العدد 59 - الأحد 03 نوفمبر 2002م الموافق 27 شعبان 1423هـ

قراءة في تاريخ الحركة الكشفية في البحرين

المنامة - محرر الشئون الشبابية 

03 نوفمبر 2002

الحركة الكشفية هي حركة تربوية للشباب والفتية ذات طابع تطوعي غير سياسي مفتوحة للجميع من دون تمييز للجنس أو اللون أو العقيدة تهدف إلى المساهمة في تنمية مهارات الفتية والشباب عقليا وروحيا واجتماعيا وبدنيا بما يكفل خلق قيادات تتسلم الراية والمناصب في المجتمع مستقبلا محليا وإقليميا وعالميا. وتعتمد الحركة الكشفية على القيام بالواجب تجاه الله ثم الوطن، والقيام بالواجب تجاه الناس والنفس، والعمل بقانون المرشدين والكشافة الذي يكفل تحقيق الأهداف المرجوة من الحركة.
بدأت الحركة الكشفية في إنجلترا سنة 7091م، أسسها اللورد روبرت ستيفن ستان بادن باور (الشهير بالورد ب)
وذلك لمساعدة الجيش الإنجليزي في الحرب العالمية الأولى، بدأ تكوين فرق من المتطوعين لمساعدة الجيش على نقل المؤن والإسعافات الأولية ومساعدة المدنيين.
وفي سنة 4191 بدأت ليدي بادن باور وهي أخت المؤسس في التطوع هي ورفيقتها بالاشتراك في هذه المساعدات.
وفي العام نفسه بدأت الكشافة في العالم العربي في مصر سنة 4191م ، ولحقتها المرشدات بعد 11 عاما، تحديدا العام 5291م.
وفي العام 6691م عقد أول مؤتمر عربي للمرشدات كان في ليبيا، وكان ينعقد كل سنتين، والدول المسجلة في المكتب العربي للمرشدات بعضوية كاملة هي الأردن، البحرين، الجزائر، السودان، العراق، الكويت، المغرب، اليمن، تونس، الإمارات، سورية سلطنة عمان، فلسطين، لبنان، ليبيا، مصر.
وتعتبر دولة البحرين من أول البلدان العربية التي بدأت فيها الحركة الكشفية فتأسيسها يرجع إلى العام 7291 عندما أنشئت فرقة كشفية بمدرسة (الغربية سابقا) أبو بكر الصديق (حاليا) ثم امتدت إلى مدينة المحرق بمدرسة الهداية الخليفية فبعض المدارس في العام 6391 تقريبا. إلا أن الحركة الكشفية لم تستمر طويلا وذلك لعودة قادتها إلى أوطانهم إذ كانوا مدرسين من بعض الدول العربية.
ويعتبر مطلع الخمسينات فترة تاريخية رسخت فيها قواعد الحركة الكشفية في البحرين وذلك عندما قررت وزارة التربية والتعليم إعادة الحركة الكشفية على أسس وقواعد ثابتة فعهدت بتنظيمها والإشراف عليها إلى مراقبة التربية البدنية بوزارة التربية والتعليم اذ تم تشكيل فرقة القادة لإعداد القادة وكانوا من المدرسين في مختلف المدارس أوكلت إليهم قيادة الفرق الكشفية التي شكلت في المنامة والمحرق والحد ثم امتدت إلى بعض مناطق البحرين فانتشرت الكشفية انتشاراً واسعاً ولاقت إقبالاً كبيراً من الكشافة وأولياء الأمور.
وقد حظيت الحركة الكشفية من قبل القيادات العليا في البلاد ومن المسئولين بوزارة التربية والتعليم باهتمام بالغ مما أعطاها ازدهاراً ونموا من خلال الدراسات وإقامة المخيمات والمهرجانات وتقديم المشروعات المختلفة - ما غرس في النفوس حب العمل والثقة بالنفس وتحمل المسئولية وحب الوطن.
