قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأربعاء (1 فبراير/ شباط 2017) إن القيود التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سفر مواطني سبع دول وتجميد إعادة توطين اللاجئين يجب رفعها عاجلاً وليس آجلاً.
وأضاف «ليست هذه أفضل طريقة لحماية الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى فيما يتعلق بالمخاوف الخطيرة المتعلقة باختراق إرهابي محتمل».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أمس أن مرسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب القاضي بحظر سفر مواطني دول ذات أغلبية مسلمة «سيادي» وغير موجه ضد الإسلام.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي في أبوظبي: «لاشك أن الدول لها الحق في أن تتخذ قراراتها السيادية، والولايات المتحدة اتخذت قراراً من ضمن هذه القرارات السيادية».
وأضاف «هناك محاولات لإعطاء انطباع أن هذا القرار موجه ضد ديانة معينة»، معتبراً أن «هذا الكلام غير صحيح».
وأصدر الرئيس الأميركي مرسوماً الجمعة يمنع دخول رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة هي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن لمدة 90 يوماً على الأقل إلى الولايات المتحدة. وحظر دخول جميع اللاجئين أيّاً كانت أصولهم إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة اشهر، ولمدة غير محددة للاجئين السوريين.
وقال الشيخ عبدالله إن «الغالبية العظمى من المسلمين في الدول المسلمة لم يشملها الحل»، مشيراً إلى أن «هذا الحل مؤقت وستتم مراجعته (...) ومن المهم أن نضع في الاعتبار هذه النقاط».
ورأى ان بعض الدول التي شملها القرار «تواجه تحديات هيكلية»، معتبراً أن على هذه الدول «أن تحاول أن تعالج هذه الأوضاع وهذه الظروف».
وفي سياقٍ متصل، دعا رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم، أمس، الإدارة الأميركية إلى مراجعة قرارها بشأن إدراج العراق ضمن الدول السبع التي يمنع مواطنوها من السفر إلى أراضيها، واصفاً هذا القرار بـ «الصدمة».
وقال معصوم، في كلمةٍ خلال لقائه في قصر السلام ببغداد مع صحافيين عراقيين، إن «إدراج الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لاسم العراق ضمن الدول التي يمنع مواطنوها من السفر إلى الولايات المتحدة شكل صدمة لنا»، مؤكداً على «اهتمام العراق ببذل جهود عاجلة لإنصاف شعب يقاتل الإرهاب بدماء ابنائه وموارده نيابة عن كل العالم بما فيها الولايات المتحدة»، وفقا لموقع «السومرية نيوز» الإخباري.
ودعا معصوم، الإدارة الأميركية إلى «مراجعة قرارها المذكور».
هذا، وعبر الفاتيكان أمس عن «قلقه» ازاء مرسومي ترامب حول بناء جدار على حدود المكسيك ومنع دخول رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.
وقال المسئول الثالث في الفاتيكان انجيلو بيتشيو رداً على سؤال محطة «تي في 2000» الكاثوليكية حول هذا الاجراء الاميركي: «بالطبع هناك قلق. نحن رسل ثقافة أخرى هي ثقافة الانفتاح».
وأضاف المونسنيور بيتشيو «نحن بناة جسور، اقل بكثير من الجدران، وعلى جميع المسيحيين ان يعيدوا بقوة تأكيد هذه الرسالة».
وذكر بيتشيو أن البابا فرنسيس يشدد أيضاً «على ضرورة إدماج الذين يصلون، الذين يأتون إلى مجتمعنا، إلى ثقافتنا».
أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فاعتبرت أمام النواب البريطانيين أمس أن مرسوم ترامب الذي يستهدف المهاجرين «خطأ ويزرع الفوضى»، معربة عن الامل في انهاء مشهد سياسي بالغ الحساسية في نظرها.
وردّاً على سؤال عن تأخرها في إصدار رد فعل فوري بعد صدور المرسوم مساء الجمعة، أكدت ماي ان حكومتها ترى «صراحة ان المرسوم الذي اصدره الرئيس ترامب خطأ».
وأضافت «نعتقد انه يزرع الفوضى وهو خطأ».
وكانت ماي التي دعاها الصحافيون الذين كانوا يرافقونها الى انقرة، الى الادلاء برد فعل، رفضت في مرحلة اولى ادانة المرسوم الاميركي.
ومع الانتقادات التي تلت، اصدرت رئاسة الوزراء البريطانية ليل السبت بياناً أكد ان ماي «ليست موافقة» على نهج ترامب.
هذا، ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي أمس بأنه مبتدئ في عالم السياسة مصعداً انتقاداته لإجراءات الهجرة التي وضعها الرئيس الجمهوري وتتضمن حظر سفر مؤقتاً على الإيرانيين.
وركز روحاني حديثه على ترامب ذاته وقال في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة إن ترامب «جديد على السياسة. جاء من عالم مختلف. إنها أجواء جديدة تماما بالنسبة له. سيحتاج لوقت طويل وسيكلف الولايات المتحدة الكثير إلى أن يتعلم ما يحدث في العالم».
وقال روحاني: «اليوم ليس يوم فصل الأمم بالأسوار» في إشارة على ما يبدو إلى تعهد ترامب ببناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.
وفي سياقٍ متصل، اغتنم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الفرصة لترجيح كفة المحافظين في المحكمة الأميركية العليا، إلا أن معركة طويلة تلوح في الأفق أمس الأربعاء بشأن ترشيحاته الأخرى، حيث سيقف الديمقراطيون في وجه تنفيذ ترامب لوعده بتغيير المشهد السياسي.
وفي الاسبوع الثاني من رئاسته التي اتسمت بخطوات غير معتادة، رشح ترامب القاضي نيل غورستش للمقعد التاسع في المحكمة الاميركية العليا خلفا للقاضي انطونين سكاليا الذي توفي العام الماضي، مرجحاً بذلك كفة المحافظين في المحكمة التي تبنت مسائل مهمة في المجتمع الاميركي. واعلن ترامب أمس اثناء لقاء مع رجال اعمال وزعماء محليين اميركيين سود ان غورستش «سيحصل على الموافقة بسرعة كبيرة».
الا ان هذا الاعلان ينذر بمعركة ستكون بكل المعايير طاحنة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون للموافقة على غورستش بعد ان رفض الحزب الجمهوري طوال العام الماضي ملء المقعد الشاغر بمرشح الرئيس الديمقراطي السابق باراك اوباما.
وأكد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيين ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية. ووافق مجلس الشيوخ على مرشح الرئيس دونالد ترامب لشغل حقيبة الخارجية الأمريكية بعد تأييد 56 عضوا ومعارضة 43 عضوا.
العدد 5262 - الأربعاء 01 فبراير 2017م الموافق 04 جمادى الأولى 1438هـ