(كلمة بمناسبة السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية الموافق 25 يناير/ كانون الثاني العام 2017)
أخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة «أهمية السياحة الدولية في إرساء تفاهم أفضل بين الشعوب في كل مكان، وإذكاء الوعي بالتراث الثري لمختلف الحضارات... بما يسهم في تعزيز السلام في العالم» بعين الاعتبار، إذ أعلنت العام 2017 سنة دولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية.
ويساعد السفر على فتح أبواب التبادل والحوار بين الثقافات. وتُعدّ السياحة فرصة ذهبية لإزالة العوائق الناجمة عن الجهل والأحكام المسبقة، إذ يعبر أكثر من 1.2 مليار سائح سنوياً الحدود الدولية في الوقت الحاضر.
ويمكن أن تساهم السياحة، مساهمة مباشرة أو غير مباشرة، في تنفيذ خطة التنمية المستدامة للعام 2030. وتُظهر البيانات الموجودة لدى المنظمة العالمية للسياحة التابعة لمنظومة الأمم المتحدة الأهمية الاقتصادية الكبيرة للسياحة بوصفها وسيلة لإيجاد فرص العمل ومصدراً للدخل للمجتمعات المحلية المضيفة، إذ تبلغ نسبة فرص العمل التي توفرها السياحة في جميع أرجاء العالم ما يعادل تقريبا فرصة عمل واحدة من كل 11 فرصة عمل. ولذلك تدعو اليونسكو إلى تعزيز الإقرار بأهمية دور الثقافة بوصفها عاملاً يساعد على تحقيق التنمية المستدامة وبناء الاقتصاد الإبداعي، وبوصفها محركاً للنمو والابتكار.
وتعرف اليونسكو المنافع المحتملة للسياحة. وتعرف أيضاً حق المعرفة عواقب الإدارة السيئة للسياحة، إذ يمكن أن تؤدي السياحة الجماهيرية إلى الإضرار بالمعالم الأثرية القديمة، ويمكن أن يصبح التراث غير المادي عرضة لخطر الاندثار إذا لم يجرِ صونه بطريقة مناسبة. وتتيح المواقع المتمتعة بتسميات اليونسكو، ومنها مواقع التراث العالمي ومحميات المحيط الحيوي والحدائق الجيولوجية، فرصاً رائعة للسياحة، ويجب علينا أن نضمن إدارﺗﻬا إدارة مسئولة ومستدامة.
وتتيح السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية فرصة لتعزيز هذا التفاعل الإيجابي بين التراث والسياحة. وستقوم اليونسكو في العام 2017 باتخاذ مبادرات عدة لدعم تنمية السياحة المستدامة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الآخرين. وستشترك اليونسكو والمنظمة العالمية للسياحة في استضافة مؤتمرات مهمة بشأن السياحة في محميات المحيط الحيوي الموجودة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وكذلك بشأن الثقافة والسياحة. وتتطلب السياحة المستدامة إقامة شراكات جديدة من أجل تحسين كيفية إعداد وإعلام جميع المعنيين بالسياحة وتشجيعهم على الأخذ بأنماط سلوكية جديدة وتعزيز مساءلتهم. وهذا هو الأساس الذي يستند إليه التعاون القائم بين اليونسكو والمنظمة العالمية للسياحة لضمان جعل السياحة المستدامة عاملاً حافزاً إلى التغيير الإيجابي.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5267 - الإثنين 06 فبراير 2017م الموافق 09 جمادى الأولى 1438هـ