أظهر تقرير جديد أن استخدام برامج حجب الإعلانات ارتفع بنسبة 30% على مستوى العالم، على الرغم من الجهود المضنية التي تبذلها شركات الإنترنت، بما في ذلك فيسبوك وغوغل، لمنعها والتحايل عليها.
وعلى الرغم من هذه المساعي، لا يزال مستخدمو الإنترنت حول العالم يلجأون إلى هذه البرمجيات للحيلولة دون التعرض للإعلانات الرقمية، التي قد تمثل عادةً شريان حياة للعديد من المواقع الإلكترونية التي تعتمد نموذج الإعلانات لكسب المال.
وبالمجمل، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم الذين يعتمدون على برامج حجب الإعلانات في العام الفائت نحو 11%، وهذه النسبة تساوي نحو 600 مليون جهاز تتراوح بين الهواتف الذكية إلى الحواسب الشخصية التقليدية.
ويمثل هذا الرقم زيادة سنوية قدرها 30%، بحسب تقرير جديد نُشر أمس الاربعاء (1 فبراير/ شباط 2017) من قِبل PageFair، وهي شركة ناشئة تختص في مساعدة الشركات على تعويض بعض من هذه الخسارة في عائدات الإعلانات، والتي تقدر كل عام بعشرات المليارات من الدولارات.
وباستخدام برامج حجب الإعلانات الرقمية، يقول النُقّاد إن المستخدمين ينقضون اتفاقًا غير مكتوب مع المواقع والناشرين الرقميين، الذين يعتمد كثير منهم على الإعلانات في الجزء الأكبر من عائداتهم مقابل تقديم المحتوى للمستخدمين مجانًا.
ويقول مراقبون إن أدوات حجب الإعلانات الرقمية قد أضحت تحظى بشعبية واسعة، خاصةً في دول العالم النامية، حيث بلغت نسبة استخدامها في دولة مثل إندونيسيا إلى ما يقرب من ثلثي مستخدمي الإنترنت هناك.
هذا، ولم تكن صناعة الإعلانات غافلة عن هذا الارتفاع في استخدام برامج حجب الإعلانات، ففي شهر أغسطس/ آب الماضي، على سبيل المثال، حاولت شركة فيسبوك، التي تعد أكبر معتمد على الإعلانات الرقمية في العالم، منع الناس من استخدام مثل هذه البرامج على شبكتها الاجتماعية.
ولكن الأمور لم تجري كما شاءت فيسبوك، إذ جُوبِهَت جهود الشركة بانطلاق سباق محموم بين شركات ناشئة تختص في توفير أدوات جديدة لحجب الإعلانات.
ويُشار إلى أن المستخدمين في الدول النامية يضطرون لاستعمال برامج حجب الإعلانات في سبيل توفير حزم البيانات المحمولة، التي تكون في كثير من الأحيان مكلفة، وذلك عن طريق إزالة الفيديو وغيرها من الإعلانات التي تستهلك قدرًا كبيرًا من البيانات.
وبحسب تقرير شركة "بيج فير"، فإن أكثر من 90% من حجب الإعلانات في العالم يجري في دول شرق آسيا. وفي العام الماضي، استُخدمت هذه البرامج على نحو 380 مليون هاتف ذكي وحاسب لوحي حول العالم، بزيادة سنوية قدرها 39%.
وفي المقابل، فإن الغالبية العظمى من حجب الإعلانات على أجهزة الحاسب التقليدية، الذي قفز على نحو مماثل بنسبة بلغت 17% خلال العام الماضي، لتصل إلى 236 مليون جهاز، لا تزال محصورة بالدرجة الأولى في الولايات المتحدة وأوروبا. ففي تلك المناطق، يلجأ المستخدمون لهذه البرامج لحماية أنفسهم من البرمجيات الخبيثة التي تتنكر بهيئة إعلان.