أحرجت مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ تنصيبه، القادة الأوروبيين الذين يعقدون قمة في فاليتا، وأيد البعض انتهاج موقف حازم، في حين رأى البعض الآخر ضرورة الحفاظ على العلاقة عبر الأطلسي.
وأكد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمس الجمعة (3 فبراير/ شباط 2017) ان الحفاظ على العلاقة مع الولايات المتحدة يبقى «على رأس الأولويات السياسية» للاتحاد الأوروبي.
وقال توسك الذي سبق أن وجه انتقادات إلى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب «ما نحن بحاجة إليه هو علاقة عبر الأطلسي متينة إلى أبعد حد ممكن».
من جهته، أعرب رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي عن قلق القادة الأوروبيين «إزاء بعض القرارات التي اتخذت... وبعض المواقف» الصادرة عن الرئيس الأميركي.
إلا أن موسكات أكد خلال غداء «رغم كل شيء ليس هناك أي مشاعر عداء إزاء الولايات المتحدة»، مضيفاً أن الرغبة في التحادث مع الولايات المتحدة لاتزال «هي نفسها»، لكن «لا يمكننا التزام الصمت عندما يتعلق الأمر بالمبادئ».
إلا أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كان أكثر حدة، واعتبر أنه يستحسن أن يهتم الرئيس الأميركي بشئونه الخاصة.
وصرح للصحافيين «عليه ألا يتدخل في شئون الاتحاد الأوروبي».
وأضاف «بين الشركاء الاحترام واجب، وإذا أرادت أوروبا أن تبني وحدة فليس ليطلب منها البعض التفكك»، في إشارة إلى تصريحات ترامب بشأن «البريكست» قبل أسبوعين.
وحذر هولاند الدول وخصوصاً في أوروبا الوسطى من إقامة علاقات ثنائية مع الرئيس الأميركي الجديد.
وتابع «على العديد من الدول أن تفكر أن مستقبلها هو أولاً من خلال الاتحاد الأوروبي، بدل تصور لست أدري أي علاقة ثنائية مع الولايات المتحدة، ولو كان من الطبيعي أن يتحادث كل مسئول مع الرئيس الأميركي».
وشدد هولاند «لن تكون علاقات مستقبلية مع ترامب ما لم يتم تحديد إطار مشترك لها» من قبل الأوروبيين، مضيفاً أن «مصير الاتحاد الأوروبي نفسه على المحك».
من جهتها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى الوحدة إزاء الرئيس الأميركي.
وصرحت ميركل لدى وصولها إلى القمة في مالطا «لقد قلت أن أوروبا تتحكم بمصيرها، واعتقد أننا كلما عبرنا بوضوح عن الطريقة التي نحدد بها دورنا في العالم تمكنا من إدارة علاقاتنا بشكل أفضل مع الولايات المتحدة».
أما نظيرها النمسوي كريستيان كرن فقال إنه لا يمكن للرئيس الأميركي أن يملي على أوروبا دروساً. مضيفاً «لا شك في أن أميركا تتحمل مسئولية تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين بسبب الطريقة التي تدخلت فيها عسكرياً».
من جهته، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافييه بيتل أن ترامب يدافع عن «قيم ليست تلك التي أدافع عنها في السياسة».
العدد 5264 - الجمعة 03 فبراير 2017م الموافق 06 جمادى الأولى 1438هـ