العدد 5270 - الخميس 09 فبراير 2017م الموافق 12 جمادى الأولى 1438هـ

الصباح يدعو إلى إدخال «إدارة المشاريع» في مناهج التعليم والمؤسسات

اعتبره أسلوب حياة في جميع أمور الحياة والعمل للشركات والأفراد

المشاركون في ندوة جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجفير - تصوير عقيل الفردان
المشاركون في ندوة جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجفير - تصوير عقيل الفردان

دعا نائب رئيس مكتب إدارة المشاريع بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عبدالنبي الصباح إلى زيادة الوعي وتدريب البحرينيين من مختلف المهن والتخصصات وحتى الناس العاديين على المهارات الأساسية في إدارة المشاريع.

وفند الصباح على هامش ندوة أقامها بتنظيم من جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتناوله إدارة المشاريع في المؤسسات، أن يكون مفهوم إدارة المشاريع يقتصر فقط على المهندسين، لافتاً إلى أن «إدارة المشاريع» هو فن أو أسلوب حياة يشمل جميع مناحي الحياة حتى أن السفر من مكان إلى آخر يمكن اعتباره نوعاً من المشاريع.

وأشار الصباح إلى مبادرات بدأت في البحرين للتعريف بفن إدارة المشاريع لمختلف الجمعيات الخيرية في البحرين والتي تقوم بتحصيل أموال التبرعات من أجل البدء في مشروعات لتحقيق أهدافها، كما شملت المبادرات الجمعيات النسوية في البلاد لرفع وعيها في مجال إدارة المشاريع.

وبين الصباح أن هناك مناهج تدرس في مجال إدارة المشاريع منذ سن الرابعة؛ أي منذ المرحلة المبكرة من حياة الإنسان، داعيا في هذا السياق إلى أهمية إدخال مناهج إدارة المشاريع في مراحل التعليم المختلفة في المدارس العامة والخاصة.

وفي بداية الندوة التي حضرها لفيف من أصحاب الأعمال وأعضاء جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تحدث الصباح عن مفهوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعريفاتها في البحرين من حيث حجم العمالة ورأس المال وحتى الإيرادات السنوية لهذه المؤسسات والتي تتراوح ما بين 100 ألف وحتى 5 ملايين دينار بحسب التعريفات الرسمية. كما تشغل هذه المؤسسات بين 10 إلى 250 موظفا تقريبا، مع استثناء قطاع المقاولات الذي تكون فيه حجم العمالة أكبر.

أهمية وجود الخطة الاستراتيجية

وتطرق الصباح في البداية إلى ضرورة أن يكون لدى أي شركة أو مشروع خطة استراتيجية تتعبها للوصول إلى الأهداف المنشودة، إذ تتناول هذه الخطة الأهداف الموضوعة والمبادرات التي ستتم عبر مشروعات لبلوغ الأهداف.

وفي هذا السياق، فرق الخبير بين مفهوم «المشروع» و»التشغيل» فالأول مرتبط بمدة زمنية وتاريخ محدد للبدء والانتهاء، أما العمليات التشغيلية فهي عملية مستمرة لا تتوقف في عمر المؤسسة، إذ تشمل المحافظة على الأصول والموجودات.

وأكد الصباح أن الخطة التي تضعها المؤسسة يجب أن تكون واضحة وشفافة، وأن تتناول الخطة النمو المستقبلي. إلى جانب تقييم مختلف العمليات.

لماذا إدارة المشاريع؟

ووضع الباحث سؤالا؛ هو لماذا على الشركات والأفراد تبني أسلوب إدارة المشاريع في أعمالهم، وأجاب عن ذلك عبر عدد من النقاط، من بينها هو عدم الوقوع مجدداً في الأخطاء، فوجود إدارة للمشاريع يعني أن المؤسسة أو الفرد سيكتسب الخبرة اللازمة من كل مشروع والأخطاء التي تحصل أو التأخير الذي ينتج والمعوقات، والانطلاق من هذه الخبرة وتلافي ووقوع هذه العقبات مجدداً في المشروعات اللاحقة.

وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية وجود «نظام» لإدارة المشاريع في المؤسسة، بحيث تكون كل خطوات إدارة المشروعات موثقة، يمكن الرجوع لها من أي موظف أو معني بالمؤسسة في أي وقت، وألا تكون متربطة بنظام فردي تنتهي مع مغادرة الموظف من الشركة.

استخدام المهارات الإدارية والخبرات

وبسط الصباح عملية إدارة المشروعات والتي تعرف على أنها «إيجاد أفضل طريقة للتخطيط، بأنها استخدام للخبرات الإدارية والدراسات والخلفية التعليمية للفرد في إدارة المشروع، لذلك فإن إدارة المشروع كمفهوم لا يقتصر على مهن معينة مثل المهندسين أو على مشروعات محددة، ولكنها عملية واسعة تشمل جميع مناحي الحياة، ومن هنا تمكن أهمية تدريس مهارات إدارة المشروعات في المراحل الأولى من الحياة، إذ توجد مناهج متخصصة من المراحل المبكرة للأطفال. ورأى أنه يعمل على خطة من أجل مشروع تجريبي بالتعاون مع المدارس الخاصة أو الحكومية في هذا المجال.

