العدد 59 - الأحد 03 نوفمبر 2002م الموافق 27 شعبان 1423هـ

شباب البحرين يبحثون عن الهيرات

الوسط - محرر الشئون الشبابية 

03 نوفمبر 2002

كانت تجارة اللؤلؤ عموداً رئيساً ورافداً مهماً للاقتصاد الوطني قبل الثلاثينات من القرن الماضي. والتاريخ يشهد على أن البحرين كانت مركزاً تجارياً مهماً في الخليج لما تتمتع به من موقع استراتيجي ومعطيات اقتصادية تميزها عن المراكز التجارية الأخرى على طول سواحل الخليج العربي. ولؤلؤ هيرات البحرين يعد من أجود أنواع اللؤلؤ في العالم.
انطلاقا من هذا التاريخ العريق نظمت جمعية البحرين للتاريخ الطبيعي وجمعية الشباب والبيئة بالتعاون مع جوالة المالكية بدراسة للهيرات أو مراقد المحار (مسح ميداني) في المياه الإقليمية لمملكة البحرين بالتعاون مع إدارة الثروة السمكية ومركز البحرين للدراسات والبحوث وإدارة شؤون البيئة وبدعم مشكور من الشيخ صلاح بن حمد آل خليفة. تهدف الدراسة إلى وضع تصور لمناطق الهيرات ووضعها الحالي وكيفية الاستفادة منها بشكل واعٍ ضمن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، ورسم خريطة جديدة للهيرات بعد الترسيم الحدودي للمياه الإقليمية الصادر بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي (مارس/آذار 1002) والذي نتيجة له فقدت البحرين 62هيرة لؤلؤ من أصل 03 هيرة. كما تهدف الدراسة إلى تصنيف أنواع المحار وأماكن وجوده في سعي للحفاظ على الثروات الطبيعية وخصوصاً البيئة البحرية.
وانطلق قرابة الـ 52 شابا بحرينيا متخصصا في الغوص وتحديد المواقع البحرية باستقدام تقنية الاستشعار عن بعد وفي علم الأحياء، يملؤهم الحماس للدراسة وأهدافها على متن المركب للهيرات الأربعة إلى الشمال من الجزيرة الأم (شتيّة، ميانة، أبو عمامة، أبو لثامة أو الرقة). قام الشباب بالغوص في تلك المناطق لاستجلاب العينات البيولوجية وأخضعوها ومياه البحر لعمليات متتالية من التحاليل الكيميائية والفيزيائية. كما قاموا برسم خرائط رقمية بالأبعاد الحقيقية لهيرات اللؤلؤ، في جو من التآلف الشبابي والالتحام الحقيقي المتشرب لروح المحبة والعمل الشبابي الجاد، تجمعهم الرغبة في الحفاظ على ثروات الوطن وتطويرها. وقال صلاح آل خليفة داعم الدراسة عن تجربته تلك: «شدني الموضوع منذ أخبرني به الأخ رئيس جوالة المالكية سعيد منصور، خصوصا وانه يلتقي وميولي في الحفاظ على البيئة البرية والبحرية في البحرين. وأكثر ما شجعني هو الطاقات الشبابية المتسلحة بالعلم.
لقد تفاجأت بالشباب لما يتمتعون به من قاعدة علمية متينة كما أنهم من حاملي الشهادات، إلا أنهم يفتقرون للإمكانات التي تسهل سير عملياتهم.
وكوني واحداً من أفراد هذا الجيل الشاب الطموح فقد قررت بسعادة كبيرة أن أدعم مشروعهم وأشارك فيه بما أستطيع خصوصا في ظل توافر المادة والحمد لله. وجميل أن نوجه طاقاتنا وقدراتنا المادية نحو مثل هذه المشاريع ونوظفها لخدمة الوطن. والشباب طاقة حقيقية تستحق الاهتمام وكل ما تحتاجه بعض المساعدة في الأمور المادية والإدارية وأنا متأكد من أنهم يصنعون المعجزات».
ويعد الشباب بعمل فيلم وثائقي بيئي عن الهيرات، يتناول وضعها الحالي وطبيعتها ومميزاتها وكيفية تطويرها واستثمارها باعتبارها ثروة وطنية.
كما يعكفون على إصدار ملصقات ونشرات ومعلومات توعوية للمدارس والمؤسسات التي تعنى بالشباب من اجل نشر الوعي البيئي وتعميق الدور الإيجابي للشباب كمواطنين في الحفاظ على مواردنا الطبيعية.
نقطة في آخر السطر
جميل أن نجد في شبابنا الواعد اهتماما بالماضي للاستفادة منه في صنع المستقبل. وما قام به هؤلاء الشباب ما هو إلا ترجمة حقيقية لحبهم لوطنهم وسعيهم الحثيث للحفاظ على كل ما يشكل خطا في صورته الحضارية والبيئية والتاريخية، ونود كإعلاميين أن نشد على كل يد أضافت لهذا العمل، وساهمت في إتمامه وتحقيق أهدافه المرجوة، بدءا من مدير إدارة الثروة السمكية جاسم القصير والشيخ صلاح بن حمد آل خليفة داعم المشروع ورئيس جمعية البحرين للتاريخ الطبيعي سعيد عبدالله ورئيس جمعية الشباب والبيئة إسماعيل المدني، ولا ننسى الشباب الذي يضيف نقطة الى حساب الشباب البحريني، ويؤكد أن الجيل القادم قادر على تحمل المسئولية.

العدد 59 - الأحد 03 نوفمبر 2002م الموافق 27 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً