إحدى الأخوات القريبات من القلب ذكرت هذه الجملة أثناء حديثها الشيّق، وقد رنّت هذه الجملة كثيراً في نفسي، ألا وهي: (الوقت هو المال)، فرحتُ أبحث عن مفهومها وما كانت تريد الأخت إيصاله لنا.
الوقت هو المال مفهومها بأنّ الوقت ثمين وقيّم، لذلك يجب أن تستثمره بأسرع وقت ممكن كما تستثمر المال، فالمال إن لم تستثمره بسرعة ذهب وطار، وكذلك الوقت إن لم تستثمر كل ثانية فيه سيهرب بعيداً عنك من دون رجعة.
للأسف نحن نهدر أوقاتنا كثيراً في التفكير والحزن والهم والغم، ولا نستثمر الوقت في الاستفادة من طاقاتنا وقوّتنا، ودوماً نشكو من كلمة أو جملة قالها أحدهم فآلمتنا، أو نشكو من موقف تصرّف به أحدهم فجرحنا، أو من علاقة انتهت ونحن متشبّثون بها لا نريد تركها.
أغلبنا يُحب فعل الماضي، لأنّه يجعله محصوراً في الذكريات، ولذلك لا تجده يُطوّر نفسه، أو يحاول مرّة أخرى بعد إخفاقاته، ولا يدري بأنّ هناك أموراً كثيرة في الحياة تستأهل التحرّك وبسرعة وعدم الخنوع إلى الماضي الذي لن يعود.
شخصية الأخت التي ذكرت جملة «الوقت هو المال» من الشّخصيات التي أعتز بمعرفتها وبقُربي منها، فهي من الشخصيات التي لا تهتم بما يُقال عنها ولا يُدار حولها، صامدة وقويّة كالمرأة الحديدية التي لا يزحزح ثقتها وقوّتها أحد، وهي من أولئك الذين ينظرون إلى الدنيا بـ «قدريّة» وعدم تردّد، ومن دون خوف من المستقبل، بل تمضي دوماً من نجاح إلى آخر، وعندما تتعثّر أو يُغضبها أحد، تتغافل، ليس لأنّها ليست حسّاسة أو من دون مشاعر، ولكن لأنّها مؤمنة بأنّ «الوقت هو المال»، فهو أثمن من خسارته في أمور لن تتغيّر أو تتعدّل، ولذلك تنجح دوماً، وغيرها ممّن يحاربون نجاحها يفشلون.
عجباً لهذه الدنيا التي نجد فيها من يخسر وقته سنين وسنين دون استثماره، ودون النّظر إلى ما حقّقه في حياته، وعجباً لهذه الدنيا التي انتكست، فأصبح من يُقدّر الوقت ويحترمه ويستفيد من كل ثانية منه هو الغريب، ومن لا يحترمه ويهدره هو القريب.
فعلاً «الوقت هو المال»، وعليه لا تتردّد في أن تقوم بشيء تريده نفسك، ولا تتوقّع أن يُعجب الآخرون به، فالآخرون لا يستطيعون الوصول إلى ما وصلت إليه من حرّية في الفكر وعشق للاستفادة من الوقت، فقيمة الوقت والاهتمام به هو سعادة ولذّة لنا، فكيف نخسر هذه السعادة ونهدرها؟!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5261 - الثلثاء 31 يناير 2017م الموافق 03 جمادى الأولى 1438هـ
صباح الخير
كلام عين الحق والحقيقة يا زائر 4 نعم اشد على كلامك أحسنت بارك الله فيك على العقلاء والحكماء مادام هناك فرصة قصيرة جداً أن لم نغتنمها للتغير الواقع المرير الذي نعيشه غدا لن تتاح لنا الفرصة يجب على الكل الرجوع إلى العقل البشري وليس الحجري
ذكّرتيني بأول دورة تدريبية في معهد البحرين لتدريب المصرفيين
شكرا
وهذا ينطبق على الوطن الذي فقد الكثير من الوقت في الأزمة حتى انهار البلد اقتصادياً، فمتى يفيق من له شيء من العقل والرشد ويحتضن شباب الوطن ويملي وقتهم بالوظائف المناسبة ليساهموا في إنقاذ الوطن من أزماته؟!
صج تعليق بايخ يازعم كلش الحين تعليقك مميز
افول مالت
No money no honey