تُعتبر السمنة من أهم العوامل المرتبطة بالإصابة بمرض السكري، والسمنة لم تعد مقتصرة على البالغين، فهي تؤثر، على حدٍّ سواء، على الأطفال والكبار بسبب نمط الحياة الحديثة في الوقت الراهن.
وعن علاقة السمنة بمرض السكري، تبين أن السمنة تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري بنسبة 80 إلى 85 في المئة، فكتلة الجسم البالغة أكثر من 30 في المئة، تصنف صاحبها في مصاف الأشخاص السمينين، وترفع من خطر إصابتهم بمرض السكري.
والأبحاث الحالية توصلت إلى أن الخلايا الدهنية لدى الأشخاص السمينين تفرز مواد وإنزيمات من شأنها أن تقلل قابلية الجسم للاستفادة من الانسولين الذي يفرزه الجسم نفسه ويُضعفُ من عملها، وهو ما يعرف بمقاومة الجسم للانسولين. وفي أغلب الأحيان يعاني هؤلاء الأشخاص من تجمع الدهون حول منطقة الخصر والبطن.
ومن الناحية الأخرى ما يعزز مقاومة الجسم للأنسولين هو عملية أيض الجسم والتي تتأثر بكمية الدهون المتراكمة في الجسم، فكلما اختل اتزان عملية الأيض، أو تباطأت في الجسم، تفرز بعض المواد الدهنية في الدم ويترتب عليه مقاومة الجسم للانسولين.
ومن هنا فإن الحاجة إلى معالجة السمنة من جذورها أمر أساسي لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري وما يترتب عليه من مضاعفات.
ويُعدُّ تغيير نمط الحياة بشكل جذري من أفضل الطرق للوصول إلى الهدف المنشود على المدى الطويل.
فيجب البدء بتغيير ثقافة الغذاء بشكل عام، فلابُدَّ من الاستعاضة بوجبات صحية لتحل محل الوجبات السريعة، ويغير ثقافة الطبخ لدينا، فالكثير من الأطعمة تعتمد على طرق الطبخ غير الصحية كالقلي، فلابد من تحقيق التوازن في طريقة الطهي، واعتماد طريقة صحية تبتعد عن الُّهون والطهي بطريقة تحفظ القيمة الغذائية للأطعمة. ومن الأمور المهمة جدّاً عدم الانصياع وراء الإعلانات المغرية للحلويات والأطعمة غير الصحية التي باتت منتشرة بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي.
فحجر الأساس للتحكم في الوزن ومعالجة السمنة هو التغذية الصحيحة، وممارسة الرياضة ومما تجب الإشارة إليه ضرورة الالتزام بها كقاعدة حياتية وليس إجراء مؤقتاً.
وبالنسبة إلى الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة، فعليهم التفكير بالإجراءات البديلة للحمية كحلول الجراحة بعد استنزاف خيار التغذية والرياضة الصحيحة. فالحلول الجراحية ليست الوسيلة الأولى لخسارة الوزن لكنها قد تكون الوسيلة الأمثل لعلاج بعد حالات السمنة، كالأشخاص ذوي الكتلة الجسمية العالية البالغة أكثر من 40 في المئة.
ويجب التنويه إلى أنه حتي في الحالات التي تتم فيها معالجة السمنة كالخيارات الجراحية، فإن التغذية الصحيحة وممارسة الرياضة المعتدلة تبقى الأساس لنيل النتائج المرجوة من هذه الخيارات الجراحية.
إقرأ أيضا لـ "إيمان الأنصاري"العدد 5263 - الخميس 02 فبراير 2017م الموافق 05 جمادى الأولى 1438هـ
شكراً جزيلاً موضوع بالغ الأهمية