بالشكر على ما أبديتموه لنا من كرم الضيافة وحسن الاستقبال وأعرب عن فائق احترامي لجميع الإخوة في البحرين.
سأحتفظ بهذه الميدالية دائماً حيث لها مكانة مرموقة في تاريخنا المشترك.
دمتم بخير والله يكون في عوننا.
عقب ذلك، وبحضور عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، جرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين، كالتالي:
* مذكرة تفاهم بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية حول الإعفاء المتبادل من رسوم التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية.
مملكة البحرين: وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
جمهورية تركيا: وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
* مذكرة تفاهم بين وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين ومجلس التعليم العالي في جمهورية تركيا بشأن التعاون في مجال التعليم العالي.
مملكة البحرين: وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي.
جمهورية تركيا: وزير الاقتصاد نهاد زييكجي.
* البرنامج التنفيذي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية للتعاون في مجال التربية والتعليم 2017/2019.
مملكة البحرين: وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي.
جمهورية تركيا: وزير الطاقة التركي براءت اليبرق.
* مذكرة تفاهم بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التركية للتعاون في مجال الصناعة العسكرية.
مملكة البحرين: وزير شئون الدفاع اللواء الركن يوسف أحمد الجلاهمة.
جمهورية تركيا: وزير الدفاع الوطني فكري إيشق.
وقد بارك الملك والرئيس التركي التوقيع على هذه الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي ستشكل نقطة انطلاقة جديدة لتعزيز مسيرة التعاون البحريني التركي على المستويات كافة.
وقد أقام حضرة صاحب الجلالة الملك مأدبة عشاء تكريماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والوفد المرافق.
وقال جلالته إن اللقاء بفخامة الرئيس التركي فرصة طيبة للتشاور وتبادل الأفكار حول مسار علاقات بلدينا الأخوية المتنامية على مختلف الأصعدة والوصول بها إلى آفاق أرحب تعم فائدتها على البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف جلالته لقد أجرينا مباحثات بناءة ومثمرة مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان وذلك في إطار تنسيق المواقف والرؤى بين البلدين حول كافة التطورات الجارية إقليميا ودوليًا لاسيما في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة، ولما للبلدين من دور مهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
وعكست المباحثات الرغبة القوية للرقي بالعلاقات الأخوية بما يعزز مصالحنا المشتركة، والسعي الجاد للتوصل إلى السبل الكفيلة بحل المشكلات والأزمات التي تموج بالمنطقة لتكون في وضع أقوى وأكثر استقرارا.
وأكد جلالته أن لدينا قناعة تامة أن حجم الطموحات التي نريدها لشعبينا وجسامة التحديات التي تحدق بمنطقتنا وسرعة التغيرات التي تمرّ بعالمنا توجب علينا تنمية العلاقات الثنائية وتضافر كافة الجهود وتعزيز التعاون بين جميع الدول وخاصة مع بلد شقيق ومؤثر وذو دور محوري هام في المنطقة كتركيا، للوصول لمرحلة تحفظ لدولنا ولجمع دول المنطقة وحدتها وسلامتها وتنعم فيها شعوبها بالتنمية والرخاء.
وقد أعرب حضرة صاحب الجلالة عن بالغ اعتزازه وسعادته بزيارة رئيس الجمهورية التركية فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحل ضيفًا عزيزًا على مملكة البحرين في زيارة ميمونة تكتسب أهمية خاصة لما يربط بين مملكة البحرين والجمهورية التركية من علاقات قوية راسخة، ولما يمتلكه البلدان من إرادة مشتركة لتوسيع مجالات التعاون وفتح أفق أوسع للعلاقات.
وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة.
العدد 5273 - الأحد 12 فبراير 2017م الموافق 15 جمادى الأولى 1438هـ