صرّح استشاري الأمراض الباطنية والدم والأورام بالمستشفى الطبي الجامعي، شاكر الصددي، بأن ما تم التوصل إليه في العلاج الكيميائي، هو اننا «وجدنا أن كل شخص يتفاعل من العلاجات الكيميائية والبيولوجية بطريقة مختلفة جداً، وذلك حسب العمر، وما إذا كان ذكراً أو أنثى، وطبيعة الجسم لتقبل العلاج، وحتى في الأعراض الجانبية إذا كانت أقل بحيث أن بعض المرضى يستطيع ان يأخذ العلاج الكيميائي في الصباح ويذهب للعمل مباشرة».
ونوّه الصددي إلى أن العلاجات الكيميائية لا تكون كيميائية بحد ذاتها، فمفهوم العلاجات الكيميائية تنطبق على علاجات بيولوجية لا تؤثر على الجسم بشكل مباشر مثل العلاجات القوية الكيميائية، وفي بعض الحالات مثل أمراض الثدي نستطيع أن نعرف من يحتاج ومن لا يحتاج إلى علاج كيميائي، وذلك عن طريق بعض التحاليل الجزيئية ومعرفة طفرات معينة تساعدنا على معرفة ما إذا كان المريض يحتاج إلى العلاج أم لا. وأضاف «ان 10 في المئة من طول حياتنا تحدّدها الجينات البيولوجية، ولكن 90 في المئة من حياتنا تحدّدها بيئتنا العامة وأسلوب حياتنا، فمن الضروري أن نجدّد نمط حياتنا الآن حيث يساعد على حصول حياة جيدة وطول عمر أكثر بصورة عامة، فكما ذكرت أن هذه العوامل هي التي تحدّد نمط حياتنا». وأضاف: «إذا سألت الطب عن أفضل نمط للحياة فأغلب الأطباء سيجيبون بصورةٍ عامة، ولكن هناك تشويشاً في الأمر لأن هناك أنماط حياة كثيرة، ولكن هل سيكون نمط حياة رياضي مثل مشية المارثون، هل هو اتباع حمية معينة، هل هي علاقات اجتماعية، هل هي الروحانيه، إلخ...».
وأوضح استشاري الأمراض الباطنية والدم والأورام بالمستشفى الطبي الجامعي، أنه لو نظرنا إلى بعض المجتمعات الحضارية والتي يعيش فيها الإنسان بصحة وبعيداً عن الأمراض، لاكتشفنا أن هناك عوامل مشتركة بين هذه الحضارات في بعض المناطق، والتي يكون فيها عمر الإنسان ينعم بالصحة الجيدة وبعمر طويل. وذكر أن العلاقات الاجتماعية مهمة جداً حيث يكون هناك هدف في حياتك لتقليل الضغوط النفسية، كما أن الأكل أيضاً يجب أن يكون طبيعياً، مع الابتعاد عن التدخين، وأن يكون العمل نفسه بمثابة رياضة للشخص. هذه الحضارات أو ما تسمى بـBlue Zone، مع أن كل حضارة تختلف باختلاف المنطقة، إلا أن هناك قواسم مشتركة، فمنهم من يتميّز بتناول المأكولات البحرية كغذاء صحي على سبيل المثال.
وأشار الصددي إلى أن الإنسان يستطيع أن يحدث استراتيجية جديدة في حياته، حيث يمكنه أن ينظر إلى المرض بطريقة أخرى، حيث أن الكشف المبكر ومنع المرض وإعادة برمجة حياة الشخص لعلاج هذا النوع من الأمراض، كل ذلك سيساعد على قطع أشواط طويلة. ونصح بأن يبدأ المريض بزيارة الطبيب للتعرّف على مخاطر المرض وكيفية علاجه، والتعرف على التاريخ العائلي، وأيضاً عمل تحاليل دقيقة والتشخيص لمعرفة ما هو معرّضٌ إليه، ويمكن للمريض أن يعمل فحوصات ويستفيد من النصائح لمعرفة المخاطر وسبل العلاج.
فدعونا في هذا اليوم جميعاً، لنستفيد من هذا المقال وأن نغيّر من حياتنا وتغيير نمط حياتنا للأفضل، وأن نعمل جاهدين ليكون لنا هدف بأن تقل هذه الأمراض المنتشرة لنعيش بصحة عالية، وأن نفكّر دائماً بطريقة إيجابية، فهذه الأمراض هي أحياناً أمراض مزمنة وتتطلب تقبلاً وفهماً، وأن يتكلم المريض عنها لمعرفة طريقة علاجه. وما أن يكون هناك تثقيف صحي عال، حتى يكون هناك قضاء على المرض في العقود المقبلة.
العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