وفي العام 8691م صدر المرسوم الأميري في الثالث من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 8691م بشأن (قانون جمعية كشافة البحرين) وفي تلك الفترة تم الاعتراف بها على المستوى العربي وأصبحت عضوا مسجلا في المكتب الكشفي العربي، وفي السابع من شهر أغسطس/ آب 0791 تم الاعتراف بها دوليا وسجلت عضوا كامل العضوية في المكتب العالمي وكانت مشاركتها الأولى ولأول مرة هي مشاركتها في المؤتمر الكشفي العالمي الثالث والعشرين الذي عقد في طوكيو في اليابان.
ومن هذا التقديم يتضح ما لهذه الحركة من أهمية وخصوصا في مجتمعاتنا النامية، فالعمل التطوعي المتمثل في الحركة الكشفية مهم ويتصل بجوانب اجتماعية تربوية وتنموية كثيرة. إن الحركة تؤسس للجيل القادم، وتعمل بخطط طويلة الأجل لخلق قيادات تتسلم الراية والمناصب في المستقبل، سادّة بذلك النقص الذي يحدث لمخرجات التعليم المدرسي والتي تعاني قصورا واضحا في بناء الشخصية والفكر. ولقد كان لمرشدات البحرين وكشافتها صولات وجولات وبصمات واضحة الأثر منذ اكثر من خمسين عاما، لكنها في الآونة الأخيرة تراجعت بشكل اقلق منتسبيها والقائمين عليها، بل وحتى أولياء الأمور الذين لمسوا انعكاساتها الطيبة على أبنائهم وبناتهم. فيا ترى ما الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور الواضح؟
لقد اتجهنا إلى وزارة التربية لنضع النقاط على الحروف، إلا أن المسئولين هناك أخبرونا بأن الوزارة تقاطع الصحيفة ولا تتعامل معها. لذلك توجهنا إلى القائدات العريقات بالحركة، وأردنا أن نستوضح الصورة منهن، فقالت قائدة فرقة الروضة الابتدائية للبنات حصة مبارك: «فعلاً تعاني الحركة الإرشادية في البحرين ضعفا كبيرا أراه وأقيّمه من خلال خبرتي في هذا المجال لأكثر من 62 عاما. لقد كان للحركة دور كبير وواضح في مختلف الأنشطة والفعاليات على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والتربوية. لكن للأسف لم تعد الأمور كالسابق، وعلى رغم أن القائدات مازلن يعطين الحركة الكثير، والوزارة تتكفل بالحركة ماديا ومعنويا أفضل من السابق، لكن هذا الجيل الجديد ينظر إلى الحركة على أنها رحلات ومتعة وترفيه من دون رغبة حقيقة في تحمل المسئولية. إن الحركة قائمة على الجيل الشاب سواء كانوا فتيانا أم فتيات، فإذا ما أقبلوا على الحركة للتملص من الدراسة أو لقضاء وقت اكبر خارج المنزل، فلن يكونوا أبدا مرشدين وكشافة حقيقيين. الحركة الكشفية تعني أن تفعل ما بوسعك لتترجم كل مبادئها في شخصك وأفعالك ومبادئك التي تعتنقها». وأكدت مبارك حاجة الحركة الحقيقية إلى شباب واع وإلى قدر فعلي من تحمّل المسئولية.
لربما تختلف الأجيال تباعا مع تغير الظروف والنظرة إلى الأمور المحيطة بالأفراد، لكن المبادئ السامية التي تقوم عليها الحركة الكشفية باقية باعتبارها مبادئ صالحة لكل زمان، وسلما ترتقي به النفس البشرية. ولحركتنا الكشفية البحرينية تاريخ ذهبي، فهل لنا أن نجعله أكثر إشراقاً تحت أشعة شمس التقدم الحضاري؟ السؤال موجه إلى وزارة التربية القائمة على الحركة الكشفية في البحرين وعلى كل شاب وشابة يملكون من الطاقة ما يؤهلهم لصنع المعجزات.

 

العدد 59 - الأحد 03 نوفمبر 2002م الموافق 27 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً