مرة أخرى، ضربت لعنة المباريات النهائية المدرب الأرجنتيني المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم هيكتور كوبر ونال المدرب الكبير صدمة جديدة في المباريات النهائية.
قلب المنتخب الكاميروني تأخره بهدف نظيف في الشوط الأول إلى فوز ثمين 2/1 على نظيره المصري مساء الأحد في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين بالجابون لتصبح حلقة جديدة في سلسلة الحظ العاثر الذي يضرب كوبر في المباريات النهائية.
ورغم الأفضلية التاريخية للفراعنة أمام الأسود غير المروضة، أصاب الحظ العاثر الذي يلاحق كوبر بالمباريات النهائية منتخب الفراعنة ليحرمه من إحراز اللقب الثامن في البطولة الأفريقية ويبدد آمال كوبر في كسر "النحس" الذي يلازمه في هذه المباريات النهائية.
وعندما تولى كوبر تدريب المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) قبل أقل من عامين، لم تتطرق العديد من وسائل الإعلام المصرية لإمكانيات المدرب أو فكره الخططي بقدر ما تطرقت للحظ العاثر الذي لازم كوبر في العديد من المباريات النهائية التي خاضها من قبل مع الفرق التي تولى تدريبها.
وكانت الفرصة سانحة بقوة أمام كوبر للتخلص من هذا الحظ العاثر من بوابة الفراعنة وإحراز أكبر وأبرز لقب في مسيرته التدريبية.
وبرهن كوبر عمليا على نجاحه مع منتخب الفراعنة حيث قاد الفريق لبداية رائعة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2018 وتغلب على المنتخب الغاني 2/ صفر في موقعة مثيرة بالتصفيات قبل أن يؤكد كسر شوكة النجوم السوداء من خلال البطولة الحالية في الجابون بالفوز على المنتخب الغاني مجددا 1/ صفر في الدور الأول.
كما أفلت كوبر من كمين المدير الفني للمنتخب المالي الفرنسي ألان جيريس وتعادل معه في أولى مباريات الفريقين بالبطولة الحالية علما بأن جيريس سبق وأن تغلب على المنتخب المصري ذهابا وإيابا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس أفريقيا 2015 عندما كان مديرا فنيا للمنتخب السنغالي.
إضافة لهذا، قاد كوبر الفراعنة بجدارة إلى المباراة النهائية للبطولة الأفريقية من خلال أداء خططي يتسم "بالواقعية" رغم تفوق المنافسين على المنتخب المصري في الأداء الفني والمستوى البدني وخصوصا منتخبا المغرب وبوركينا فاسو في دوري الثمانية والأربعة على الترتيب.
ولم يكن أمام كوبر سوى خطوة واحدة لتأكيد النجاح وكسر عقدته الشخصية مع المباريات النهائية حيث تقدم كوبر والفراعنة على المنتخب الكاميروني في الشوط الأول من المباراة النهائية على الكأس القارية، التي حصدها الفراعنة سبع مرات سابقة (رقم قياسي).
ومنذ 1996 لم يخسر أي فريق في نهائي البطولة بعد تقدمه بهدف في الشوط الأول، ولكن المنتخب الكاميروني كسر هذه القاعدة وقلب تأخره أمام الفراعنة في الشوط الأول لفوز ثمين ليتوج باللقب الأفريقي الخامس في تاريخه.
وكانت أبرز المواجهات السابقة بين الفريقين في البطولة عندما التقيا في النهائي العام 1986 بالقاهرة وفاز الفراعنة على ملعبهم بركلات الترجيح كما التقيا مجددا في نهائي نسخة 2008 بغانا وفاز الفراعنة 1/ صفر بالعاصمة أكرا.
وكان لقاء الفريقين في نهائي نسخة 2017 مساء أمس بالجابون هو المباراة العاشرة بين الفريقين في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية وحافظ الفراعنة على تفوقهم في تاريخ مواجهاتهم مع الأسود بالبطولة حيث حقق الأسود الفوز الرابع لهم على الفراعنة مقابل خمسة انتصارات للفراعنة على الأسود في البطولة من بينها الفوز في نهائي 1986 بركلات الترجيح بعد انتهاء اللقاء بالتعادل.
ورغم هذا التفوق التاريخي للفراعنة على أسود الكاميرون في المواجهات السابقة، لم يحالف التوفيق كوبر ولم يقف التاريخ إلى جواره في المباراة النهائية بهذه النسخة، والتي كانت أهم نهائي في مسيرة كوبر التدريبية.
وخلال مسيرته التدريبية خاض كوبر العديد من المباريات النهائية لكن الحظ العاثر عانده كثيرا.
وأكد كوبر أن نهائي كأس أفريقيا 2017 سيكون المباراة النهائية رقم 13 له في التدريب، وأضاف أنه وصل لنهائيات كثيرة، ولكن لم يحالفه التوفيق في حصد الألقاب.
وقال كوبر، بعد تغلب فريقه على بوركينا فاسو في المربع الذهبي: "أتمنى أن يكون الحظ معي لأن حظي سيئ في المباريات النهائية، وأتمنى الفوز باللقب القاري، لأنه أهم نهائي وصلت له في الفترة الحالية وفي مسيرتي التدريبية".
وأضاف "معي مجموعة من أفضل اللاعبين يضحون من أجل مصر، وأتمنى أن نتوج بالكأس، وأن يكون حظي جيدا في النهائي".
وفي 1997 تولى كوبر تدريب ريال مايوركا الإسباني وقاد الفريق في موسمه الأول إلى نهائي كأس ملك اسبانيا لكنه خسر أمام برشلونة ثم قاد مايوركا في الموسم التالي إلى نهائي كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس لكنه خسر النهائي أيضا أمام لاتسيو الإيطالي.
وواصلت لعنة المباريات النهائية مطاردتها لكوبر خلال مسيرته مع بلنسية الإسباني؛ حيث قاد الفريق بجدارة لنهائي دوري أبطال أوروبا في عامي 2000 و2001 ، وخسر في المرتين على الترتيب أمام ريال مدريد الإسباني وأمام بايرن ميونيخ الألماني.
وفي 2011، خسر كوبر نهائي كأس اليونان أمام باناثينايكوس عندما كان مدربا لآريس ثيسالونيكي.
ورغم هذا، يشهد التاريخ أيضا على فوز كوبر بلقب كأس السوبر الإسباني مع كل من مايوركا وفالنسيا.
ولكن الخسارة الأبرز في مسيرته التدريبية كانت في نهائي الأمس أمام أسود الكاميرون.