كدت أشي بالرائع عباس يوسف، كدت أفضح سره / المفاجأة لواحد من أنبل وأنقى الأسماء في ساحتنا الثقافية «أمين صالح»، ولم يردعني عن ذلك حرص على كتمان السر، ولكنها المشاغل ياصديقي، أعلم أن المعرض أعد له منذ وقت طويل ، ومع كل صباح أعاهد نفسي برفع سماعة الهاتف وإفشاء السر لك، إلا ان انشغالات كثيرة حالت من دون ذلك... أنت تستحق اكثر من هذا التكريم، وماقدمته من أعمال وروائع طوال تاريخك مع الكلمة جدير بأن يحتفى به على مستوى مؤسسات إلا ان المدهش عباس يوسف أبى إلا أن يضع تلك المؤسسات في خانة المساءلة والحرج ، وخيرا فعل... وكل معرض / مفاجأة وأنت بألف خير ! .
يكتب أحدهم على لسان أحدهم... مطالبا جهات ما بإخضاعك لمجلس تأديبي، وبلغة هي بعيدة عن «الأدب »... ثم أية جهة يعني؟... هل مازال البعض متمسكا «بذهنية التقارير»؟.
أحيلك على ما كتبه قاسم حداد ذات أمل: ما الفرق؟ شخص أعمى، وآخر لايريد أن يرى!. ومازلت مصرَّا على ان هذه الساحة في طريقها إلى الانتحار بفضل مجموعة أسماء تؤكد وببراعة أميتها الخارقة ! .
ما الفرق بين كاتب يدبج المديح لعنف السلطة ورجل مخابرات ؟
ما الفرق بين طائفي محترف ورجل إطفاء يشعل الحرائق؟
لماذا يتحول الرعب إلى أفيون؟
والأعناق إلى أحذية؟
والعدل إلى خرافة؟
والقلاع إلى عراء؟
والشعوب إلى أعشاب تجزها ذهنية البتر؟
والخرافة إلى يقين؟
ثم لماذا تصر وسائل الإعلام العربية على «سقوط» الشهيد فيما هو «يحلق» بألف جناح؟.
تحت وابل المطر، طفل غض يقود ضريرا لعبور الشارع... يتلفت يمنة ويسرة... الشارع خال من المركبات... يعبران، وعلى خطوط المشاة تسحقهما صاعقة!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 55 - الأربعاء 30 أكتوبر 2002م الموافق 23 شعبان 1423هـ