وشرح نائب رئيس مكتب إدارة المشاريع بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أن عملية إدارة المشاريع مهمة لجميع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فعمل المؤسسة أو الأفراد ورواد الأعمال، إذ إن الفرد يبدأ بفكرة وهي بداية مرحلة أي مشروع تجاري، ومن ثم يأتي موضوع الحصول على التمويلات المطلوبة سواء من البنوك والمؤسسات المالية أو عن طريق العائلة والأصدقاء، وهنا تبدأ بلورة المشروعات لتأتي مراحل أخرى لبدء العمل التجاري مثل وضع الخطة لإيصال الفكرة لأرض الواقع، والمتابعة والتحكم حتى بلوغ مرحلة النمو، وهو كيف ننمي هذا المشروع.

واعتبر الصباح أن جميع المراحل المذكورة هي أمور بديهية في أي عمل تجاري وربط هذه المكونات التي قد يعكف عليها أكثر من شخص هي بحد ذاتها تعد إدارة مشروع، وهذا يؤدي إلى نتيجة أن إدارة المشروع مهمة لأي مؤسسة صغيرة ومتوسطة، أو أي شركة عموماً.

عشرات البحرينيين حاصلون على «مدير مشروع محترف»

وتحدث الصباح عن الجمعيات المهنية العالمية والممارسات التي تعنى بموضوع احتراف إدارة المشاريع ومنها معهد إدارة المشاريع PMI والذي يعد أكبر تجمع (منظمة غير حكومية) في مجال احتراف إدارة المشاريع، إذ يشارك الملايين من المتطوعين في صوغ PMBOK وهو عبارة عن إرشادات صدرت منذ ثمانينيات القرن الماضي ووصل للنسخة الخامسة منه، إذ يجري باستمرار تنقيح هذه الإرشادات في مجلد خاص، يقوم بصوغه عدد كبير من المتطوعين من جميع أنحاء العالم في الوقت الذي يتم الإعداد حالياً للنسخة السادسة.

وبين الصباح أن العديد من البحرينيين حائزون على شهادة مدير مشاريع محترف PMP من المعهد، إذ تجرى امتحانات هذه الشهادة عبر القنوات الإلكترونية للمعهد، كما ينبغي على الحاصلين على هذه الشهادة الحصول على نقاط من خلال التعليم الذاتي أو حضور الورش والندوات المتخصصة في مجال إدارة المشاريع للمحافظة على استمرار احتفاظهم بهذه الشهادة.

وقدر الصباح عدد البحرينيين الحاصلين على هذه الشهادة بالعشرات، إلى جانب شهادة أخرى من بريطانيا ولكنها من جهة تعد رسمية وهي شهادة PRINCES2، وخصوصا من قبل المهندسين والمتخصصين في وزارة الأشغال والبلديات ووزارة الكهرباء والماء. إلا أنه أشار إلى أنه لا يوجد إلزام حتى الآن للمهندسين بالحصول على هذه الشهادة رغم الحوافز التي تقدم لهم وحثهم على الحصول على الشهادات الاحترافية في مجال إدارة المشاريع، إذ إن الدراسات المعدة على السوق البحرينية من قبل بعض الجهات المعنية بالموارد البشرية مثل تمكين، أشارت إلى وجود نقص في مجال الخبرات والكفاءات المهنية المتعلقة بإدارة المشاريع.

وتحدث الصباح عن مساعي لإنشاء أول فرع لمعهد إدارة المشاريع في الخليج، إذ يوجد حالياً فرع يختص بدول الخليج، وأشار إلى أن هذه المساعي مازالت في مراحل مبكرة جداً.

فجوة في تخصص إدارة المشاريع

من جانبه، اتفق رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبدالحسن الديري مع الصباح، حين أكد على وجود فجوة في مجال تخصصات إدارة المشاريع، داعياً إلى تبني برامج تدريبية ليس للمؤسسات فقط بل حتى الأفراد لسد هذه الفجوة، وذلك منذ مراحل التعليم المبكرة، مؤيداً أن الجمعية ستعمل على مبادرات في هذا السياق.

وبين الديري أن التخطيط يعد من العوامل المهمة والحساسة في نجاح أي مؤسسة، فبدون تخطيط فإن الشركات سيكون محكوما عليها بالفشل، إذ إن وجود الخطة سيساعد على تقليل المخاطر.

وأشار إلى أن الجمعية ستتعاون مع معهد إدارة المشاريع ومقره الولايات المتحدة الأميركية والتي تعد من أكبر الجمعيات المهنية العالمية في هذا المجال في عمل دورات وبرامج تدريبية في البحرين للمؤسسات والأفراد.

وبين أن الجمعية تبنت أفكار لنشر ريادة الأعمال في المدارس، معتبرا أن إدارة المشاريع ستكون فكرة إضافية لتطوير هذه المبادرات.

العدد 5270 - الخميس 09 فبراير 2017م الموافق 12 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً