استبعد مسئول تأميني غربي أن تتأثر أسعار التأمين في منطقة الشرق الأوسط مع توقعات نشوب حرب على العراق. ولكنه أكد «أن أسعار التأمين ضد مخاطر الحرب (War Rates) ستتأثر، وبشكل دراماتيكي».
وقال مدير أوّل لخدمات الوسطاء في شركة «لويدز» البريطانية، ستيف بوشرلـ «الوسط» إن «الوضع يعتمد على مدى تصعّد الأزمة في المستقبل، وهذه الأسعار في المنطقة شهدت ارتفاعا أخيرا مع توقعات الأسواق لأزمة مقبلة». وأضاف: «ربما تشهد سوق منطقة الشرق الأوسط انكماشا في حجم الطاقة المتوافرة فيها لكن ليس من المحتمل أن يكون هناك أي ارتفاع في أسعار التأمين على الممتلكات».
ومن جانب آخر قال بوشر الذي تسعى شركته إلى توسعة الرقعة الجغرافية لوسطائها في المنطقة، ان خسائر «لويدز» من حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول تتراوح ما بين 6 % و7,5% أي ما يعادل 3 مليارات دولار من اجمالي يتراوح ما بين 40 و50 مليار دولار بحسب التقديرات حتى الآن. وأضاف أن الرقم النهائي للخسائر بشكل دقيق سيستغرق سنوات طويلة قبل ان يصدر، ذلك لأن الشركات ستواصل التقدم بمطالباتها للتعويضات عن الخسائر بالاضافة إلى أن بعض المطالبات ستحتاج إلى تسويات قضائية.
وبحسب بوشر فإن الشركة تواجه بمطالبات من الخطوط الجوية الأميركية، الخطوط المتحدة، مجمع مركز التجارة العالمي نفسه وتشمل المطالبات: الطيران، الممتلكات، اضطرابات الأعمال، توقف الحياة وغيرها.
واعتبرت أسواق التأمين حادث سبتمبر أكبر حادث تتعرض له بعد «اعصار أندرو» في العام 1992 الذي بلغت خسائر السوق بسببه نصف الخسائر المعلنة حتى الآن من حوادث 11 سبتمبر.
وكانت خسائر «لويدز» منه نحو 3,2 مليارات دولار.
وبحسب بوشر فإن «مورجان ستانلي» قدرت أن حوادث سبتمبر انفردت بما يعادل 80 مليار دولار من طاقة الأسواق العالمية وتتوزع هذه الأخطار المغطاة على خسائر التأمين وعلى تآكل أصول شركات التأمين في أسواق الأسهم وغيرها.
وقال بوشر إن صناعة التأمين تحتاج إلى الارتفاع الذي تشهده الاسعار حاليا حتى تتمكن من اصلاح بعض الأضرار التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن السوق شهدت أخيرا ضخ نحو 25 مليار دولار إليها ولكن السوق لم تشعر بها لأنها توجهت إلى سوق «بيرمودا» التي تركز على تأمين المخاطر الكبيرة للأعمال والكوارث، وبالتالي فتأثيراته ستكون قليلة على باقي الأنشطة.
وقال بوشر إن شركته تبنت، اثر التطورات الأخيرة التي شهدتها السوق، استراتيجية تسعى بها إلى عقد المزيد من اتفاقات الشراكة مع وسطاء في مختلف دول العالم، وحاليا تعتبر «مجموعة خدمات الهلال العالمية» هي الوسيط الوحيد المعتمد لشركة «لويدز» في منطقة الشرق الأوسط.
وقال بوشر «إن هذا سيتغير الآن لأن منطقة الشرق الأوسط أصبحت تلعب دورا أكثر بروزا في صناعة التأمين العالمية»، مشيرا الى أن شركته ركزت في الفترة الماضية على سوقي المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية التي كانت تنفرد بـ 36 % من اجمالي أعمال الشركة. وقال إن «لويدز» اتخذت قرارها بناء على مراجعة استراتيجية لتتعرف على الأسواق التي يجب أن توجد فيها والتي سيتعاظم فيها وجود الفرص في المستقبل، وأضاف: «من الأجدى أن يكون هناك وسطاء في السوق المحلية يتحدثون اللغة نفسها، ويفهمون النظام القانوني»
العدد 57 - الجمعة 01 نوفمبر 2002م الموافق 25 شعبان 1423هـ