انطلقت صباح اليوم الأحد (12 فبراير/ شباط 2017) فعاليات المؤتمر السنوي الثامن لطلبة الدكتوراه، بمشاركة لفيف من الأساتذة الأكاديميين والمختصين من الجامعة الأهلية وجامعة "برونيل لندن" البريطانية إلى جانب طلبة برنامج الدكتوراه الذي تقدمه الجامعة الأهلية بالتعاون مع جامعة "برونيل لندن".
ويشارك 14 باحثاً بأوراق بحثية ضمن فعاليات المؤتمر، الذي يعتبر ملتقى سنويا للباحثين لتقديم نتائج أبحاثهم ومناقشتها بما يثري تلك الأبحاث ويساعد على نمائها.
وافتتحت فعاليات المؤتمر بكلمة لراعي المؤتمر عبدالله يوسف الحواج، أكد فيها أهمية البحث العلمي في مملكة البحرين وعموم المنطقة، مبدياً ثقته بقدرة الدارسين والباحثين البحرينيين والخليجيين على المساهمة الفعالة في مسيرة العلم والمعرفة، لا على مستوى الخليج والشرق الأوسط وحسب، وإنما على مستوى العالم أجمع.
وقال الحواج: إن الجامعة الأهلية وبفضل دعم ورعاية القيادة الحكيمة وتعاون مجلس التعليم العالي استطاعت أن تحقق النجاح المنشود لبرنامج الدكتوراه المشترك مع جامعة برونيل لندن البريطانية، حيث خرجت 45 باحثا بدرجة الدكتوراه يشغلون أرقى المواقع القيادية في العديد من الوزارات والشركات والمؤسسات، في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن العائد الوحيد للجامعة الأهلية من وراء برنامج الدكتوراه هو الاستثمار في البحث العلمي، وهي مسئولية وطنية في مفهوم واستراتيجيات الجامعة الأهلية، لذلك اعتنت الجامعة بأن يكون أكثر من 50 في المئة من الباحثين الملتحقين بالبرنامج هم من المواطنين البحرينيين، وأن يكون أكثر من 50 في المئة من النساء، وأن يستوعب البرنامج جميع الراغبين من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي في استكمال دراساتهم العليا في مرحلة الدكتوراه من خلال هذا البرنامج الذي حظي بإشادة ليس محليا فقط وانما اقليميا وعالميا باعتباره نقلة مهمة في مجال البحث العلمي.
وأضاف "حقيقة وليس من باب المجاملة أثمر هذا البرنامج طوال عقد من الزمان بحوثاً ودراسات تقدم حلولا للعديد من القضايا والمشكلات المحلية والاقليمية والعالمية، وهو الهدف المنشود منه. فليس هناك أكثر خدمة للانسانية والمستقبل وحياة الإنسان من البحث العلمي".
ونوه إلى أن المؤتمر في نسخته الثامنة يؤكد أولوية البحث العلمي في استراتيجيات الجامعة الأهلية، مشيرا إلى أن الجامعة تتجاوز فيما تصرفه في مجال البحث العلمي النسبة المقررة من مجلس التعليم العالي والبالغة 3 في المئة من صافي دخل كل مؤسسة من مؤسسات التعليم العالي، وهو انجاز تفتخر به الجامعة ومنتسبوها.
ودعا الحواج في كلمته إلى شراكة مجتمعية أكبر في دعم البحث العلمي في مملكة البحرين، مذكرا بأن الانجازات الحضارية للعرب والمسلمين قديما كانت تقود قطار الحضارة الانسانية حين كان الاهتمام بالبحث العلمي منتشرا بين العلماء والنخب في تلك الحقبة التاريخية.
إلى ذلك، أكد رئيس الجامعة منصور العالي نجاح الجامعة الأهلية وباحثيها في انجاز أكثر من 100 بحث علمي رصين في العام 2016، وحصولها على المرتبة الثانية بعد جامعة البحرين في مجال البحث العلمي؛ استنادا إلى مؤشرات أداء دولية.
وأوضح أن سر تقدم المجتمعات هو البحث العلمي، وأن الجامعة الأهلية، في سبيل تعزيز هذا الجانب لدى أساتذتها وطلابها، شكلت لجنة مختصة بكلية الدراسات العليا والبحوث لدراسة طلبات دعم البحوث التي يتقدم بها الأساتذة والطلبة لتقدير أهميتها ومردودها الايجابي على المجتمع، واتخاذ قرار الدعم لها بشكل علمي ومدروس.
وقال إن برنامج الدكتوراه يحظى باهتمام خاص في الجامعة الأهلية، بوصفه إضافة نوعية ليس للجامعة فحسب ،وإنما للبحرين ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، حيث إن البرنامج يخدم هذه المنطقة بشكل عام، ويقوم على شراكة بين الجامعة الأهلية وجامعة برونيل لندن البريطانية، وليست شراكة بين تابع ومتبوع، كما قد يكون في تصور بعض الناس.
من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى مملكة البحرين سايمون مارتن متانة العلاقات التاريخية الاستراتيجية بين مملكة البحرين والمملكة المتحدة، والتي يمتد عمرها إلى أكثر من 200 عام، فيما عززتها زيارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث اتفق البلدان خلال هذه الزيارة على زيادة مساحة التعاون والشراكة بين البلدين.
وأشاد السفير البريطاني بالتعاون الثنائي بين الجامعة الأهلية وجامعة برونيل لندن البريطانية في تدريس برنامج الدكتوراه والاشتراك في أنشطة البحث العلمي، منوها إلى أن السفارة تقدم كل الدعم والمساندة لهذا التعاون العلمي والبحثي الرائع، وتطمح إلى زيادة وتيرته، وخصوصا أن هذا البرنامج لا يخدم مواطني ومقيمي مملكة البحرين فحسب، وإنما يخدم جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقدم جيمز نولز، من جامعة برونيل لندن، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ورقة حول فن رسم خرائط البحوث العلمية الناجحة، تحدث فيها حول نشأة البحث العلمي وتاريخه، وتطوره في القرن العشرين، ليمثل هذا الميدان الرافعة الرئيسة للتطور والتنمية والازدهار في مختلف العلوم والمجالات الانتاجية والمعرفية.
كما قدم 9 باحثين أوراقهم البحثية تحت 3 محاور أساسية، هي: إدارة التعليم، والتكنولوجيا والمجتمع، وصحة المجتمع، فيما يستعد خمسة آخرون لتقديم أوراقهم العلمية يوم غد (الاثنين) ضمن فعاليات المؤتمر، تعقبها الجلسة الختامية، والتي من المتوقع أن يكرم فيها صاحب أحسن ورقة بحثية، وصاحب أفضل تقديم للورقة العلمية.
وتتعاون الجامعة الأهلية مع جامعة برونيل لندن البريطانية في تقديم برنامج الدكتوراه المشترك بشكل فريد من نوعه، إذ يسهل على المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي تحقيق طموحاتهم في الارتقاء بمؤهلاتهم من دون الحاجة إلى الإقامة في المملكة المتحدة.
ويشمل البرنامج عدداً من المتطلبات الضرورية، وكذلك الارشادات اللازمة عن طريق الإشراف وإعداد أطروحة الدكتوراه.
وتعد هذه الخطوة من الخطوات الرائدة التي تسعى إليها الجامعة الأهلية بهدف تأكيد دور مملكة البحرين الحضاري والثقافي، وجعلها مركزاً للعلوم والثقافة والتكنولوجيا في المنطقة، فيما يعد الطالب في حال التحاقه بهذا البرنامج مسجلا في جامعة برونيل لندن البريطانية، وله كل الامتيازات والحقوق التي يحظى بها الطلاب في برونيل لندن نفسها، كما يشرف على كل طالب مشرفان، أحدهما في الجامعة الأهلية والآخر في جامعة برونيل لندن.