قدم الوزير الأول لولاية كيرلا بجمهورية الهند، بيناراي فيجاين، عرضا شاملاً لعدد من الفرص الاستثمارية، التي يمكن الاستفادة منها في ولاية كيرلا الهندية، وعلى رأسها التكنولوجيا والخدمات الصحية والتعليمية والصناعات الغذائية والزراعية.
جاء ذلك خلال كلمته أمام منتدى البحرين – كيرلا للأعمال الذي أٌقيم بفندق فورسيزونز خليج البحرين اليوم السبت (11 فبراير/ شباط 2017)، بتنظيم من مجلس التنمية الاقتصادية، على هامش الزيارة التي يقوم بها الوزير الأول لولاية كيرلا بدعوة كريمة من ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال من مملكة البحرين وجمهورية الهند.
وفي بداية كلمته؛ رفع الوزير الاول لولاية كيرلا خاص تحياته وتقديره إلى القيادة في مملكة البحرين، وعلى رأسها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان ال خليفة، وولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، على حسن الضيافة والاستقبال.
كما نقل الوزير الأول تحيات شعب كيرلا الى القيادة والشعب البحريني، مشيداً بالعلاقات التاريخية بين الجانبين، والتي ما فتئت تنمو يوما بعد يوم بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، وبدعم ومساندة من رجال الأعمال في الجانبين نتيجة الفرص الكثيرة المتاحة، مشيراً إلى ان أبناء ولاية كيرلا في البحرين يمثلون ما يقرب من 60% من أبناء الجالية الهندية.
وعرض الوزير الأول عدداً من الفرص الاستثمارية في ولاية كيرلا الهندية، والتي تعد من أسرع الولايات تطوراً من حيث التنمية البشرية ونمو مختلف القطاعات، وعلى رأسها القطاع التكنولوجي، وهو ما يعد فرصة ثمينة للمستثمرين لاستغلال هذا التطور من خلال الاسثمار في قطاعات الاتصالات والصناعة التكنولوجية.
وأشار الوزير الأول إلى وجود فرص استثمارية كبيرة في قطاعات أخرى مثل الصحة والسياحة والصناعة والأغذية والزراعة والطاقة، حيث تتوفر الولاية على بنى تحتية كبيرة وفرص كبيرة للاستثمار في هذه القطاعات.
واختتم الوزير الأول في ولاية كيرلا كلمته بالاشادة بالتطور الكبير الذي شهدته مملكة البحرين في مختلف المجالات، وعلى رأسها البنى التحتية وتطوير القوانين المتعلقة بالاستثمار.
وفي كلمته أمام المنتدى، رحب وزير الصناعة والتجارة والسياحة، زايد بن راشد الزياني، بزيارة الوزير الأول في كيرلا، ونقل تحيات القيادة الرشيدة الى المشاركين في المنتدى، مؤكداً عمق العلاقة بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، خصوصا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، خصوصا مع ولاية كيرلا، والتي تشهد معدل نمو مرتفع في دخل الفرد والتعليم والتنمية البشرية.
وأشار وزير الصناعة والتجارة والسياحة إلى أن البحرين ومنذ بداية الالفية نجحت البحرين في تنويع مصادر الدخل الوطني، حيث شكلت القطاعات غير النفطية أكثر من 80% من الناتج المحلي.
وأوضح الوزير ان الحكومة البحرينية أطلقت العديد من المبادرات التي تساهم في جلب الاستثمارات الخارجية، من خلال تسهيل عمليات التسجيل وتخفيض الحد الادنى من رأس المال لبعض القطاعات، إلى جانب العناية بالنواحي القانونية والتشريعية، التي ستساهم في فتح المجال لمزيد من رجال الأعمال للاستفادة من الفرص المتاحة والانطلاق بمشاريعهم من مملكة البحرين.
واختتم الوزير باستعراض أهم الفرص الاستثمارية بين الجانبين، خصوصا في القطاعات الطبية والتعليمية والسياحية والصناعة، وهي من القطاعات الواعدة والتي ستعود بالفائدة على الجانبين.
واستعرض رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، خالد المؤيد، في كلمته أمام المنتدى تاريخ العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجمهورية الهندية، والتي وصلت إلى مليار دولار سنويا، وهو ما يؤشر إلى أهمية الهند كأحد أكبر الأسواق في المنطقة، الى جانب وجود فرص استثمارية كبيرة فيها في عدد من القطاعات، خصوصا قطاع الانشاء والهندسة.
وأشاد المؤيد بالعلاقات الحميمة بين رجال الاعمال من الجانبين، والتي بنيت على روابط تاريخية بين الشعبين، خصوصا في ولاية كيرلا نتيجة المساهمات المهمة التي يقوم بها رجال الاعمال في الاقتصادي البحرين، حيث تتمتع البحرين بالعديد من الفرص الكبيرة التي بالامكان الاستفادة منها لتعزيز تواجدهم والانطلاق الى اسواق المنطقة.
وفي كلمته أمام المنتدى، أعرب رئيس مجلس إدارة مجموعة لولو، يوسف علي، عن خالص شكره وتقدير لمجلس التنمية الاقتصادية والذي اتاح الفرصة اليوم للقاء رجال الاعمال البحرينيين مع نظرائهم من الهند، وعلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها المجلس لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين الصديقين.
واعتبر علي أن هذا المنتدى، والمتزامن مع زيارة الوزير الاول لولاية كيرلا، بيناراي فيجاين، يضيف بعداً جديداً على العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البحرين والهند.
واختتم يوسف علي حديثه بالإشارة إلى أن مجموعة لولو ستقوم قريبا بتدشين عدد من المشروعات الكبيرة في مملكة البحرين، وذلك في إطار السعي لزيادة حجم اعمال المجموعة، وهو ما يأتي انعكاسا للتطورات النوعية في العلاقات التجارية بين البلدين.
من جانبه؛ استعرض السفير الهندي في البحرين، الوك كومار، العلاقة بين البلدين منذ القدم، والتي تمتد إلى تاريخ دلمون القديمة، مشيداً بالتطور الكبير الذي تشهده هذه العلاقات عاما بعد عام، بدعم ومساندة من القيادة الرشيدة، والتي وصلت اليوم إلى حجم تجارة تجاوز مليار دولار سنوياً.
واستعرض السفير الهندي في المنامة، عددا من المؤشرات الاقتصادية لبلاده، مشيراً إلى ان الهند تعتبر من أسرع الاقتصاديات نمواً في المنطقة وتتمتع بفرص استثمارية كبيرة في مختلف المجالات؛ الصحية والتكنولوجية والصناعة.
بعد ذلك اقيمت الندوة الرئيسية في المنتدى بمشاركة عدد من رجال الاعمال البحرينيين والهنود، حيث تم طرح العديد من الافكار التي من شأنها تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين، وكيفية الاستفادة من الفرص الاستثمارية واقامة المشاريع المشتركة بين رجال الاعمال.
وسلط المنتدى الضوء على ما تتميز به البحرين من بيئة أعمال منفتحة وبنية تحتية قوية ومنظومة تشريعية متطورة إلى جانب القوى العاملة الكفؤة التي تشكل خيارا استراتيجياً جاذباً للاستثمارات الى جانب كون البحرين بوابة مثالية للعمل في أسواق دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة.
جدير بالذكر أن البحرين تتمتع بعلاقات تجارية واقتصادية قديمة مع الهند، إذ بلغ حجم التجارة بين البلدين في 2015 ما يزيد عن 250 مليون دينار بحريني، حيث تشمل الواردات الهندية إلى البحرين المنتجات الزراعية والأنسجة والأقمشة والخامات المعدنية، إلى جانب منتجات المطاط والبلاستيك والمعدات الكهربائية والميكانيكية، في حين تصدر البحرين إلى الهند المواد المعدنية الخام والمعادن والمواد الكيميائية ومنتجات الأخشاب ومنتجات البلاستيكية والمطاط.