أظهر الإصدار السابع من سلسلة تقرير الإعلام الاجتماعي العربي استمرار نمو استخدام هذه الوسائل يرافقها زيادة ملحوظة في الأثر على الواقع الثقافي والاجتماعي والعلاقة بين المجتمعات والحكومات في العالم العربي، حيث بلغ عدد مستخدمي «فيسبوك» بحلول 2017 في المنطقة العربية 156 مليون مستخدم، مقارنة بـ115 مليوناً في العام الماضي، وأن 11.1 مليون مستخدم نشط لـــ«تويتر» في المنطقة العربية في أوائل 2017، مقارنة بـ5.8 ملايين قبل ثلاث سنوات.
وكشف التقرير عن وصول مستخدمي «لينكد إن» في المنطقة إلى 16.6 مليون مستخدم بحلول 2017 بزيادة 22% مقارنة بالعام الماضي، كما بلغ عدد المستخدمين النشطين لانستغرام 7.1 ملايين في المنطقة، وأن اللغة العربية الأكثر استخداماً عبر منصات التواصل الاجتماعي للمرة الأولى في المنطقة.
وأطلقت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية الإصدار السابع من سلسلة «تقرير الإعلام الاجتماعي العربي» باللغة الإنجليزية أمس خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الكلية في دبي، بحضور الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي للكلية، والبروفيسور رائد العواملة عميد الكلية، وفادي سالم، كاتب التقرير، والزميل الباحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وأعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية.
تحليل الاتجاهات
ويتضمن التقرير الذي أعدته الكلية تحليلاً لأهم اتجاهات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والتوزيع الديمغرافي للمستخدمين عبر جميع بلدان المنطقة. كما يضم التقرير نتائج استقصاء إقليمي، هو الأول من نوعه، حول دور «البيانات الضخمة» في صنع السياسات العامة ارتكازاً على بيانات الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء.
ويواصل الإصدار السابع من سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي، دراسة السلوكيات المتغيرة لمستخدمي الإعلام الاجتماعي العرب وديمغرافية الاستخدام وأهم التوجهات في هذا المجال ما بين العام 2011 و2017. كما يقدم التقرير للمرة الأولى، إحصاءات إقليمية حول استخدام انستغرام في المنطقة، وقد أشار التقرير إلى ازدياد تأثير التحولات الرقمية الحكومية في صنع السياسات العامة ارتكازاً على البيانات.
واشتمل التقرير على نتائج دراسة استقصائية لاستبيانات تم جمعها من 22 دولة عربية عبر الإنترنت شارك فيها 5 آلاف و600 مشارك من مختلف الفئات.
فيسبوك
ووفقاً للتقرير فإن عدد مستخدمي فيسبوك في العالم العربي بلغ 156 مليون مستخدم مع بداية 2017، مقارنةً بـ115 مليوناً في العام الماضي، بما يقارب ضعف ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام. وأوضح التقرير أن فيسبوك لا يزال هو الشبكة الأكثر استخداماً في المنطقة مقارنة بالشبكات الأخرى، وتتركز أعلى نسب الاستخدام بين السكان في دولتي الإمارات وقطر.
تويتر
وبحسب التقرير يتم استخدام «تويتر» اليوم من قبل أكثر من 11 مليون مستخدم نشط في المنطقة، حيث يتركز أكثر عدد للمستخدمين في المملكة العربية السعودية، تصل نسبتهم إلى 29% من مجموع المستخدمين في العالم العربي. وخلال عامين، شهدت أعداد التغريدات الصادرة في العالم العربي، زيادة كبيرة بنسبة 59%، حيث وصل عدد التغريدات إلى 849 مليون تغريدة خلال مارس 2016.
لينكد إن
وأشار التقرير إلى أنه هنالك أكثر من 16.6 مليون مستخدم لشبكة «لينكد إن» في الوطن العربي بزيادة بلغت 22% مقارنة بالعام الماضي حيث تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى في عدد المستخدمين وبنسبة تقارب 20% من إجمالي المستخدمين في العالم العربي.
انستغرام
أما شبكة انستغرام، فيبلغ مجموع مستخدميها في العالم العربي 7.1 ملايين مستخدم نشط، ويوضح التقرير أن عدد مستخدمي الشبكة في السعودية أعلى من باقي بلدان المنطقة، أما دولة الإمارات فتحتل المرتبة الأولى من حيث نسبة الناشطين على الشبكة من مجموع السكان بنسبة 13 %.
ومن بين بلدان الوطن العربي، تتربع منطقة الخليج العربي على قمة الدول الأكثر استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث استطاعت دول المجلس أن تحافظ على صدارتها في المراكز الخمسة الأولى من حيث نسبة المستخدمين من السكان عبر جميع المنصات التي شملها التقرير.
