أقر مجلس الوزراء الموقر أن يكون اليوم (الثلثاء) الموافق 7 فبراير من كل عام يوما للرياضة والتشجيع على ممارستها من خلال اليوم الرياضي الوطني الذي تعنى به جميع المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة وتشرف عليه اللجنة الأولمبية البحرينية من خلال فعاليات جامعة.
تخصيص هذا اليوم للرياضة دلالة على الأهمية القصوى التي باتت تحظى بها الرياضة في العصر الحاضر، إذ لا غنى عنها للأفراد والمجتمعات.
فأهمية الرياضة لا تنبع من ذاتها فقط وإنما بانعكاساتها الكبيرة وخصوصا فيما يتعلق بالصحة البدنية والنفسية.
فالدول والمجتمعات تهتم بالصحة كمعيار لحيوية الشعب وقدرته على الانتاج، وهذه الصحة لا يمكن أن تتواجد من دون ممارسة الرياضة، ولكن لم تعد الصحة بمفهومها الحديث مقتصرة فقط على الناحية البدنية وإنما تتعداها إلى الصحة النفسية والتوازن العاطفي وهو مرتبط في كثير منه أيضا بالنواحي الرياضية.
إذ إن كثرة تعرض الفرد والمجتمع للأخبار السلبية الناتجة من الحروب والصراعات والدمار والضغوط الاقتصادية إلى جانب ضغوط العمل والدراسة وغيرها كلها تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية التي تؤثر على كافة نواحي الجسم لارتباطها العميق بقلب وعقل الفرد.
عندما نتكلم عن الصحة النفسية فإن من شروطها الأساسية ممارسة الرياضة إلى جانب أن الرياضة بحد ذاتها هي من العناصر الايجابية المعززة للصحة النفسية.
فالحديث الرياضي والأخبار الرياضية ومتابعة المباريات والأحداث الرياضية تعتبر أحد العوامل الرئيسية في رفع الضغوطات وتفريغ الشحنات السلبية، حتى أن الخسارة في المجال الرياضي سواء بالخسارة المباشرة أو للفريق الذي تشجعه هي ليست كأي خسارة أخرى لأن ألمها مختلف وهو ألم إيجابي لا تشعر فيه بتدهور نفسي بقدر ما تشعر فيه بالألم المحفز على مزيد من العطاء.
هي الرياضة بطبيعتها المختلفة عن جميع الأنشطة الأخرى، وهي أداة تعارف والتقاء وتقارب ينصهر فيها الجميع لممارسة أو مشاهدة الأنشطة الرياضية دون حواجز ويتم من خلالها التعبير عن النفس واستبدال الشحنات السلبية داخلنا بأخرى ايجابية تعزز من صحة المجتمعات وتحفز على العمل والانتاج.
المهرجان الرياضي الكبير الذي نظمه الاتحاد البحريني لكرة السلة في المباراة النهائية على كأس خليفة بن سلمان هو نموذج حي على تأثير الرياضة على صحة المجتمعات من خلال استمتاع جميع من حظر أو شاهد هذا الحفل الفريد من نوعه على صعيد رياضتنا المحلية.
الأنشطة الرياضية ليست فوزا وخسارة فقط وإنما هي بوصلة تبين مقدار تطور المجتمعات ومدى تمتع شبابها وأفرادها بالحيوية وبالصحة النفسية والبدنية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5267 - الإثنين 06 فبراير 2017م الموافق 09 جمادى الأولى 1438هـ
مبادرة جميلة ولكن لِمَ اقتصر "النص دوام" على قطاع دون آخر؟ ألا يوجد بحرينيون من رحم هذا الوطن في القطاع الخاص يريدون الاستفادة من الرياضة في هذا اليوم؟
أم ان الموظفين الحكوميين لهم امتيازات خاصة دون العاملين في القطاع الخاص من أبناء الشعب نفسه!
أليس الخير يعم على حد القول؟