بروح الإبداع والثقافة التي يمثّلها الشباب واقعاً، انطلق مساء أمس السبت (4 فبراير/ شباط 2017) مهرجان تاء الشباب الثامن في مدرسة الهداية الخليفية في مدينة المحرق بشعار: «تنقيب - تجريد - تحليل»، بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وتواجد العديد من الشّخصيّات والمهتمّين بالثّقافة والفكر والأدب، إلى جانب الإعلاميّين والشّباب.
وبهذه المناسبة صرّحت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، قائلة: «ثماني سنوات ورهاننا على الشباب مازال يكبر يوماً بعد يوم، وذلك لأنهم آمنوا بالثقافة وسيلة لبناء الأوطان».
وأكدت أن حفظ وصون التراث البحريني الذي تكرس هيئة الثقافة من أجله عاماً كاملاً، يبدأ من تمسّك الشباب البحريني بإرثهم العريق وقدرتهم على صناعة نشاط يصل الحاضر بالماضي والمستقبل.
وتوجّهت بالشكر إلى مؤسسة «تمكين»، لدعمها الكامل لمهرجان تاء الشباب ووضع ثقتها بقدراتهم وإبداعهم.
وقالت: «هذا هو استثمارنا الحقيقي في مستقبل الثقافة، وهذه هي بنيتنا التحتية الثقافية، وهي نتاج تكاتف جميع الجهات وثمرة الحرص المشترك ما بين جميع المعنيين بالتنمية الثقافية لمجتمعنا المحلي».
كما أشارت في لفتة إلى أن روح الراحل محمد البنكي، مؤسس المهرجان، حاضرة في تاء الشباب ونشاطاتهم المختلفة، متوجّهة بالشكر إلى كل من ساهم في حفظ وتعزيز هذا المشروع الذي يميّز الحراك الثقافي لمملكة البحرين.
ويتوافق عمل مهرجان تاء الشباب 8، الذي يرأس لجنته التنظيمية إيلي فلوطي، وتحل فيه الإعلامية عائشة الشاعر بمنصب المنسق العام للمهرجان، مع شعار هيئة البحرين للثقافة والآثار العام 2017: «آثارنا إن حكت». وفي هذا الإطار قدّم التاء خلال حفل الافتتاح عملاً موسيقيّاً مسرحيّاً باسم «سيرة تُروى»، لخّص فيه المهرجان مسيرة الإبداع في تاء الشباب على مدى سنواته الثماني وعبّر عن كون التاء مشروعاً لا ينتهي، بل هو «الجسر الذي يربط المستقبل بالماضي والحاضر». وعمل على تأليف العمل المسرحي الموسيقي الإعلامية مريم فقيهي وأخرجه فهد زينل، وكتب القصائد المغناة فيه الشاعر فواز الشروقي، كما عمل محمد الحسن على التأليف الموسيقي وغنّاه الفنان الشاب خالد العبدالله.
ويضم مهرجان تاء الشباب هذا العام سبع مبادرات هي: «كلنا نقرأ» المعنيّة بغرس حب القراءة ويشارك فيها عدد من الأدباء وكبار المفكّرين، «درايش» التي تعكس ما تشتغله المبادرة من تركيز على العمارة وما تحتويه من إبداع وثقافة، «حفاوة» التي تحتفي بأهم القامات الفكرية في العالم وتدشن في كل عام كتاباً حول شخصية ثقافية بعنوان «أطياف»، «تكنيك» التي تستوعب الثقافة التكنولوجيّة والمتغيّرات التقنية في عصر السرعة، «مسرح» التي تواصل اشتغالها في نشر الثقافة المسرحيّة، «حياة» التي تنطلق بفكرتها عن مقدرة الشباب على اختيار نمط حياتيّ أجمل وأفضل، وأخيرًا مبادرة «هارموني» التي تهتمّ بإحياء ثقافة الموسيقى الهادفة والتي ترتقي بالمشهد الثقافي العام.
كما يواصل المهرجان تأسيسه لطاقات الشباب المتطوّع عبر لجنتيّ العلاقات العامّة والإعلام، واللتين يعملان على تدريب المشاركين فيهما من خلال ورش عمل متنوّعة يقدّمها عدد من الخبراء والمختصّين.
واعتاد روّاد مهرجان تاء الشباب على نشاطه خلال شهر (سبتمبر/ أيلول)، لكن هذا العام يأتي في شهر (فبراير/ شباط) تعزيزاً للنشاط الثقافي الحاصل خلال هذه الفترة، فقد أعلن المهرجان انطلاقته خلال فعالية ما نامت المنامة يوم (15 ديسمبر/ كانون الأول 2016) ضمن نشاط الأعياد الوطنية لهيئة البحرين للثقافة والآثار. ومنذ اجتماعاته المبدئيّة في (أغسطس/ آب 2016)، تمّ تثبيت إجراء نقل المهرجان ليدشّن نسخته الجديدة خلال (ديسمبر) وأن ينطلق المهرجان بفعالياته ونشاطه المكثّف في (فبراير).
يذكر أن «تاء الشباب» هو مشروع شبابي ثقافي، أسّسه الراحل محمد البنكي عبر تبنّيه مشاريع ثقافيّة وأدبيّة وفنيّة متنوعة لدى مجاميع الشباب البحريني، ودمجها في مشروع واحد حمل اسم «تاء الشباب» للرمز إلى الاستمرارية التي يضيفها حرف التاء على الكلام.
وتولّت دعمه هيئة البحرين للثقافة والآثار (وزارة الثقافة سابقًا) ممثلةً برئيسة الهيئة الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة. ويحمل في كلّ عام مبادرات جديدة يضيفها الشباب في مختلف التوجهات الفنيّة والفكريّة والإعلاميّة وغيرها.
العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