فرص
وبين التقرير وجود فرص كبيرة في المنطقة يمكن توافرها عبر استغلال تطبيقات البيانات الضخمة المبنية على بيانات شبكات التواصل الاجتماعي وإنترنت الأشياء، حيث أشار التقرير إلى أن التدفق الكبير للبيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بات يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة خلال السنوات الأخيرة، حيث تلعب البيانات والمعلومات المتبادلة عبر شبكات التواصل المختلفة دوراً في تشكيل الرأي العام.
وقال الدكتور علي سباع المري إن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي كبير وينمو بشكل مستمر وبالتالي على الحكومات أن تستفيد منها في صنع السياسات، مشيراً إلى أن الإمارات سخرت هذه الوسائل لتطوير الخدمات الحكومية وجمع الأفكار والمقترحات وخير دليل على ذلك تجربة العصف الذهني، كذلك باتت الدوائر الحكومية تقيس رأي المستخدمين عبر هذه الوسائل بهدف تطوير خدماتها وإسعاد متعامليها.
أهداف
وتهدف سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي التي تصدرها مجموعة «الابتكار وحكومة المستقبل» البحثية في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إلى إبراز وتحليل اتجاهات استخدام منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
وتعد جزءاً من مبادرة بحثية أكبر تركز على المشاركة الاجتماعية من خلال منصات تكنولوجيا المعلومات بهدف تحسين السياسات العامة الحكومية، والحوكمة الرشيدة والاندماج الاجتماعي في المنطقة العربية.
وتهدف هذه المبادرة بشكل خاص إلى دراسة إمكانات مثل هذه التطبيقات في ترسيخ حكومة المستقبل، وتبادل المعرفة، والابتكار من خلال تعزيز المشاركة، سواء ضمن أو بين الحكومات والمواطنين والقطاع الخاص.
39% من العرب يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعي
قال فادي سالم، كاتب التقرير والزميل الباحث في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، عن أهم نتائج الإصدار السابع من التقرير، إنه مع حلول 2017، وصلت نسبة مستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية إلى 39% من السكان، مرتفعة من 28% خلال ما يقرب من عامين، مع استمرار سيطرة قطاع الشباب بنسبة 64% وتصدر اللغة العربية ساحة الإعلام الاجتماعي لأول مرة في المنطقة.
وترافق هذا الصعود مع تنامي دور البنية التحتية لإنترنت الأشياء في ضخ البيانات الضخمة حول مختلف مناحي الحياة ونضوج تقنيات الذكاء الصناعي التي يمكنها استغلال الكم الهائل من البيانات الصادرة عن الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء بشكل غير مسبوق.
دور رئيسي
وأضاف تضمن التقرير قسمين الأول دراسة استقصائية شارك فيها 5 آلاف و600 مشارك من 22 دولة عربية عبر الإنترنت من مختلف الأعمار وتم التركيز فيها على إنترنت الأشياء كمصدر للبيانات التي يمكن استخدامها في صنع السياسات، القسم الثاني أخذ عينات عشوائية من ملايين الحسابات لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي وتحليلها.
وأوضح فادي سالم أن شبكات التواصل الاجتماعي وإنترنت الأشياء تلعب اليوم دوراً رئيسياً في ما يسمى بعصر «الثورة الصناعية الرابعة» في القطاع التنموي وحقبة «ما بعد الحقيقة» في صنع السياسات العامة والاتصال الحكومي. حيث يجري الاعتماد في هذه الحقبة على تقنيات الذكاء الصناعي ليس فقط لجمع وتصنيف البيانات المستقاة من تلك الوسائل، بل لمحاولة تشكيل الرأي العام وتوجيهه إلى مناح وأجندات مختلفة.
صناعة رأي
وأشار التقرير إلى أنه في ظل تنامي رقعة المستخدمين إلى فئات عمرية جديدة وتزايد نسبة الاستخدام باللغة العربية، وظهور توجهات أكثر فاعلية، باتت البيانات المتدفقة من الإعلام الاجتماعي وإنترنت الأشياء ذات أهمية بالغة في صناعة السياسات الحكومية والتنموية وتشكيل توجهات القطاع الخاص.
زيادة
رصد التقرير زيادة كبيرة خلال العامين الماضيين في استخدام اللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة، حيث أصبحت اليوم اللغة الأكثر استخداماً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة، وتمثل نسبة التفاعلات باللغة العربية في المنطقة عبر شبكة فيسبوك 55 %، مرتفعةً من نسبة 43 % قبل عامين، أما في «تويتر» فقد بلغت نسبة التغريدات بالعربية 72 % من مجمل التغريدات الصادرة من مستخدمين داخل المنطقة.