(كلمة بمناسبة اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم الموافق 11 فبراير/ شباط العام 2017)
يُعدّ اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم لهذا العام فرصة نستطيع جميعاً اغتنامها للتعبير عن تأييدنا لتعزيز دور الفتيات والنساء في ميدان العلوم.
فمازالت الفتيات يواجهن الصور النمطية والقيود الاجتماعية والثقافية التي تحدّ من إمكانية انتفاعهن بفرص التعليم وتمويل البحوث، وتحول دون مزاولتهن المهن العلمية ودون تمكنهن من الانتفاع بكامل إمكاناﺗﻬن. وما زالت النساء أقلية في مجال البحث العلمي واتخاذ القرارات الخاصة بالعلوم. ويلقي هذا الأمر بظلاله على كل الجهود والمساعي الرامية إلى تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس بشأن تغيّر المناخ- وكلاهما يبرز الدور الرئيسي للمساواة بين الجنسين والدور الرئيسي للعلوم.
وتتحمل الفتيات والنساء في الوقت ذاته العبء الأكبر للفقر وانعدام المساواة، إذ تُعدّ الفتيات والنساء أشدّ الناس تضررا من تغيّر المناخ ومن المخاطر الأخرى، ومنها الكوارث الطبيعية. وتُعدّ الفتيات والنساء القاطنات في المناطق الريفية والمحرومة أشدّ الفتيات والنساء تضرراً من تلك المخاطر والكوارث.
ويجب أن يبدأ التقدم الكبير المنشود بضمان حقوق المرأة وصون كرامتها عن طريق تعزيز قدرﺗﻬا على الإبداع والابتكار. وقد جرى تبليغ هذه الرسالة خلال الدورتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. فلا تستطيع البشرية تجاهل نصف طاقتها الإبداعية.
ويجب تمكين الفتيات والنساء من الاضطلاع بكل المسئوليات في جميع مستويات التعلّم والبحث، ومنها المسئوليات الإدارية والتعليمية، في كافة الميادين العلمية. وهذا هو الهدف الذي يستند إليه البيان الذي أصدرته اليونسكو ومؤسسة لوريال في العام الماضي بشأن النساء في ميدان العلوم من أجل إشراك الحكومات وسائر الأطراف المعنية في الترويج لمشاركة الفتيات والنساء في العلوم على أكمل وجه. ويجب علينا إلهام الفتيات والشابات عن طريق إتاحة فرص التوجيه الوظيفي للشابات المتخصصات في العلوم لمساعدﺗﻬن على التقدم الوظيفي.
ويجب علينا أيضاً تعزيز التوعية بشأن عمل النساء المتخصصات في العلوم عن طريق تمكينهن من الانتفاع بفرص مماثلة لفرص الرجال فيما يخص المشاركة والاضطلاع بأدوار ريادية في مجموعة كبيرة من الهيئات والأنشطة العلمية الرفيعة المستوى. فلا غنىً للعالم عن العلوم، ولا غنىً للعلوم عن النساء. وإننا لندعو الجميع إلى التوقيع على بيان اليونسكو ومؤسسة لوريال (http://www.forwomeninscience.com/ar/manifesto)، إذ نستطيع معاً إحداث التغيير المنشود.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5271 - الجمعة 10 فبراير 2017م الموافق 13 جمادى الأولى 1438هـ