بعد أن أعلنت وزارة الأوقاف المصرية تعيين 144 امرأة بوظيفة واعظة للعمل بالمساجد، في قرار يعتبر هو الأول من نوعه الذي يمنح المرأة تلك الوظيفة داخل المساجد المصرية، ترددت تساؤلات حول طبيعة الدور الذي سيؤديهن داخل المساجد المصرية، وما هدف وزارة الأوقاف من تلك الخطوة التي أثارت جدلاً مجتمعياً بمصر في الأيام الأخيرة ، وفق ما قالت صحيفة الراي الكويتية اليوم السبت (11 فبراير/ شباط 2016).
رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف ، والمشرف على اللجنة التي قامت باختيار الواعظات جابر طايع يوسف ، يقول إن تعيين 144 داعية أو واعظة في المساجد والجامعات، هو خطوة أولى لتنشيط العمل النسائي الدعوي والدفع بالنساء بقوة في مجال الدعوة، مشيراً إلى أنه سيتم توزيع الداعيات على محافظات مصر المختلفة، خصوصاً وبشكل مبدئي في المساجد الكبرى.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ «هافينغتون بوست عربي»، أن وزارة الأوقاف المصرية رأت أن هناك ضرورة في الوقت الحالي لتعيين عناصر نسائية في المساجد؛ نظراً لحاجة المرأة في المجتمع المصري لتعلم أمور دينها على أيدي متخصصات؛ إذ إن هناك أموراً لا بد أن تُطرح على النساء خاصة في الأمور الفقهية والاستشارات النسائية.
وأكد أن هذه هي التجربة الأولى بهذا الشكل الكامل الذي يتم فيه تعيين سيدات في وظيفة واعظة، تكون مهمتها إعطاء ندوات ومحاضرات في المساجد للسيدات، مشيراً إلى أنه كانت هناك تجربة واحدة عام 1996 حين تم تعيين 19 سيدة في وظيفة مرشدة، وكانت مهمتها فقط الإجابة عن التساؤلات الفقهية للسيدات.
لكن يوسف شدد على أن هذه التجربة تختلف، حيث «ستقوم السيدات بكل ما يقوم به الدعاة الرجال على المنبر، لكن في خدمة السيدات وبأماكن السيدات، وسيتم تحديد يومين أسبوعياً للواعظات لإلقاء محاضرات ودرورس دينية في موضوعات مختلفة تخص المرأة والمجتمع والتربية الدينية وغير ذلك، إلى جانب الدروس الفقهية».
وأضاف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية، أنه يتم في هذه الفترة إنهاء إجراءات تعيين الواعظات وتوزيعهن على المساجد المختلفة؛ تمهيداً لبدء العمل الخاص بهن قريباً، وأنه سيتم تكرار التجربة قريباً وباستمرار لتصل إلى الأنحاء كافة في مصر.
وأشار يوسف إلى أن اللجنة اشترطت لمن تريد الالتحاق بوظيفة «الواعظة النسائية»، أن تكون حاصلة على مؤهل أزهري خاص بالدعوة، موضحاً أنهن سيحصلن على دورات تدريبية في التواصل مع الجمهور وعلى الإلقاء والعمل الدعوي قبل بداية العمل.
من ناحيته، صرح ، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة سيد عبد المعبود ، بأن وزير الأوقاف المصري قد اعتمد أوراق الواعظات وعددهن 144 واعظة من خريجي الكليات الشرعية بجامعة الأزهر «الشريعة والقانون» و«أصول الدين» و«الدراسات الإنسانية» و«اللغة العربية»، وهي كليات تختص بعلوم الدين في الأزهر، وتم توزيعهن على مستوى المحافظات.
وأوضح في بيان صحافي له، أنه سيبدأ عمل الداعيات بدءاً من مارس المقبل؛ لكي يقمن بإلقاء الدروس الدينية والرد على التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة في جميع النواحي الفقهية، لافتاً إلى أنه سيتم الاتصال بقسم الفتاوى التابع للوزارة لمن تريد المساعدة في تفسير الفتوى.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف المصرية، إلى أن الواعظات سيتم تدريبهن من خلال عقد دورات تدريبية لهن على يد كبار علماء الأوقاف؛ لتأهيلهن للعمل الدعوي على أعلى مستوى، بمقابل مكافأة تقدر 120 جنيهاً شهرياً.