العدد 5271 - الجمعة 10 فبراير 2017م الموافق 13 جمادى الأولى 1438هـ

رئيس وزراء بوتان: التوازن في التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحفاظ على بيئة مستدامة لتحقيق السعادة

أشاد بتوجه دولة الإمارات لعقد الحوار العالمي للسعادة...

الوسط - المحرر الدولي 

تحديث: 12 مايو 2017

أكد رئيس وزراء مملكة بوتان تشيرينغ توبغاي أن تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وتنمية الثقافة والعلاقات والاجتماعية والحفاظ على استدامة البيئة وترشيد استهلاك الموارد تشكل أبرز سمات تجربة بلاده في بناء مجتمع سعيد ومستقر.

جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس وزراء بوتان أمام المشاركين في الحوار العالمي للسعادة، المنعقد في إطار فعاليات القمة العالمية للحكومات، استعرض فيها تجربة بلاده في اعتماد "مؤشر الناتج الإجمالي القومي للسعادة، في بناء دولة سعيدة ومستقرة، وفق بيان صحافي اليوم السبت (11 فبراير/ شباط 2017).

وأشاد توبغاي بتجربة دولة الإمارات معتبراً أنها المكان الأنسب لحوار السعادة، ومقتبساً تصريحاً لنائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يؤكد فيه أن تحقيق السعادة هدف الحكومات وسياساتها وجوهر عملها.

وفي إشارة إلى زيارة وزيرة الدولة للسعادة الاماراتية عهود بنت خلفان الرومي إلى مملكة بوتان، قال توبغاي: "لقد كنت سعيداً بزيارة معاليها التي تستحق أن تكون سفيرة عالمية للسعادة".

وأوضح أن الحكومات المسؤولة هي التي تضع سعادة مواطنيها على رأس سلم الأولويات، لأهميتها في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. وقال: "إنه منذ تأسيس بوتان قبل 400 عام، شكلت سعادة المواطنين المبدأ الأساسي والمبرر الوحيد لوجود الحكومات، وقال: "بلدنا متواضع في موارده وفي ناتجه الوطني، لكنه استثنائي بقيادته التي تعتبر ناتج السعادة الإجمالي، اهم بكثير من الناتج الإجمالي الوطني التقليدي"، لأنه يبعد الحكومات عن كل ما لا يتفق مع مصلحة الاستدامة، ويشكل محركا لعجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ولفت إلى أن ناتج السعادة الإجمالي يعتمد عدة معايير لتقييم السياسات والبرامج الحكومية والخاصة، من أهمها، التنمية الاقتصادية العادلة، حماية الثقافة الوطنية، الحوكمة الرشيدة، مشيرا إلى أن بوتان اعتمدت كافة شروط السعادة وآليات تنفيذها في وضع أحكامها الدستورية.

وأشار توبغاي إلى أن مؤشر ناتج السعادة الإجمالي، يشمل عدة مجالات، أهمها، مستوى المعيشة والصحة والتعليم، والبيئة والحوكمة، الرخاء العقلي والمرونة الثقافية، حيوية المجتمع وجودة استغلال الوقت، وقال إن بلاده كلفت لجنة من المسؤولين والمختصين لرئاسة مؤشر السعادة تحت مسؤوليته مباشرة، ولديها صلاحيات كاملة برفض أو قبول أي من السياسات والقرارات الحكومية بعد إخضاعها لمعايير ومقاييس مؤشر السعادة، وتعديل القرارات والتوجيهات مهما كان مصدرها لتكون أكثر ملائمةً لشروط السعادة".

وشدد على أن مؤشر السعادة يوفر للحكومات قاعدة واسعة من البيانات والمعلومات اللازمة لقياس مدى تأثير سياساتهم على سعادة المواطنين، لذا يجب أن ينال القائمون على لجنة متابعة المؤشر تدريباً كافياً لتكون قراراتهم أكثر واقعية ومنطقية.

وختم "توبكاي" كلمته بجملة استلهمها من النشيد الوطني لمملكة بوتان، حيث قال: "لتشع شمس السلام والسعادة على كل شعوب العالم في كل الوقت وفي كل مكان".

الحوار العالمي للسعادة

يجمع الحوار العالمي للسعادة أكثر من 300 من العلماء والمختصين والخبراء وصناع القرار لبحث سبل التأسيس لحوار مستمر وبناء يهدف إلى تشكيل توجهات عالمية جديدة تركز على تحقيق السعادة لشعوب العالم، وتبنيها كإطار جديد للتنمية.

ويعقد الحوار العالمي للسعادة ضمن الفعاليات الرئيسة للقمة العالمية للحكومات التي تعقد في دورتها الخامسة، خلال الفترة من 12 – 14 فبراير، ويركز على سبل إسعاد أكثر من 7 مليارات إنسان حول العالم من خلال طرح 10 مواضيع رئيسية ضمن 4 محاور هي: دور الحكومات في تحقيق السعادة والرفاه، وعلم السعادة، وتصميم واعتماد سياسات السعادة والرفاه، وقياس السعادة"، ما يمثل إضافة نوعية لأعمال القمة العالمية للحكومات.

ويجمع الحوار العالمي للسعادة علماء ومتخصصين وخبراء وممثلي منظمات دولية لمناقشة المحاور الرئيسية التي تؤثر على سعادة الشعوب ورفاهيتها، ومن بينها الحكومات والسياسات العامة، والإجراءات الفاعلة لتحقيق السعادة، ويستعرض أحدث البحوث والأعمال العلمية الصادرة حول السعادة والرفاه.

بوتان مملكة السعادة

وتقع مملكة "بوتان" الذي يبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة، وتعتبر من البلدان النامية متواضعة الموارد، وتتبنى "ناتج السعادة الإجمالي" لقياس الأثر الإنساني للتنمية.

وكان جيغمي سينغهي وانغشاك الملك الرابع "لبوتان" اول من استخدم مصطلح ناتج السعادة الإجمالي. وفي عام 2006، صنفت مجلة بيزنس ويك المملكة أسعد بلد في آسيا وثامن أسعد بلدان العالم، استناداً لمسح عالمي أجرته جامعة ليستر يسمى "خريطة السعادة في العالم".

وبالرغم من تواضع الناتج المحلي الإجمالي لمملكة "بوتان" إلا أن كافة مواطنيها يتمتعون برعاية صحية مجانية وتعليم أساسي مجاني بالإضافة إلى تغطية نفقات الدراسة الجامعية للطلبة الموهوبين، ويقول المسؤولون الحكوميون في "توباي" أن هذه الرعاية مكافأة للمواطنين الذين يستخدمون مواردهم بحكمة وذكاء.

وتعتمد "بوتان" في ناتجها المحلي بشكل أساسي على الزراعة والسياحة وبيع الطاقة الكهرومائية للهند. وتنتج قرابة 2 مليون طن سنوياً من ثاني أكسيد الكربون وتسعى إلى تخفيف الانبعاثات الكربونية في قطاعاتها الحيوية تنفيذاً للوعد الذي قطعته بوتان على نفسها في قمة 2009 للمناخ بالبقاء محايدة كربونياً.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً